طالبت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، وسائل الإعلام بألا تتحول إلى منابر لخطابات الكراهية والتحريض على العنف عبر استضافة شخصيات سياسية تتبنى هذا الخطاب. ودعت الصحافيين إلى التصدّي للخطابات العنيفة والتحريضية بكل أشكالها دون المساس بمبدأ حريّة التعبير، محذرة من التعامل مع الأشخاص المعروفين بهذه الخطابات. وعبّرت الهايكا عن مساندتها للصحافي هيثم المكي على خلفيّة ما تعرّض له مؤخرا من إساءة لفظية تمس بالكرامة الإنسانية من قبل سيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة، وفق ما جاء في بيان أصدرته الثلاثاء. وخلال حضوره في برنامج “ميدي شو” على إذاعة “موزاييك أف.أم”، الأسبوع الماضي، قام مخلوف بالتهجم على الصحافي والمعلّق السياسي هيثم المكي والتلفظ بكلمات خارجة، وتوجه إليه بسيل من الاتهامات المجانية، الأمر الذي استنكرته نقابة الصحافيين ومنظمات مهنية أخرى معتبرة أنه ضرب صارخ لكلّ أخلاقيات الحوار ومبدأ احترام الكرامة الإنسانية. وجاء هجوم مخلوف على خلفية قول المكي خلال فقرته اليومية في البرنامج إن الهدف من مبادرة ائتلاف الكرامة لتنقيح المرسوم 116 تخريب الإعلام. وأشار المكي إلى أن مخلوف قام بتقديم هذه المبادرة بأمر من حزبي قلب تونس وحركة النهضة. مساندة واسعة للصحافي هيثم المكي على خلفيّة تعرّضه لهجوم من قبل رئيس كتلة ائتلاف الكرامة في برنامج إذاعي وتصاعدت وتيرة العنف اللفظي وخطاب الكراهية والتكفير والتحريض في الخطاب السياسي لدى بعض الأحزاب الممثلة في مجلس نواب الشعب، سواء كان ذلك ضد الهيئة أو الجمعيات المدنية أو الأصوات الحرّة التي رفضت الخنوع لسطوة اللوبيات المالية والحزبية الضاغطة، وفق ما أوضحت الهايكا في بيانها. بدورها، دعت نقابة الإعلام التابعة لاتحاد الشغل إلى مقاطعة ائتلاف الكرامة إعلاميا، بسبب تعمد قياداته بث خطاب تحريضي عنيف وتهجمها على الصحافيين. كما دعت النقابة الوطنية للإذاعات الخاصة إلى التصدي لخطابات الكراهية والعنف السياسي المسلط على حرية الإعلام. وأعلنت عن تضامنها التام مع المكي الذي عرف بفقرته الساخرة في البرنامج الذي يعدّ شكلا من أشكال العمل الإعلامي المهني، وحذرت من الخطاب السياسي العنيف الصادر عن مخلوف وزملائه والذي يقوم على الكراهية والتحريض ضدّ الصحافيين وهو ما يهدد سلامتهم الجسدية. وذكّرت النقابة الوطنية للإذاعات الخاصة بأن لنواب ائتلاف الكرامة سوابق في مهاجمة وتهديد حرية الإعلام والتعبير اعتمادا على اتهامات باطلة الهدف منها الإساءة لصورة الصحافيين عامة في المجتمع.
مشاركة :