قال زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي، إن حزبه مستعد لحكومة ائتلاف تضم خصومه العلمانيين بل وحتى أحزابا يقودها مسؤولون من النظام السابق بهدف غرس أول بذور الديمقراطية في البلاد. وأضاف الغنوشي: الوفاق هو الذي أنقذ تونس، ولا تزال البلاد بحاجة للوفاق بين الإسلاميين والعلمانيين، حتى بعد الانتخابات لن نكون في وضع ديمقراطية مستقرة بل هي ديمقراطية انتقالية تحتاج حكومة وحدة وطنية تعالج عديد التحديات في ظل الوضع الإقليمي المضطرب. وقال: إن حركة النهضة التي سجن عدد كبير من قياداتها وفروا للخارج تحت حكم بن علي مستعدة للعمل ضمن حكومة ائتلاف تضم منافسها العلماني نداء تونس وحتى الأحزاب التي يقودها مسؤولون بارزون في النظام السابق. وفازت حركة النهضة الإسلامية في أول انتخابات برلمانية حرة في 2011 بنسبة حوالى 40 % من مقاعد المجلس التأسيسي وكونت حكومة مع حزبين علمانيين قبل أن تندلع أزمة سياسية حادة تلت اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية في تونس على يد مسلحين إسلاميين. وتابع الغنوشي: كل الأحزاب المعترف بها مستعدون للعمل معها. ليس لدينا أي فيتو على أي حزب قانوني. نحن لن نواجه الإقصاء بإقصاء. وتشارك عدة أحزاب يقودها وزراء من النظام السابق في الانتخابات المقبلة، ويرى محللون أن لها فرصا للنجاح خصوصا في مدن ما زالت تحتفظ فيها بنفوذ واسع. وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن النهضة ونداء تونس الذي يرأسه الباجي قائد السبسي هما أبرز مرشحين للفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأكد الغنوشي أن التحديات التي تواجهها تونس بما فيها الإرهاب والإصلاح الاقتصادي المطلوب لدفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وتنمية المناطق الداخلية تستوجب التوحد في الفترة المقبلة. ودعا المنظمات الاجتماعية ومنها اتحاد الشغل ذو النفوذ القوي إلى المشاركة في أي حكومة مقبلة.