الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني يهدد بانهيار سباق التسلح الإقليمي ويزيد من التوتر في الشرق الأوسط.العرب [نُشر في 2017/09/27]في انتظار القرارات واشنطن- قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد إن إيران ملتزمة بالاتفاق الذي يحد من برنامجها النووي وحذر من أن أي قرار تتخذه واشنطن بالانسحاب منه سيجعل الدول الأخرى أقل ميلا لإبرام اتفاقات مع الولايات المتحدة. ويدرس الرئيس دونالد ترامب ما إذا كان سيقرر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية ووصف الاتفاق بأنه "محرج". وقال دانفورد في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إن إيران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لكنها زادت أنشطتها في مجالات أخرى. وأضاف "إيران تمارس نفوذا ضارا في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط حيث تهدد حرية الملاحة وتدعم تنظيمات إرهابية في سوريا والعراق واليمن". وسأل السناتور جاك ريد أكبر عضو ديمقراطي باللجنة دانفورد عما إذا كان الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني سيؤثر على قدرة الولايات المتحدة على التفاوض مع كوريا الشمالية أو التوصل إلى حل غير عسكري للأزمة مع بيونغ يانغ. ورد دانفورد خلال جلسة إعادة تعيينه في منصبه "من المنطقي بالنسبة لي أن تمسكنا بالاتفاقات التي وقعناها، ما لم يحدث انتهاك مادي، سيكون له أثر على استعداد الآخرين للتوقيع على اتفاقات". وأعلن ترامب هذا العام أيضا أنه سيسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ. ويقول المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم كبار القادة العسكريين، إن الخيار الأول للتعامل مع التهديد الذي يشكله برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية هو من خلال الدبلوماسية. وأعلن سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي لدى الولايات المتحدة الاثنين تأييدهم القوي للاتفاق النووي الموقع مع إيران ما دامت طهران ملتزمة به. وإذا لم يقر ترامب مجددا بالتزام إيران بالاتفاق بحلول 16 أكتوبر فسيكون أمام الكونغرس 60 يوما لتحديد ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق. وسيتيح ذلك للكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون من رفاق ترامب، أن يحدد عمليا ما إذا كان سيضع نهاية للاتفاق. ورغم أن زعماء الكونغرس رفضوا القول ما إذا كانوا سيسعون لفرض العقوبات مجددا فإن كل المشرعين الجمهوريين يعارضون الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما. وقد يسبب انهيار الاتفاق سباق تسلح إقليميا ويزيد من التوتر في الشرق الأوسط. التهديد الذي تشكله روسيا وقال دانفورد إن كوريا الشمالية تشكل حاليا أكثر التهديدات إلحاحا وإن روسيا تمثل أكبر تهديد فيما يتعلق بالقدرة العسكرية بشكل عام. وسئل دانفورد عما إذا كان يدعم إمداد أوكرانيا، جارة روسيا، بأسلحة فتاكة فقال إنه "قدم هذه التوصية" للإدارة. وأضاف أن البيت الأبيض يبحث هذه القضية رافضا الإفصاح عن موعد اتخاذ قرار في هذا الصدد. وتلتمس أوكرانيا الدعم الأميركي في مواجهة روسيا منذ تولي حكومة موالية للغرب السلطة في أعقاب احتجاجات في الشوارع عام 2014 عندما فر الرئيس المدعوم من الكرملين خارج البلاد. وانتزعت روسيا السيطرة على القرم من أوكرانيا في نفس العام. كما قال دانفورد إن الولايات المتحدة لن تتمكن من "بلوغ أهدافنا" في أفغانستان، حيث تنتشر القوات الأميركية منذ 2001، بدون تغير سلوك باكستان المجاورة. وأضاف "من غير المقبول أن توفر باكستان الحماية للمتشددين ويتعين علينا أن نمارس كل ما لدى الحكومة الأميركية وشركائنا في التحالف من ضغوط على باكستان لضمان ألا توفر الحماية لجماعات مثل حقاني وطالبان وهو أمر تفعله منذ أمد بعيد". والمسؤولون الأميركيون محبطون مما يصفونه بعدم رغبة باكستان في التحرك ضد الجماعات الإسلامية المتشددة ومنها طالبان أفغانستان وشبكة حقاني. وتبحث إدارة ترامب ما إذا كانت ستشدد نهجها تجاه باكستان لحملها على اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتشددين. وتقول باكستان إنها فعلت الكثير لمساعدة الولايات المتحدة في تعقب المتشددين وتقول إنها تكبدت خسائر فادحة في الأرواح في هجمات شنها إسلاميون ردا على الحملات التي تقودها ضدهم.
مشاركة :