عندما يوزع رئيسك في العمل المهام في بداية الأسبوع، هل تكون أنت الشخص الذي يقول «نعم» لكل شيء وينتهي به الحال غارقا في العمل؟ يشير الطبيب بيتر فالكاي، عضو المجلس التنفيذي بالرابطة الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي: « قدرة المرء على قول(لا) أمر متأصل في تركيبته الشخصية». الأمر يتعلق في الأساس بقدرة الشخص على التعاطف، ويقول فالكاي: «قول لا ينطوي على تخيب أمل الآخرين». وبعبارة أخرى، كلما كان الشخص يهتم بمشاعر الآخرين، زادت صعوبة الإجابة عليهم بالرفض. عدم القدرة على قول «لا» ليست سمة سيئة في حد ذاتها. إنما على العكس، المجتمع الفعال هو الذي يكون الناس أحيانا فيه راغبين في تحمل أعمال غيرهم. غير أن، استعداد بعض الناس لفعل هذا يكون مبالغا فيه، ما يعني أنه يتم استغلالهم باستمرار. فهل أنت من هؤلاء؟ ولتحديد ما إذا كنت من هذا النوع أم لا، ينصح فالكاي بتصور مقعد بلا ظهر بثلاثة أرجل. وتمثل الرجل الأولى وظيفتك والثانية عائلتك وأصدقائك والثالثة نفسك. ويضيف فالكاي: «إذا كانت نفسك مجرد فضالة فالمقعد لن يقف. والسؤال إذن، كيف أنمي نفسي؟». ويقول فالكاي إن المسألة تحتاج إلى ممارسة. إذا طلب منك أحد الأصدقاء جز عشب حديقته، قد تقول: «ربما، لا يوجد مشكلة ولكن دعني أتفقد جدولي أولا». وهذا يمنحك وقتا للتفكير فيما إذا كان هذا العمل الإضافي أكثر مما ينبغي عليك أم لا. إذا دربت نفسك على أن ترفض طلبات للآخرين من وقت لآخر، فسوف تدرك أنه ليس صعبا على الإطلاق، وأن الأشخاص الذين سترد عليهم بالرفض أحيانا لن يحملون ضغينة ضدك. ومع التدريب الكافي، سينتهي الحال بالأشخاص الأكثر قولا لكلمة «نعم» بقول «لا» وعندما يريد رئيسهم في العمل بإلقاء مهام أخرى على عاتقهم ليس لديهم وقتا لها.
مشاركة :