هيئة حكماء نادي الترجي التونسي في استقالة رئيس النادي حمدي المدب، في مسعى لإثنائه عن قراره في ظل الأزمة التي تعصف بأحد أكبر الأندية التونسية والأفريقية. وبالتالي تراجع حمدي المدب عن قرار الاستقالة بعد تدخل من هيئة الحكماء التي رفضت جملة وتفصيلا الاستقالة ونجحت في إقناع المدّب بالمواصلة مع التعهّد بتكوين لجنة تشاور ستعنى بتقييم المرحلة السابقة ووضع الخطوط العريضة للفترة القادمة مع اقتراح قرارات فورية على الهيئة المديرة بعد خيبة رابطة الأبطال… هنا لا بد من الإشارة إلى أن العديد من رجالات النادي القدامى لعبوا دورا كبيرا في تطويق الأزمة والضغط الجماهيري ساهم بشكل كبير في إثناء المدب عن قراره. وكان المدب تقدم باستقالته لإدارة النادي بعد عشر سنوات من قيادته الترجي ما شكل صدمة لعدد كبير من الأنصار. وطالب مشجعون على الفور، وعبر حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، برفض استقالته. وكان لقب دوري أبطال أفريقيا هو الهدف الأول للفريق هذا العام، بعد حملة الانتدابات الكبرى التي أجراها المدب خلال فترة الانتقالات الصيفية. الترجي يمر بأسوأ أزمة، لكنها ليست الأولى التي تعقب فشله في مسابقة رابطة الأبطال حيث ظل النادي يطاردها منذ سنوات وكان الفريق مرشحا بقوة لنيله بالنظر إلى أدائه القوي في مشوار البطولة قبل سقوطه المدوي أمام الأهلي. وقال عضو بهيئة حكماء الترجي “فوجئنا باستقالة المدب. لم يطالب أحد بعد الخيبة الأفريقية باستقالته”. وأضاف “يمكن القيام بتغييرات لكن الاستقالة قرار مبالغ فيه. سنسعى لإثنائه عن قراره، لديه التزام مع العائلة الترجية ولا يمكن أن يغادر بهذه الطريقة”. ويعد حمدي المدب من أبرز رجال الأعمال الناجحين بتونس وأحد ممولي فريق الترجي. وقد انتخب رئيسا للنادي عام 2007 خلفا للرئيس السابق عزيز زهير. وهذه هي أسوأ أزمة يمر بها الترجي منذ سنوات، لكنها ليست الأولى التي تعقب فشله في مسابقة كأس رابطة الأبطال حيث ظل النادي، الأكثر تتويجا في تونس، يطاردها منذ سنوات طويلة. وأحرز الترجي اللقب في مناسبتين فقط، كانت الأولى في النسخة القديمة للبطولة عام 1994 مع المدرب الحالي فوزي البنزرتي، وكانت على حساب الزمالك المصري، والثانية خلال رئاسة حمدي المدب عام 2011 ضد الوداد البيضاوي المغربي، من إجمالي ست مناسبات تأهل خلالها لنهائي البطولة. وخسر الترجي لقب المسابقة أمام الأهلي بالذات عام 2012 على ملعب رادس من بين ثلاث مباريات، خسرها بتونس أمام الفريق المصري، وآخرها مباراة دور الثمانية السبت الماضي، ما أشعل غضب جماهيره الواسعة. ويمكن القول إن النتيجة كانت مفاجئة، وكان هناك غضب مفهوم من الجماهير. لا أحد كان راضيا عن النتيجة. لكن المدب لا ذنب له في الخروج. الهزيمة يتحملها المدرب واللاعبون. وستبدأ هيئة الحكماء، التي تضم الرؤساء السابقين للفريق الملقب بـ”شيخ الأندية التونسية” عملها على الفور. وأوضحت هيئة الحكماء أنها لن تتدارس موضوع الاستقالة لأنها في الأصل ترفضها. ولا يمكن أن تحطم ما بناه النادي ولا أحد يمكنه ضمان نتيجة مباراة كرة قدم. وفي ما يتعلق ببقاء فوزي البنزرتي فإن الترجي لن يتراجع عن فكرة التخلي عن هذا المدرب وبدأ الفريق في مد قنوات الاتصال مع العديد من المدربين المحليين والأجانب. وأشار عدد من التقارير التونسية إلى أن راضي الجعايدي نجم المنتخب التونسي والترجي السابق، أصبح قريبا من تولي القيادة الفنية للترجي خلفا للبنزرتي. وبات مسؤولو النادي بصدد التفاوض مع راضي الجعايدي لاعب الفريق السابق ومساعد مدرب ساوثهمتون الإنكليزي للشباب في قيادة الفريق خلال الفترة المقبلة. وأضافت الصحف التونسية أن في حالة التعاقد مع الجعايدي سيتم تعيين معين الشعباني وسامي العروسي في منصب المدرب المساعد.
مشاركة :