كاتالونيا تنظم استفتاء الاستقلال الأحد رغم عراقيل حكومة مدريد

  • 9/28/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تصرّ حكومة كاتالونيا على المضي قدما في خطط إجراء الاستفتاء المثير للجدل يوم الأحد المقبل رغم حظره من قبل حكومة مدريد المركزية، التي اعتمدت على القضاء الإسباني، الذي اعتبر الخطوة غير شرعية. وقالت الحكومة الإسبانية: إن الشرطة الإقليمية ستسيطر على مراكز الاقتراع، وردت حكومة الإقليم الكائن في شمال شرقي إسبانيا بأن التصويت سيمضي قدما، وأرسلت إخطارات للسكان تطلب منهم فيها حماية مراكز الاقتراع. وهددت السلطات الإسبانية زعيم الحكومة الإقليمية الانفصالية في كاتالونيا، كارلس بويجديمونت، بالسجن لدوره في الاستفتاء. وأدى الخلاف إلى سقوط البلاد في واحدة من أكبر أزماتها السياسية منذ عودة العمل بالحكم الديمقراطي قبل أربعة عقود. وأكد رول روميفا، وزير الشؤون الخارجية في الحكومة المحلية، أن سكان كاتالونيا سيصوّتون الأحد على استفتاء الاستقلال رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الإسبانية لمنع إجرائه. وصرّح روميفا لوكالة الصحافة الفرنسية «السكان سيخرجون بأعداد كبرى للتصويت سلميا (...) ليس لدي أدنى شك». وأضاف روميفا «يجب أن يفهموا أنه لا يمكن منع إجراء (الاستفتاء) لا بالتهديد ولا بالقوة التي يفرضونها على كل الأراضي. لن يتمكنوا من منعه». وذكر متحدث باسم وفد حكومة مدريد في كاتالونيا، أن مكتب الادعاء في الإقليم أمر الشرطة الإقليمية بالسيطرة على أي مراكز اقتراع اعتبارا من يوم الجمعة. وقال إنريك ميو مندوب الحكومة الإسبانية في كاتالونيا للصحافيين «اليوم أستطيع أن أؤكد أنه لن يكون هناك استفتاء حقيقي في كاتالونيا. تم تفكيك كل الإجراءات اللوجيستية المتعلقة بالاستفتاء». وفي أمر صدر للشرطة يوم الاثنين، قال مكتب الادعاء إنه صدر أمر لجمع أسماء كل من يشارك في التصويت، وستصادر الوثائق المتعلقة بذلك. وأضاف الأمر، أن أي شخص يملك مفاتيح لدخول مركز الاقتراع سيعتبر متواطئا في جرائم عصيان ومخالفات وسرقة أموال. وقرر رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، عدم المشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي في استونيا، لأسباب ترجع جزئيا إلى الاستفتاء. وقالت مصادر حكومية لوكالة الأنباء الألمانية: إن راخوي لن يتوجه إلى تالين لحضور القمة الرقمية للاتحاد الأوروبي بسبب انشغاله باجتماع مع وزراء الحكومة ووجود تضارب في المواعيد. ويعارض راخوي وحزب «الشعب» المحافظ الذي ينتمي إليه بشكل قاطع الاستفتاء، وأكدا مرارا أنه لن يحدث. وقال راخوي يوم الثلاثاء لوكالة «رويترز»: إن الاستفتاء، الذي سيُسأل فيه السكان إن كانوا يريدون أن يصبح الإقليم الشمالي الشرقي دولة مستقلة، مخالف للقانون، كما أمرت المحكمة الدستورية بتعليقه لحين تحديد مدى مشروعيته. وأرسلت مدريد تعزيزات أمنية إلى المنطقة، وصادرت الشرطة وقوات الحرس المدني نحو عشرة ملايين بطاقة اقتراع ودعوات كان من المفترض توجيهها إلى نحو 45 ألف مشرف على سير عملية الاقتراع. وتم إغلاق 59 موقعا إلكترونيا إخباريا أو دعائيا مرتبطة بالاستفتاء. وتسعى النيابة العامة إلى منع فتح مراكز الاقتراع. وقال روميفا «في كل مرة حاولوا منع أمر ما، وجدنا حلا»، مضيفا: «نؤكد أن كل المعدات اللازمة للاقتراع موجودة. يمكن إعادة طبع بطاقات تصويت على قدر ما نشاء، لدينا لوائح الناخبين وصناديق الاقتراع موجودة وكذلك بالنسبة إلى المراكز». ونددت منظمة «إيتا» الانفصالية الباسكية الأربعاء بردّ مدريد على طموحات مؤيدي استقلال كاتالونيا. واعتبرت في بيان نشرته صحيفة «غارا» الباسكية، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، أن الدولة الإسبانية هي «سجن للشعوب حين تنفي الهوية الوطنية لبلاد كاتالونيا». ورأت «إيتا»، التي سلمت أسلحتها وقررت مؤخرا التحول إلى النضال السلمي، ويُنسب إليها مقتل 829 شخصا على الأقل خلال نشاطاتها العسكرية من أجل استقلال الباسك ونافار، أن الأزمة التي افتعلتها إسبانيا بسبب الاستفتاء تثبت أن لديها «مشكلة هيكلية». وقالت: «بعد أربعة عقود، كشف نظام 1978 (تاريخ تبني الدستور) عن وجهه الحقيقي». ودعا رئيس إقليم الباسك الإسباني اينيو أوركولو الحكومة الإسبانية إلى الاعتراف بسكان كاتالونيا والباسك والسماح لهما بإجراء استفتاء تقرير المصير وفق نموذجي اسكوتلندا وكيبيك. وعبر 70 في المائة من الكاتالونيين عن رغبتهم بأن يكون الاستفتاء قانونيا، ولا يزال المجتمع الكاتالوني منقسما بشكل كبير حول الاستقلال، بحسب استطلاعات الرأي. من جانب آخر، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إثر لقائه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي في البيت الأبيض أول من أمس (الثلاثاء)، أن إسبانيا «يجب أن تبقى موحدة». وردا على سؤال عن موقفه من الاستفتاء قال ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع راخوي «أعتقد أن إسبانيا بلد كبير، ويجب أن تبقى موحدة». وأضاف أن «سكان كاتالونيا يتحدثون عن هذا الأمر منذ فترة طويلة. إذا كانت لديكم أرقام وإحصاءات دقيقة ستجدون أنهم يعشقون بلدهم. إنهم يعشقون إسبانيا ولن يغادروها». وتابع الرئيس الأميركي «أعتقد حقا أن الشعب الكاتالوني سيختار البقاء في إسبانيا. أعتقد أنه من الغباء عدم فعل ذلك. الأمر يتعلق بالبقاء في بلد كبير ورائع وذي تاريخ عظيم». ومن جهته ناشد راخوي الكاتالونيين «العودة إلى المنطق». وأظهر استطلاع للرأي أجري بطلب من حكومة كاتالونيا ونشرت نتائجه في يوليو (تموز) أن 49.4 في المائة من سكان الإقليم يعارضون الاستقلال في حين يؤيده 41.1 في المائة. لكن أكثر من 70 في المائة من سكان الإقليم يريدون إجراء الاستفتاء من أجل حسم المسألة.

مشاركة :