ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، في تقرير صدر، أمس الثلاثاء، أن بعض رجال الدين والمؤسسات السعودية يحرضون على الكراهية والتمييز. وأكدت هيومن رايتس ووتش في تقريرها أن خطاب الكراهية هذا قد تكون له عواقب وخيمة عندما تستخدمه جماعات مسلحة مثل «تنظيم الدولة»، أو «تنظيم القاعدة» لتبرير استهداف المدنيين.ويوثق التقرير المؤلف من 48 صفحة، بعنوان «ليسوا إخواننا: خطاب الكراهية الصادر عن المسؤولين السعوديين»، سماح السعودية لعلماء ورجال الدين الذين تعينهم الحكومة، بالإشارة إلى الأقليات المذهبية بألفاظ مهينة أو شيطنتها في الوثائق الرسمية والأحكام الدينية التي تؤثر على صنع القرار الحكومي. ولفت التقرير إلى أنه في السنوات الأخيرة، استخدم رجال الدين الحكوميون وغيرهم، الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتشويه والتحريض على الكراهية ضد المسلمين من مذاهب أخرى وغيرهم ممن لا يتفقون مع آرائهم. تشويه الأقليات وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: «روجت السعودية بقوة للرواية الإصلاحية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فهي تسمح لرجال الدين والكتب المدرسية الحكومية بتشويه سمعة الأقليات المذهبية والدينية. يطيل خطاب الكراهية هذا من أمد التمييز المنهجي ضد الأقلية المذهبية، وتستخدمه -في أسوأ الحالات- جماعات عنيفة تهاجمهم». وقالت ويتسن: «رغم سجل السعودية الضعيف في مجال الحريات الدينية، حمت الولاياتُ المتحدةُ السعوديةَ من العقوبات المحتملة بموجب القانون الأميركي، فعلى الحكومة الأميركية أن تطبق قوانينها لمحاسبة حليفتها السعودية». فرض التمييز وجدت هيومن رايتس ووتش أن التحريض، والتحيز المعادي للأقليات، في نظام العدالة الجنائية والمناهج الدينية لوزارة التربية والتعليم، يلعب دوراً أساسياً في فرض التمييز ضد بعض الفئات المذهبية في المجتمع السعودي. ووثقت هيومن رايتس ووتش مؤخراً إشارات مهينة للانتماءات الدينية الأخرى، بما في ذلك اليهودية والمسيحية والصوفية في منهاج التعليم الديني في المملكة. وذكر التقرير: «كثيراً ما يحقر رجال الدين الحكوميون، معتقدات وممارسات أصحاب المذهب المخالف لهم»، ولفت التقرير إلى أن الدعاة الرسميين أدانوا الاختلاط والزواج بين المذاهب. وأضاف التقرير أن مفتي السعودية السابق عبد العزيز بن باز، الذي توفي عام 1999، أدان أصحاب مذاهب أخرى في فتاوى عديدة. وبقيت فتاوى ابن باز وكتاباته متاحة للعموم على الموقع الإلكتروني لـ «اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء». وقف خطاب الكراهية وطالب التقرير السلطات السعودية أن تأمر بالوقف الفوري لخطاب الكراهية الصادر عن رجال الدين والهيئات الحكومية التابعة للدولة. كما أوضح التقرير أن «اللجنة الأميركية للحريات الدينية» صنفت السعودية مراراً على أنها «دولة تثير قلقاً خاصاً»، وهو أعلى تصنيف للدول التي تنتهك الحرية الدينية. وطالب التقرير الحكومة الأميركية بالعمل مع السلطات السعودية على وقف التحريض على الكراهية والتمييز ضد المواطنين المنتمين لأديان ومذاهب أخرى. وقال التقرير: «على الولايات المتحدة أن تضغط كذلك من أجل إزالة جميع الانتقادات وأشكال وصم الممارسات المذهبية للأقليات، وممارسات الديانات الأخرى، من المناهج التعليمية السعودية الدينية.;
مشاركة :