سنّة العراق مستعدون للمشاركة في حكومة العبادي

  • 8/16/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد، بروكسل رويترز، أ ف ب أبدى زعماء سُنَّة في العراق استعدادهم للانضمام إلى الحكومة الجديدة برئاسة الشيعي حيدر العبادي، بحسب الناطق الرسمي باسم «الحراك الشعبي» في المحافظات السنية طه محمد الحمدون. وقال الحمدون أمس الجمعة إن زعماء عشائر سنية ورجال دين في معاقل السُنَّة مستعدون للانضمام إلى حكومة العبادي الذي خلَف نوري المالكي إذا توافرت شروط معيَّنة، ولم يوضح هذه الشروط. ويواجه رئيس الوزراء المكلف مهمة ثقيلة لتهدئة المخاوف في محافظة الأنبار، حيث دفع إحباط السُنَّة وسياسات طائفية بعض أفراد الأقلية السنية إلى الانضمام لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». في السياق نفسه، أبدى زعيم إحدى عشائر السُنَّة ، علي حاتم، استعداده للعمل مع رئيس الوزراء الجديد في حالة احترام حقوق السُنَّة . من جهته، ألقى المرجع الشيعي الأعلى، علي السيستاني، أمس بثقله وراء العبادي، داعياً إلى الوحدة الوطنية لاحتواء نزيف الدم الطائفي وهجوم لتنظيم «داعش» يهدد العاصمة بغداد. وقال السيستاني، عقب إعلان نوري المالكي أخيرا تنحيه عن منصب رئيس الوزراء بعد ضغوط من الداخل والخارج، إن تسليم السلطة للعبادي يمثل فرصة نادرة لحل الأزمات والسياسية والأمنية. واعتبر أن «مكافحة الفساد المالي والإداري يجب أن تكون إحدى أولويات الحكومة المقبلة». وانزلق العراق إلى أتون أسوأ أعمال عنف يشهدها منذ أوج الصراع الطائفي في عامي 2006 و2007. واجتاح مقاتلون بقيادة «داعش» أجزاء في غرب العراق وشماله وأجبروا مئات الآلاف على الفرار ومثلوا تهديداً على الأكراد في إقليمهم شبه المستقل. ودعا السيستاني الساسة المتناحرين إلى أن يكونوا على قدر»المسؤولية التاريخية» وأن يتعاونوا مع العبادي في محاولته تشكيل حكومة جديدة و»تجاوز الانقسامات بين الشيعة والسُنَّة والأكراد» التي تعمقت مع إصرار المالكي على تنفيذ أجندة وصفها منتقدون بأنها طائفية شيعية. وأشار السيستاني أيضاً إلى الجيش وقال «كما نؤكد على ضرورة أن يكون العَلَم العراقي هو الراية التي يرفعونها في قطعاتهم ووحداتهم وليتجنبوا استخدام أية صور أو رموز أخرى». وطالب السيستاني، وهو ثمانيني، القوات المسلحة العراقية بتنحية الاختلافات الطائفية جانباً. ويُلقَى باللوم على المالكي في تداخل الخطوط الفاصلة بين الجيش والميليشيات الشيعية. وأنهى المالكي 8 أعوام من حكمه وأيد تعيين العبادي زميله في حزب الدعوة الإسلامية خلفاً له، وذلك في كلمة تلفزيونية مساء أمس الأول كان يقف خلالها بجانب خلفه وزعماء آخرين. وواجه المالكي اتهامات من منتقديه في الداخل والخارج بتهميش الأقلية السنية التي هيمنت على البلاد حتى أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003. ويقول المنتقدون إن الأمر شجع سُنَّة غاضبين على دعم المقاتلين المتشددين الذين يخيرون الأقليات الدينية بين اعتناق الإسلام أو الموت. ولاقى تعيين العبادي الذي يُنظَر له على أنه شخصية معتدلة تأييداً كبيراً داخل العراق وأيضاً في الولايات المتحدة وإيران. ووصف السيستاني، في خطبة الجمعة التي يلقيها متحدث باسمه أسبوعياً في مدينة كربلاء إلى الجنوب من بغداد، الترحيب الإقليمي والدولي بالعبادي بـ «فرصة ايجابية نادرة للعراق كي يستثمرها لفتح آفاق جديدة تكون باكورة خير لحل كافة مشكلاته لاسيما السياسية والأمنية». وبعد الاستيلاء على مدينة الموصل (شمال العراق) في يونيو الماضي، تقدم تنظيم «داعش» سريعاً صوب حدود إقليم كردستان العراقي مما أثار قلق بغداد ودفع الولايات المتحدة لتوجيه أولى الضربات الجوية للعراق منذ انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011. وفي بروكسل، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس على تسليح المقاتلين الأكراد في العراق لمواجهة «داعش».

مشاركة :