من فريج المرر بدبي الذي يشكل حقبة زمنية مهمة للقلعة الخضراء في الماضي الجميل، جاء الفتى الأسمر ذو الجسد النحيل سعيد غريب ليشارك أقرانه ومدربهم المصري محمود خميس الملقب بـ(فجلة)، الذي بدأ معه ممارسة معشوقته لعبة كرة اليد، ليدون بعد ذلك في وثائقه الرياضية، أنه من مواليد نادي الشباب الذي ترعرع فيه منذ العام 1979 وحتى العام 2006 بعد مسيرة حافلة بالعطاء والانتصارات حققه وزملاؤه اللاعبون سواء على مستوى النادي أو منتخبنا الوطني. «سعيد غريب» فيلسوف اليد الإماراتية لاعباً ومدرباً وشاعراً، شارك مع جيل الخبراء حمدون وخليفة غانم وعبد الله محمد وزامل راشد سيف وسيف السويدي، والتحق بجيل المبدعين بجانب الأخوين راشد ومحمد الهاملي وعيال خميس وقاسم عاشور، قبل أن يختم مسيرته مع جيل الموهوبين أمثال أحمد صقر وخالد راشد، وغيرهم من أبناء هذا الجيل. بداية بعد اعتزال «سعيد غريب» أُسند إليه تدريب فريق الناشئين بقلعة الجوارح، وسرعان ما وقع عليه الاختيار لتدريب الفريق الأول موسم 1998 وحقق بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة المسابقة الأغلى في مسابقات اليد لموسمين متتاليين، وحل وصيفاً للسوبر ولكن عمله مع ناديه ومعشوقه لم يستمر لأسباب مجهولة له ولكنها معروفة للجميع. وعن تلك الفترة يقول فيلسوف اليد: لا كرامة لنبي في وطنه، والكثير من الدخلاء علي الرياضة لا يحبذون المدرب المواطن، على الرغم من أن قيادتنا الرشيدة تعطي الأولوية في جميع المجالات للعنصر المواطن، إلا أن المجال الرياضي يقف بالمرصاد في وجه هذا التوجه، وما زال فكر هؤلاء لم يتغير منذ حقبة التسعينات على الرغم من ظهور العناصر المواطنة، التي أثبتت نفسها على المستوى الفني إلا أننا ننتظر اليوم الذي ترحل فيه النفوس الضعيفة، التي أدت إلى ابتعاد الكثير من المدربين المواطنين عن الساحة وبطريقة قسرية. تأهل وأضاف: لابد أن أُشيد بدور غانم الهاجري، رئيس اتحاد كرة اليد السابق، الذي أحدث حراكاً كبيراً للمنتخبات الوطنية في فترة توليه رئاسة الاتحاد، وعملت مدرباً لمنتخب الناشئين والشباب في العام 2010 وكنت قريباً من التأهل لكأس العالم للشباب لولا بعض الظروف التي صاحبت أداء منتخبنا مع المنتخب الإيراني صاحب الأرض والجمهور، ثم كانت الخلافات الشهيرة في هذه الدورة والتي لم تكن مساعدة على الاستمرار في التدريب. تجربة وعن التجرية العيناوية يقول سعيد غريب: أعتبر نفسي محظوظاً بالتجربة العيناوية التي بدأت في عام 2006 وسعدت بدعم غانم الهاجري وصالح الشعيلي ووجدت التناسق الفكري والانسجام بينهما ووضعت الاستراتيجية الخاصة بتطوير المراحل السنية والحمد لله في 3 سنوات حققنا ما يقرب من 8 بطولات على مستوى المراحل السنية وبطولة الكأس للفريق الأول، وما زالت هذه الاستراتيجية معمول بها حتى الآن في نادي العين والذي أدين له بالكثير في تاريخي التدريبي. تخصص وبين لاعب منتخبنا الوطني الأسبق، أن الوسط الرياضي ينظر إلى اتحاد اليد، على أنه من الاتحادات المشاكسة نظراً لطبيعة اللعبة وعلى فترات كثيرة مضت كان يعم الهدوء على أروقة الاتحاد، لكن في الحقبة الأخيرة ازدادت الخلافات بين الأعضاء بطريقة كبيرة وعلى صفحات الجرائد وفي المنتديات، وهذه الخلافات انعكست على المنظور الفني للعبة لتخسر الكثير من جراء هذه الخلافات، وأوضح: يجب التنويه على أن أحد أهم الأولويات للاتحاد هو تكوين المنتخبات القوية القادرة على تحقيق الإنجاز، ويأتي هذا العمل من خلال وضع الأهداف في بداية الدورة الانتخابية وتكون هذه الأهداف معلنة للجميع، وعندها ستكون هذه الأهداف هي المعيار الذي يلتف حوله الأعضاء جميعا بعيداً عن ديكتاتورية القرار أو الانفراد به. تطوير كما تحدث لاعب الشباب والعين الأسبق، عن تجربة اللاعب الأجنبي في السنوات الحديثة قائلاً: أنا مع وجود اللاعب الأجنبي في ملاعب اليد، والتجربة التي مرت بها كرة اليد كانت تجربة جيدة ولكنها لم تدرس جيداً للوقوف على سلبياتها وإيجابياتها، وأناشد الاتحاد الموقر بوضع معايير للأندية عند استقدام اللاعب الأجنبي، ويجب الالتزام بهذه المعايير لمن يريد التعاقد، وأهم هذه المعايير هي أن يكون مثل منتخب بلده في آخر 3 سنوات على الأقل حتى نضمن انتقال اللعب بمفهومه الحديث إلى اللاعب المواطن والسماح للأندية بالتعاقد مع أجانب في حراسة المرمى لتطوير القدرات الهجومية للاعبين المواطنين. موهبة كما أبدى سعيد غريب حزنه على كرة اليد في السنوات العشر الأخيرة على الرغم من وجود اللاعبين الموهوبين والمدربين الأكفاء ولكن المشكلة كانت في القائمين على اللعبة، وترحم اللاعب الدولي، على الأيام الماضية والتي كانت تشهد اللعبة فيها قمة النجاح في القلعة الشبابية قبل الدمج أيام القدير خليفة سلطان الذي كان مدرسة في العمل الإداري. وأضاف: على الرغم من وجود قرار وزاري لتفريغ اللاعبين في المشاركات الخارجية إلا أنه غير مفعل تجاه الألعاب الشهيدة وتجد الاتحادات الرياضية صعوبة بالغة لتفريغ اللاعبين أثناء المعسكرات والمشاركات، لذا يجب على الهيئة العامة للشباب والرياضة قمة الهرم الرياضي العمل على تفعيل هذا القرار لمصلحة المنتخبات وحماية للاعبين. قمة ويٌعد لاعب منتخبنا السابق في كرة اليد، من أشد المعجبين بالمدرسة الفرنسية في تدريب اللعبة، ويحرص دائما على حضور الدورات التدريبية، موضحاً أن المدرسة الفرنسية تفوقت على الجميع في كرة اليد وجمعت بين الأداء القوي والجمالي في الوقت نفسه وغيرت كثيراً في مفهوم كرة اليد الحديثة. وعن الاتحاد الجديد، أوضح جاء بتشكيلة مثالية من لاعبين قدامى ومعهم من يملك الخبرات الإدارية والجميع يملك الحماس للعمل ولكن الحماس بدون أهداف موضوعة ومعلنة لأسرة كرة اليد لا يجدي وعلى الرغم من أن هناك حراكاً كبيراً في العمل إلا أن الاتحاد لم يعلن عن أهدافه في بداية دورته الانتخابية ولا عن خططه المستقبلية وأعتقد أنه حق مشروع لأسرة كرة اليد التعرف على هذه الأهداف والخطط. اندماج الكبار.. ميلاد مارد أكد سعيد غريب لاعب منتخب اليد الأسبق، أن اندماج فريقين بقوة وتاريخ الشباب والأهلي بالتأكيد يعطي انطباعاً بميلاد مارد كبير، وخلف ذلك يبقي الدمج الإداري الأسهل في مسيرة الكيان الجديد وما يفرزه من نتائج فنية هي المقياس للنجاح والجذب والاندماج الجماهيري، مبيناً أن الخبرات الفنية المتمكنة في جميع الرياضات والتي تمتلك الدراية الكاملة بإمكانيات الفريقين والفرق الأخرى هي الأساس الآن، موضحاً، أن العمل لا بد أن يكون بشكل مختلف عن الآخرين وعن السابق أيضاً إذا كان الهدف بعيداً ويستهدف المستويات الدولية. عن التحكيم.. سألوني وجه سعيد غريب لاعب المنتخب الوطني ونادي الشباب الأسبق، سهام النقد على مستوى التحكيم في السنوات الأخيرة ومطالبة معظم الأندية بحكام من الخارج لإدارة المباريات وخاصة المهمة، خاصة وأن الاعتراض طال مباريات المراحل السنية أيضاً، لذا يجب على الاتحاد التدخل وبقوة لإصلاح (العوار) الحادث في التحكيم، والذي يعتبر عنصراً من عناصر تطوير اللعبة والذي لم يشهد بعد الثنائي عمر الزبير ومحمد النعيمي أي حكم تمكن من تمثيل الدولة في محافل عالمية، بل وصل الأمر إلى أن حكامنا يرسبون في الاختبارات التي تقام قبل بدء البطولة. أعز الناس .. حبايبنا يعتز لاعب منتخبنا الأسبق في كرة اليد، كثيراً بالعلاقات التي كونتها من خلال الرياضة، خاصة أصحاب التأثير في حياته الرياضية مثل الأحباء: يوسف السركال وخليفة سـلطان والمرحوم يوسـف خليفة المعلا ود. سيد سليمان ود. أحمد سـعد الشريف. كما يعتز بالتأكيد بتوأم روحه في الملاعب والحياة الكابتن جميل ثاتي إداري كرة اليد السابق، والذي يرى أن نعم الأخ والسند طوال السنوات الطويلة وعشرة العمر، موضحاً أن لديه علاقات طيبة مع كثير من اللاعبين السابقين والإداريين والمدربين خارج الإمارات. اللعبة المحظوظة إعلامياً يرى سعيد غريب لاعب العين ومنتخبنا الوطني الأسبق، أن كرة اليد من الألعاب الجماعية المحظوظة بالتغطية الإعلامية، وفي السنوات الأخيرة زادت المساحات بشكل متميز سواء في الإعلام المقروء أو المرئي، لكن للأسف لم نستغل هذه الفرصة الكبيرة التي منحت للعبة نتيجة للخلافات والمشاكل التي تسيدت الموقف بين العديد من الأطراف، متمنياً أن يقوم الإعلام بترسيخ ثقافة المنافسة الشريفة والقيام بدوره بتقديم النقد البناء لاتحادات الألعاب الجماعية وخاصة كرة اليد ومحاولة المشاركة معهم لنشر ثقافة رياضة بلا خلافات.
مشاركة :