الانسياق وراء توبيخ النفس بقسوة يحطم أسس النجاح بقلم: نهى الصراف

  • 9/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الإصرار على البقاء في هذا الماضي قد يمنعنا من رؤية المستقبل، وهذا بدوره يمنعنا من تصحيح الخطأ، لكوننا نهدر طاقاتنا العقلية والنفسية في اجترار الحزن عليه بدلا من تعلم كيفية تصحيح أخطائنا والتخطيط لمستقبل أكثر نجاحاً، كما يقول المثل “الماضي أصبح تاريخاً، أما المستقبل فلم يكتب بعد”، والأهم من ذلك أن ارتكاب الأخطاء لا يعني بالضرورة أننا أشخاص سيئون. ويرى نيفيد أن بعض الأشخاص الذين يصابون باليأس بصورة سريعة وتحت تأثير أي نوع من الضغوط والأخطاء، مدفوعون على الدوام بالحاجة إلى الشعور بالفشل؛ يتوقعون دائماً بعد كل شعور بالسعادة أن هناك أمرا ما سيئا سيحدث، أن حياتهم تعيسة ولا أمل في تغييرها وعليهم أن يتأقلموا مع هذه الحقيقة، أو أنهم لا يستحقون حظا أفضل مما كان لأنهم أشخاص ليسوا جديرين بالنجاح ويستحقون ما يحصل لهم. بل قد يسعى بعضهم إلى تكرار الفشل مرة بعد أخرى ومحاولة إحباط الذات أو ربما تدميرها، ليثبت للآخرين أن هذا هو قدره مهما فعل أو اجتهد وكأنه في حاجة دائمة إلى الفشل! في مرحلة الطفولة يتم تكوين أغلب القواعد العامة التي تبنى وفقها السمات الشخصية، ومنها تقدير الذات واحترامها، فربما يحصل الطفل على محبة والديه لكنه لا يجد بينهما من يفهمه أو حتى يحترمه وهذا هو الأهم. فالحب لن يكون كافياً إذا لم يعزز بفهم الآخر واحترام كيانه حتى وإن كان طفلاً صغيراً، ومن هذه الزاوية الضيقة من الشخصية يكوّن الطفل صورته عن نفسه، ويرسم على أساسها احترامه لذاته. أما الطفل الذي لا يحصل على حب كاف من والديه أو يفقد هذا الحب لسبب ما، فإنه يميل في الغالب إلى لوم نفسه لكونه ربما يكون قد ارتكب خطأ ما يستحق عليه هذا الجفاء، وهذا هو الفرق في وجود سمة تقدير الذات؛ فالطفل الذي يتعلم كيفية غرس هذه السمة المهمة في شخصيته قد يدرك في بعض الأحيان أن الخطأ ليس خطأه وأن جفاء والديه تجاهه قد يؤشر على خلل في سلوكهما أو تقصير في واجباتهما، وليس صادرا عن خطأ ناتج عن سلوك ارتكبه يستحق عليه أن يلوم نفسه ويشعرها بالذنب. فإذا نجح الطفل في تجاوز هذه المرحلة من سوء الفهم مع نفسه، سيكون في الكبر شخصا جديرا باحترام الآخرين، شخصاً واثقا بنفسه ومعتداً بسلوكه، يعرف كيف يحول أخطاءه إلى عتبات لنجاح مقبل.

مشاركة :