بحضور الرئيس التركماني «بير محمدوف»، أسدل الستار مساء أمس على النسخة الخامسة لدورة الألعاب الآسيوية للصالات وفنون القتال التي احتضنتها العاصمة التركمانية عشق آباد خلال الأسبوعين الماضيين، بمشاركة ستة آلاف رياضي ورياضية يمثلون أربعا وستين دولة من قارتي آسيا وأقيانوسيا، تنافسوا فيما بينهم في إحدى وعشرين لعبة داخل الصالات المغلقة. فبعد دخول جموع المشاركين في الدورة إلى أرضية الملعب بلباسهم الرياضي والتقليدي حاملين أعلام بلدانهم جنبا إلى جنب مع العلم التركماني، بدأت فقرات الحفل الختامي بكلمة لرئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد فهد الأحمد الجابر الصباح بعد وصول الرئيس محمدوف إلى المقصورة الرئيسة، أشاد فيها بالتنظيم الرائع، مؤكدا أنها ايام لن تنسى، واصفا هذا التنظيم بأنه فاق كل التصورات لتصبح هذه الدورة من أروع الدورات الرياضية الآسيوية، وان عشق آباد قادرة على استضافة كبرى الدورات الرياضية، وإننا سنعود إلى بلداننا بذكريات جميلة عن هذه المدينة الجميلة. وعلى مستوى المنافسات الرياضية، قال الفهد إنها كانت قمة في الإثارة وإن جميع المشاركين من الجنسين وفقوا في تمثيل أوطانهم التمثيل المشرف، وان مشاركة دول من قارة أقيانوسيا تعد إضافة إلى رياضتنا الآسيوية. كما أشاد الفهد بالدور الايجابي لوسائل الاعلام المختلفة التي أسهمت في تغطية الحدث بكل نزاهة ومهنية. وقدم الفهد كل الشكر إلى طوابير المتطوعين الذين لعبوا دورا بارزا في نجاح الحدث وتركوا انطباعا حضاريا عن المجتمع التركماني. وفي ختام كلمته، وجه الفهد الشكر الجزيل إلى الرئيس التركماني محمدوف وهنأه على هذا النجاح الباهر وعلى تصدر الرياضة التركمانية لائحة الميداليات في الدورة، وقال مخاطبا مدينة عشق آباد: نحن نحبك وسنعود إليك ثانية. بعدها أعطى الفهد الكلمة إلى الرئيس محمدوف لإعلان ختام الدورة بعد أن حيّى جماهير الحضور المحتشدين على مدرجات الاستاد الاولمبي، وقدم إليهم جميعا الشكر على ما قاموا به من واجبات شرفت الجمهورية التركمانية. بعدها أنزل علم الدورة وهو علم المجلس الاولمبي الآسيوي، وأطفئت شعلة الألعاب بطريقة إلكترونية وسط تصفيق الجماهير، لتبدأ بعدها العروض الرياضية والتقليدية والفقرات الغنائية التي استمرت حتى الساعة الحادية عشرة من مساء يوم امس. ومثلما كان حفل الافتتاح متميزا ومبهرا، كان حفل الختام الذي احتضنه الاستاد الأولمبي هو الآخر مميزا ومعبرا جدا بما اشتمل عليه من فقرات جسدت تاريخ هذه الجمهورية وأبرزت وجهها الحضاري، وكشفت عن مدى كفاءة ابنائها وقدرتهم على مواجهة التحديات. وقد عمدت اللجنة المنظمة العليا للدورة إلى منع دخول الهواتف النقالة وكاميرات التصوير لأعضاء الوفود المشاركة في طابور العرض منعا لأي محاولة لالتقاط صور خاصة. وكان الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الاعلى للبيئة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة رئيس البعثة البحرينية المشاركة في الدورة في مقدمة الحضور، إذ كرر الاشادة بالتنظيم الرائع، مؤكدا أن تركمانستان قد كسبت رهان التحدي بكل جدارة واثبتت قدرتها على التميز في استضافة الاحداث الرياضية، مستشهدا بالمدينة الرياضية ومنشآتها العملاقة المصممة على احدث الطرق، وهو ما يؤهلها لاستضافة دورات رياضية مجمعة كبرى، مثل دورة الألعاب الآسيوية والدورات الاولمبية. وعن رأيه في حفل الختام، أشار سموه إلى ان ما شاهده في حفل الافتتاح كان رائعا ومبهرا ولم يكن يتوقع ان يكون الختام بهذه الروعة التي عبرت عن مدى ما يتمتع به الشعب التركماني من محبة للآخرين، إلى درجة أنهم يتمنون ان تستمر الدورة فترة اطول. واختتم الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة تصريحه بتهنئة القيادة التركمانية والشعب التركماني على هذا النجاح اللافت، كما هنأ الاسرة الرياضية التركمانية على الانجاز الكبير الذي حققه رياضيوا ورياضيات تركمانستان بتصدرهم لائحة الميداليات بجدارة واستحقاق، ليضيفوا إلى نجاحهم التنظيمي نجاحا ميدانيا تاريخيا.البحرين ثانيا وتركمانستان في الصدارة احتلت مملكة البحرين المركز الثاني من بين الدول الـ64 المشاركة في الدورة من حيث عدد الميداليات الذهبية نسبة إلى عدد الرياضيين المشاركين، إذ حصدت البحرين ميداليتين ذهبيتين من أصل تسعة رياضيين، لتصل النسبة إلى 22 بالمئة خلف كوريا الجنوبية التي احتلت المركز الأول بـ15 ميدالية ذهبية من من 67 رياضيا، وجاءت الصين في المركز الثالث برصيد 42 ذهبية وعدد رياضييها الاجمالي 203 رياضيا ورياضية. أما على صعيد عدد الميداليات الاجمالي فقد تصدرت تركمانستان لائحة الميداليات بجدارة واستحقاق وبفارق قياسي عن باقي الدول المشاركة، إذ حصدت مائتين وخمس وأربعين ميدالية، بينها تسع وثمانون ذهبية، وسبعون فضية، وست وثمانون برونزية، فيما احتلت الصين الشعبية المركز الثاني بـ42 ذهبية و32 فضية و23 برونزية، ثم إيران ثالثا بـ36 ذهبية و22 فضية و59 برونزية. وعلى مستوى الدول العربية جاءت الامارت أولا برصيد 17 ميدالية، بينها 5 ذهبيات و4 فضيات و8 برونزيات، واحتلت المركز الرابع عشر على سلم الترتيب العام، تليها قطر في المركز الخامس عشر بـ4 ذهبيات و4 فضيات و3 برونزيات، ثم العراق بـ4 ذهبيات و3 فضيات و6 برونزيات في المركز السادس عشر، ثم السعودية في المركز الثامن عشر بـ3 ذهبيات و5 فضيات وبرونزيتين، فيما احتلت البحرين المركز الثالث والعشرين بذهبيتين وبرونزية واحدة، تلتها الأردن في المركز الرابع والعشرين بذهبية واحدة وفضيتين و14 برونزية، ثم سوريا في المركز 28 بذهبية واحدة وخمس برونزيات، ثم لبنان في المركز الحادي والثلاثين بـ4 برونزيات، في حين لم تحقق عمان واليمن أي ميدالية، علما أن عدد الدول المشاركة بلغ 64 دولة.شقق وسيارات لأبطال تركمانستان انتشر في القرية الرياضية يوم أمس خبر مكرمة الرئيس التركماني بير محمدوف إلى أبطال تركمانستان أصحاب الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، إذ تشير تلك الأخبار إلى منح شقة سكنية من شقق المدينة الرياضية لكل بطل أو بطلة ظفر بميدالية ذهبية وعددهم 89 لاعبا ولاعبة، بينما سيمنح سيارة تويوتا كرولا 2017 لكل لاعب أو لاعبة ظفر بميدالية فضية، إلى جانب مكافات مالية لأصحاب الميداليات البرونزية.فيصل بن راشد وعسكر يغادران اليوم يغادر عشق آباد مساء اليوم الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الاعلى للبيئة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة رئيس البعثة البحرينية، والوفد المرافق له، وبمعيتهم الأمين العام المساعد للمجلس الاعلى للشباب والرياضة أمين عام اللجنة الاولمبية البحرينية نائب رئيس البعثة البحرينية عبدالرحمن صادق عسكر، عائدين إلى أرض الوطن على متن الطائرة الخاصة التي كانت قد أقلتهم من البحرين إلى تركمانستان. وكان مدير البعثة فواز شمسان ومدير دائرة العلاقات الدولية باللجنة الأولمبية فجر جاسم قد غادرا يوم امس، ولحق بهم في وقت متأخر الدكتور «تشابمان»، فيما سيغادر الفوج الاخير من البعثة البحرينية المكون من كل من مادن الوناس ومحمد لوري ومحمد الرميلي وعلي الحلواجي يوم غد الجمعة.
مشاركة :