سيمفيروبول - رغم السكون الذي تعكسه لوحة "ليلة قمر"، يجد هذا العمل للرسام ايفان ايفازوفكسي العائدة الى القرن التاسع عشر نفسه في قلب معركة شرسة بين كييف وموسكو حول ارث شبه جزيرة القرم الثقافي. فبطلب من اوكرانيا، اضافت شرطة انتربول الشهر الماضي هذا العمل الى 51 لوحة اخرى لفنانين مثل ايفان شيشكين او ايزاك ليفيتان مدرجة في قائمة من الاعمال الفنية التي تعتبر مسروقة. وتؤكد سلطات كييف ان هذه المجموعة التي تزيد قيمتها عن مليون يورو نقلت سرا من الاراضي الاوكرانية الى القرم بعيد ضم شبه الجزيرة الى روسيا في مارس/اذار 2014. وهذه الاعمال معروضة الان في متحف سيمفيروبول عاصمة شبه جزيرة القرم. وتفيد السلطات الاوكرانية ان موسكو وضعت يدها على اكثر من 1,2 مليون قطعة تابعة لمتاحف بسيطرتها على القرم اثر تدخل قواتها الخاصة واستفتاء لضمها الى روسيا نددت به كييف والدول الغربية. ويقول ميكولا ياكوفينا المسؤول عن الفرع الاوكراني لهيئة "الدرع الزرقاء" التي تعنى بحماية الارث الثقافي في العالم "انها خسارة لا تقدر بثمن بالنسبة لاوكرانيا". لا يزال الغموض يحيط بكيفية وصول لوحة ايفازوفكسي واللوحات الـ51 الاخرى الى يد الروس. فعندما انتشرت القوات الروسية الخاصة في القرم في فبراير/شباط 2014، كانت هذه الاعمال خارج شبه الجزيرة هذه في اطار معرض موقت في مدينة ماريوبول في جنوب شرق اوكرانيا. وتؤكد السلطات الاوكرانية انها ارسلت سرا بعد ذلك الى القرم. وقال مسؤول شبه جزيرة القرم سيرغي اكسيونوف ان شركاءه "استعانوا بخدمات اشخاص" في اوكرانيا للمساعدة في اعادة اللوحات. وفتح القضاء الاوكراني في سبتمبر/ايلول تحقيقا جنائيا في حق ادارة متحف ماريوبول واوقف مشتبه فيهما في حين ان ثالثا متواجد في القرم. وهما يواجهان احتمال الحكم عليهما بالسجن 12 عاما. لكن رغم عمليتي التوقيف ومذكرة انتربول، فان احتمال ان تستعيد هذه المجموعة معدوم طالما ان القرم تحت سيطرة روسيا. وهذه القضية ليست موضع الخلاف الوحيد بين المتاحف الاوكرانية وتلك الواقعة في القرم منذ ضم هذه المنطقة. ففي نهاية العام 2016 قررت محكمة هولندية ان كنوزا اثرية لا تقدر بثمن اعارتها القرم الى متحف في امستردام قبيل ضمها يجب ان تعاد الى اوكرانيا وليس الى المتحف المعارة منه. ونددت موسكو فورا بانتهاك لمبادئ التبادل بين المتاحف و"بحق الشعب في القرم بارثه الثقافي الخاص". وتتنازع كييف وموسكو بانتظام على الارث الثقافي المشترك الواسع والشخصيات التاريخية.