رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأربعاء، إقليم كردستان إلى إلغاء نتائج الاستفتاء على الاستقلال الذي أجري الاثنين، للدخول في حوار لحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد. وقال العبادي خلال جلسة استثنائية للبرلمان العراقي إنه "لابد من إلغاء الاستفتاء، والدخول بحوار تحت سقف الدستور لن نتحاور حول نتائج الاستفتاء مطلقا". وبعد ثمان وأربعين ساعة من إجراء الاستفتاء على الاستقلال، يتعرض إقليم كردستان لضغوط متصاعدة آخرها طلب بغداد تسليم المطارات إلى الحكومة المركزية خلال مهلة ثلاثة أيام. وأضاف رئيس الوزراء العراقي "سنفرض حكم العراق في كل مناطق الإقليم بقوة الدستور". وأجري الاستفتاء الاثنين في كردستان الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية والدهوك، وفي مناطق متنازع عليها لا تشكل جزءا من كردستان المتمتع بحكم ذاتي. وشارك أكثر من 3.3 ملايين شخص في الاقتراع، أي 72.16 في المئة من الناخبين المسجلين وعددهم حوالي خمسة ملايين. وقال العبادي خلال مشاركته بجلسة البرلمان التي عقدت الأربعاء، إنه "لا قتال بين أبناء الوطن الواحد، لكن سنفرض القانون وسترون". وأضاف العبادي "سندافع عن المواطن الكردي في داخل الإقليم وخارجه، كما ندافع عن التركماني والمسيحي والعربي"، معتبرا أن "الاعتداء على أي فرد كردي اعتداء علينا جميعا". وجاءت تصريحات العبادي بمثابة الرد على رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني الذي أعلن أن التصويت بنعم لصالح استفتاء الانفصال لا يعني بالضرورة إعلان الاستقلال وأنه يفتح الباب أمام الحوار بين الجانبين على العديد من القضايا الخلافية ومنها الأراضي المتنازع عليها وتشمل كركوك الغنية بالنفط وأيضا ملف الثروة النفطية. لكن مختلف مكونات الطيف السياسي في بغداد تعتبر أن حديث البارزاني عن حوار يبدو أقرب للمناورة السياسية بهدف تمرير الاستفتاء ضمن سياسة المراحل ليعقبه في توقيت ما بالدعوة إلى الاستقلال. وقد وقع رئيس الإقليم في تضارب عدة مرات عندما تحدث في عن الحوار كما كرر في اكثر من مناسبة أن اربيل ستكون جارة جيدة للعراق وكان آخرها عشية الاستفتاء حين توجه للعبادي بالقول "سنكون جارين جيدين". ويعتبر الأكراد الاستفتاء خطوة تاريخية على مسار جهد تبذله أجيالهم المتعاقبة لإقامة دولة خاصة بهم في إقليم كردستان شبه المستقل الذي يحكمونه في إطار دولة العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين.
مشاركة :