نظام الحمَدين لم يستوعب درس المقاطعة، ويواصل استمرار سياسة استرضاء الخارج، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لعلها تنقذه من نيران العزلة التي تعانيها الدوحة منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي، فرغم كل المحاولات التي بذلتها الدوحة على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، من أجل نيل الرضا الأمريكي، والتي لم تسفر عن جديد، خاصة في ما يتعلق باتهامات البيت الأبيض للدوحة بدعم الإرهاب، سارت قطر على النهج نفسه، حيث أعلنت الخطوط القطرية أنها تقدمت بطلب شراء ست طائرات بوينج بقيمة 2,6 مليار دولار تعكس بحسب زعمها التوسع المستمر للشركة في الولايات المتحدة.ولا يوجد سبب آخر لإقدام الشركة القطرية على هذه الخطوة غير محاولة استمالة الجانب الأمريكي لمصلحة الدوحة في أزمتها مع رباعي المقاطعة، لاسيما وأن الخطوط القطرية تكبدت خسائر فادحة منذ بداية المقاطعة حتى الآن، لاسيما وأن تغيير الخطوط القطرية مسارها للمرور فوق تركيا وإيران، يكبدها تكاليف باهظة ليس على المدى القصير فحسب، بل قد تفقد مكانتها في سوق دول مجلس التعاون الخليجي ككل، خصوصاً في حال استمرار المقاطعة.وأعلنت الخطوط القطرية عن خسائر تشغيلية قدرها 703 ملايين دولار للسنة المالية المنتهية 2017/2016، وقد كان ذلك بعد تلقي ما يقرب من 500 مليون دولار في شكل إعانات.والأكثر من ذلك، أن مجلة «آرلاين ويكلي» قالت إنّ أداء شركة الخطوط الجوية القطرية كان رابع أسوأ أداء في صناعة الطيران العالمية بأكملها، والقضية الرئيسية هنا هي أنّ هذا الأداء المالي الباهت قد وقع قبل تقييد حقوق التحليق، أي قبل مقاطعة الدول الأربع، وهو ما يجعل هذا التقييد الجوي أكثر تكلفة لشركة الخطوط الجوية القطرية حالياً.وأورد بيان نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني أن قيمة طلبات الشراء تبلغ 2,6 مليار دولار (1,8 مليار يورو) «بحسب قائمة الأسعار».وواصلت مزاعمها بأن هذا الإعلان يعد تأكيداً على النمو المتسارع للخطوط الجوية القطرية ومساهمتها في الاقتصاد الأمريكي، ويرتفع عدد الطائرات التي طلبتها من بونيج إلى اكثر من 100 طائرة».قرار الشركة التقدم بطلبات شراء الطائرات الجديدة، يعد استمراراً لإهدار مقدرات الشعب القطري من العملة الأجنبية، في ظل ما تعانيه الدوحة من نزوح للودائع الأجنبية.ومحاولات قطر نيل الرضا الأمريكي لا تتوقف، حيث أعلنت قطر مراراً عن سعيها لمزيد من الفرص الاستثمارية في الولايات المتحدة، وفي عام 2015 أعلن صندوق جهاز قطر للاستثمار عن استثمار الدوحة 35 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة، بعد عمليات استحواذ مهمة في أوروبا.وفي ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، صدر إعلان بأن الجهاز القطري سيستثمر في مشاريع تتعلق بالبنى التحتية في الولايات المتحدة بما قيمته عشرة مليارات دولار.من جهة ثانية، قال البنك التجاري القطري، ثالث أكبر مقرض في الدوحة، إنه يجري محادثات مع مجموعة من المستثمرين لم يكشف عن هويتهم لبيع حصته في البنك العربي المتحد المدرج في سوق أبوظبي للأوراق المالية. ووافق مجلس إدارة البنك التجاري على منح مشتري حصته في البنك العربي المتحد 90 يوماً للتفاوض مع الأطراف على الأحكام والشروط النهائية الخاصة بعملية الاستحواذ. ولم يوضح «التجاري» في بيان للبورصة القطرية، يوم أمس، قيمة الصفقة، أو الطرف المشتري.ويمتلك «التجاري» حصة بنسبة 40% في «العربي المتحد» وتبلغ القيمة السوقية للحصة نحو 217 مليون دولار، وفقاً لبيانات «تومسون رويترز».وتعاني البنوك القطرية أزمة عنيفة نتيجة شح السيولة، بسبب هجرة رؤوس الأموال والودائع من الدولة، مع تبدد فرص انهاء العزلة القطرية نتيجة تعنت نظام الحمَدين ورفضه الامتثال لمطالب رباعي المقاطعة، الأمر الذي دفعها لدراسة الاندماج فيما بينها للخروج من هذا المأزق، عن طريق دراسة إمكانية اندماج عدد من المصارف.وقالت صحيفة الرأي الكويتية، إنه خلال أيام ستفصح بنوك الريان وبروة وقطر الدولي، عن نتائج دراسة الجدوى الاقتصادية لاندماج البنوك الثلاثة. وأضافت أنه من المنتظر اتخاذ القرار النهائي قبل نهاية العام الحالي، تمهيداً لبدء تنفيذ عملية الاندماج الفعلي في الربع الأول من 2018، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجمعيات العمومية لهذه البنوك، وموافقات الجهات المختصة. (وكالات)
مشاركة :