واشنطن - رويترز - أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى، محذراً من أن أي قرار تتخذه واشنطن بالانسحاب منه سيجعل الدول الأخرى أقل ميلاً لإبرام اتفاقات مع الولايات المتحدة. وقال دانفورد، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، مساء أول من أمس، إن إيران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لكنها زادت أنشطتها في مجالات أخرى. وأضاف «إيران تمارس نفوذا ضارا في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط حيث تهدد حرية الملاحة وتدعم تنظيمات إرهابية في سورية والعراق واليمن». وسأل السيناتور جاك ريد أكبر عضو ديموقراطي باللجنة دانفورد عما إذا كان الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني سيؤثر على قدرة الولايات المتحدة على التفاوض مع كوريا الشمالية أو التوصل إلى حل غير عسكري للأزمة، فرد الجنرال: «من المنطقي بالنسبة لي أن تمسكنا بالاتفاقات التي وقعناها، ما لم يحدث انتهاك مادي، سيكون له أثر على استعداد الآخرين للتوقيع على اتفاقات». ومن المفترض أن يقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً بالتزام إيران بالاتفاق بحلول 16 أكتوبر المقبل، وإلا فسيكون أمام الكونغرس 60 يوماً لتحديد ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق. في سياق متصل، حض المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو القوى الكبرى التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران على توضيح جزء من الاتفاق يرتبط بالتكنولوجيا التي يمكن استخدامها لتطوير قنبلة ذرية، وهو موضوع أعلنت روسيا أنه ينبغي للوكالة أن تتركه. وبعدما أثارت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي غضب طهران بقولها إنه ينبغي للوكالة الدولية توسيع نطاق عمليات التفتيش لتشمل مواقع عسكرية يقول ديبلوماسيون إن روسيا تحاول تقييد دور الوكالة بدعوى أنه ليس من سلطتها التحري عن جزء من الاتفاق جرت صياغته بشكل عام. ويحظر هذا القسم في الاتفاق «أنشطة قد تسهم في تطوير أداة تفجير نووي». وسرد الاتفاق أمثلة لهذا كاستخدام نماذج كمبيوتر تحاكي قنبلة نووية أو تصميم أنظمة تفجير. وعلى عكس أجزاء كثيرة من الاتفاق، فإن هذا البند المعروف باسم «القسم تي» لم يتطرق لذكر الوكالة أو تفاصيل عن كيفية التحقق منه. وتعتبر روسيا أن هذا يعني أن الوكالة ليس لها سلطة في شأنه وهو موقف تعارضه القوى الغربية والوكالة. وقال أمانو في مقابلة مع «رويترز»، عندما سئل هل تملك وكالة الطاقة الوسائل المساعدة على التحقق من القسم «تي»، إن «أدواتنا محدودة»، مضيفاً انه «في أقسام أخرى، على سبيل المثال، التزمت إيران بتقديم بيانات واتخاذ إجراءات وقائية بشأن أنشطتها والسماح بدخولنا (لهذه المواقع) لكن في القسم (تي) لا أرى أيا منها (هذه الالتزامات)». وأكد أن «المزيد من التوضيح سيكون مفيداً»، مشيراً إلى أن «لروسيا وجهة نظر مختلفة، فهم (الروس) يعتقدون أن الوكالة الدولية لا تملك تفويضاً. ولدى البعض الآخر وجهات نظر مختلفة والمناقشات جارية».
مشاركة :