بعد أن شهدت الانتخابات الألمانية صعود الحزب اليميني المتطرف كقوة سياسية كبيرة، سارع رسامو الكاريكاتير في العالم للرد بطريقتهم الساخرة. ففي الوقت الذي كانت فيه النتائج مفرحة بالنسبة للبعض، شكلت هاجسا للبعض الاخر. خسارة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي برئاسة أنجيلا ميركل الكثير من الأصوات أمام معظم منافسيه في الانتخابات الألمانية، ولا سيما اليمين المتطرف البديل لألمانيا، دفع الكثير من رسامي الكاريكاتير السياسي من جميع أنحاء العالم، في وقت قصير، إلى توضيح العواقب السياسية والتركيز حتما على إحياء "الفكر القومي" في ألمانيا. بالنسبة لمعظم رسامي الكاريكاتير، فالانتخابات الألمانية قد أسالت برميلا من المسحوق السياسي الذي سخروه لرسم المستشارة التي انتخبت لولاية رابعة يوم الاحد، واستمرار الصراع لصد اليمين المتطرف، الذي حصل على مقاعد لأول مرة في البرلمان الاتحادي. وبالرغم من سوداوية الإيحاءات التي ميزت الرسوم، إلا أنها قد أضفت الكثير من الفكاهة على المشهد السياسي الألماني. رابحون وخاسرون: في أستراليا، نشر رسام الكاريكاتير ديفيد روي رسما في الاستعراض المالي الأسترالي الذي يلعب على صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، من خلال إظهار حاجة المستشارة أيضا إلى الانتقال إلى اليمين. أما في فيينا، فقد سلط رسام الكاريكاتير ماريان كامنسكي الضوء على الفائز الحقيقي في الانتخابات الألمانية، وصور النازية الجديدة كوسيلة رفعت حزب البديل من أجل ألمانيا ليصعد رغم احتلاله المرتبة الثالثة في الانتخابات. وهو موضوع مشترك بين المعلقين السياسيين ورسامي الكاريكاتير على حد سواء. صعود اليمين المتطرف في ألمانيا سبب حتما قلقا بين السكان اليهود المحليين، وهو ما وضحه بشكل جيد الرسام الإيطالي باولو لومباردي:حيث يقول المواطن اليهودي في الصورة إن بديلي هو إسرائيل. بعض رسامي الكاريكاتير اعتمدوا على الشخصيات الشريرة المعروفة في الثقافة الشعبية الألمانية مثل بينيويس، وبالضبط المهرج الشرير فيها، حيث كيفوا مشهد ضرب كتاب ستيفن الملك، مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، ليعطوا صورة تقريبة للأمر. كما سارع رسام الكاريكاتير السياسي الألماني هيكو ساكوراي، الذي كانت رسوماته للمستشارة، المنشورة في الصحف الكبرى لأكثر من عقد، شائكة ، إلى تسليط الضوء على واقع السياسة المتفجرة التي تنتظر ميركل بعد الانتخابات. وفي يوم الانتخابات، ركز رسام الكاريكاتير اليوناني تاسوس أناستاسيو على المعركة القائمة بين حزبين رئيسيين، بالنسبة للكثيرين، واللذان يقدمان الكثير من السياسات المتشابهة. واعتبر أناستاسيو في رسوماته أن المعركة قد حسمت لصالح ميركل كما العادة. رسام الكاريكاتير في بانكوك، أبرز أهمية الانتخابات الألمانية بالنسبة للعالم في ضوء صرخة ترامب ضد كوريا الشمالية. وأخيرا، وضح رسام الكاريكاتير كونستانتينوس تساناكاس، الذي كان اسمه دينو، مرة أخرى الأسس الجوهرية لانتصار أنجيلا ميركل الانتخابي، حسب تعبيره. ستوارت براون/ مريم مرغيش
مشاركة :