ألمانيا تحاكم رئيس شبكة تجنيد لحساب «داعش»

  • 9/27/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تبدأ اليوم (الثلثاء) محاكمة داعية عراقي لإنشائه في ألمانيا شبكة تجنيد لحساب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي كان منفذ اعتداء سوق الميلاد في برلين على صلة بها. ويمثل أحمد عبد العزيز عبد الله وعمره 33 عاماً ولقبه «أبو ولاء» أمام القضاء الألماني في مدينة تسيله شمال البلاد، إضافة إلى شركائه الأربعة المشتبه فيهم حسن ك. وهو تركي الجنسية وعمره 51 عاماً، وبوبان س. وهو ألماني - صربي عمره 37 عاماً، ومحمود أ. يحمل الجنسية الألمانية وعمره 28 عاماً، إضافة إلى أحمد ف.ي. وهو من الكاميرون وعمره 27 عاماً. وجميعهم متهمون بالانتماء إلى «داعش» ودعم هذه «المنظمة الإرهابية الأجنبية»، ويواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وفق قانون الجنايات. وأفادت صحيفة «شبيغل» الألمانية أن المناقشات القانونية، التي قد تمتدّ حتى شباط (فبراير) 2018، «ستعطي رؤية مفصلة عن آليات عمل الشبكة المتطرفة، وهو ما يعطي المحاكمة أهمية كبيرة». وبحسب الادعاء، أنشأ أبو ولاء في مسجد يؤمه في هيلدسهايم، شبكة تجنيد ترسل مقاتلين إلى سورية والعراق، إذ سبق أن أرسلت ثمانية أشخاص على الأقل، من بينهم توأم ألماني نفذا تفجيراً انتحارياً دامياً في العراق العام 2015. ووصل المتهم الرئيس إلى ألمانيا طالباً للجوء في العام 2001، وأوقف في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، بعد تحقيق طويل أجرته الاستخبارات الألمانية. وأشارت «شبيغل» إلى أنه متزوج من امرأتين وأب لسبعة أطفال، وسافر وأقام بطريقة غامضة مرات عدة في العراق. وأطلق على أبو ولاء لقب «الداعية الذي لا وجه له» لأن تسجيلات الفيديو المنتشرة لدى شبكات متطرفة لا تُظهر وجهه. وكانت مهمته إلى جانب شركائه، إقناع المجندين بالفكر المتطرف وإرسالهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها «داعش». لكنه خطط أيضاً في المسجد لتنفيذ اعتداءات. ومن بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة بهذه الشبكة، واحد على الأقل من بين المراهقين الثلاثة الذين لا يتعدى عمرهم 16 عاماً والذين وضعوا عبوة ناسفة في نيسان (أبريل) 2016 في معبد للسيخ في ألمانيا، متسببين بإصابة ثلاثة رجال أحدهم جروحه كانت خطرة. وحكم على المراهقين الثلاثة بعقوبات بالسجن في آذار (مارس) 2017. ويبدو أن التونسي أنيس عمري (24 عاماً)، منفذ الاعتداء على سوق الميلاد الذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين في كانون الأول (ديسمبر) 2016، تردد إلى الشبكة وتواصل مع بوبان س. وهو مهندس كيماوي استقبل عمري في مدرسة دينية في دورتموند. وبحسب «شبيغل»، شارك عمري في تدريبات للقتال في سورية. وتردد طالب اللجوء التونسي، الذي قتلته الشرطة بعد هروبه إلى إيطاليا، إلى مسجد في برلين معروف بارتباطه بالتطرف، ألقى أبو ولاء فيه خطبة. ولم يحصل أي تواصل مباشر بين الرجلين. ويعتمد ملف الادعاء بشكل أساسي على شهادة مخبر في جهاز الاستخبارات الألماني الداخلي، جمع مؤشرات وأدلة ضد الداعية العراقي. ومن المفترض أن يتم إعفاء هذا الشاهد من الادلاء بأقواله علناً، حفاظاً على سلامته. وذكرت الصحيفة أن مخبر رئيس آخر قاتل سابقاً في صفوف «داعش» ثم تراجع، وافق بعد عودته من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، على التعاون، وروى كيف أرسلته شبكة أبو ولاء عبر بروكسيل وتركيا. وتوسعت شبكة التطرف في السنوات الأخيرة في ألمانيا، إذ صنفت الاستخبارات حوالى 10300 شخص على أنهم متطرفين، في مقابل 3800 في العام 2011. ويعتبر حوالى 1300 شخص قابلين لاعتناق الفكر المتطرف. وترى السلطات أن مئات من بين هؤلاء «خطرن»، مثلما صنفت أنيس عمري. إلا أن هذا الأخير أفلت من رقابة الشرطة عبر استخدامه بطاقات شخصية عدة، ومستغلاً قلة التنسيق بين أجهزة الشرطة الإقليمية المختلفة.

مشاركة :