حذّر رئيس الحكومة المصرية مساء أمس الأول الثلاثاء، الولايات المتحدة من أنها سترتكب خطأ في حال علقت مساعداتها العسكرية السنوية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار، مؤكدًا أن بوسع بلاده إيحاد حل لهذا الأمر بدونها. فيما، نفت الولايات المتحدة رسميًّا أن تكون علقت مساعداتها لمصر، لكن الرئيس باراك أوباما التقى فريقه المقرب لمناقشة نتائج الاضطرابات التي شهدتها القاهرة مؤخرًا. من جانبه، قال رئيس الحكومة المصرية المؤقتة حازم الببلاوي في مقابلة مع محطة «أي بي سي نيوز» الأمريكية إنه في حال قررت واشنطن تجميد أو قطع مساعداتها العسكرية لمصر «فهذا سيكون إشارة سيئة، وسوف يؤثر على الجيش لبعض الوقت». لكنه أضاف «يجب ألا ننسى أن مصر عاشت مع الدعم العسكري لروسيا، وقد بقينا على قيد الحياة، لن يكون الأمر إذن نهاية العالم وبوسعنا أن نتعايش مع ظروف مختلفة». يذكر أن المملكة العربية السعودية أعلنت أن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات التي تهدد الدول الغربية بقطعها عن مصر. وتأتي هذه التصريحات في ظل حملة من الضغوط يخوضها برلمانيون ومنظمات غير حكومية في الولايات المتحدة لحض إدارة أوباما على وقف المساعدات للسلطات المصرية بسبب ما يصفونه بـ»القمع الدموي» للمتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن «الرئيس سيجمع مجلس الأمن القومي لمناقشة هذه القضية»، في إشارة إلى المساعدات الأمريكية لمصر». فيما أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة الأنباء الفرنسية بعد الاجتماع الذي تم فجر أمس الأربعاء أن التقييم يشمل السياسة الأمريكية برمتها حيال مصر وليس قضية مساعدة القاهرة فحسب. لكن هذا المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول مضمون الاجتماع. وكان أرنست، ومثله المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أمضى قسمًا كبيرًا من مؤتمره الصحافي اليومي لينفي فكرة تعليق واشنطن للمساعدة السنوية التي تقدمها إلى مصر. إلى ذلك، قال الخبير الإستراتيجي اللواء حسام سويلم إن واشنطن تعد الخاسرة الأولى في حال تعليق مساعداتها لمصر، حيث سيؤدي ذلك إلى إغلاق عدد من مصانع الأسلحة بها، وفقدان واحدة من أكبر مستوردي الأسلحة من الولايات المتحدة». وأضاف «المساعدات الأمريكية ترتبط بمعاهدة السلام مع إسرائيل المعروفة باسم «كامب ديفيد» وإلغاؤها يستلزم استصدار قانون من الكونجرس، وفي حال صدور من الكونجرس بهذا الشأن، فإن مصر يمكن أن تعلن انسحابها من معاهدة السلام، لذا هناك حسابات كثيرة قبل اتخاذ هذا القرار». وأشارسويلم في تصريحات لـ»المدينة» إلى أن «الولايات المتحدة تحاول بكل الطرق الضغط على الحكومة الحالية من أجل عودة الإخوان إلى الحكم، رغم رفض الشعب المصري عودتهم مرة أخرى، وتوقف المساعدات هدفه الضغط على السلطات المصرية بالتراجع عن مواجهة العنف الذي يستخدمه جماعة الإخوان، معتبرًا المساعدات التي تقدمها الدول الأوروبية أو أمريكا متواضعة للغاية، لافتًا إلى أن مصر لديها بدائل كثير للاستغناء عن تلك المعونات من خلال الاعتماد على الدول العربية التي بادرت بالكثير من المعونات، وعلى رأس تلك الدول المملكة العربية السعودية، حيث لا يوجد وجه مقارنة بين المساعدات العربية والغربية، فالعرب يساعدون مصر في التوقيت المناسب وبسخاء، أما مساعدات الغرب تقوم على المساومة قبل منح المساعدات المتواضعة، وهو أمر مرفوض». موضحًا أن المعونة الأمريكية تذهب أغلبيتها إلى جيوب الأمريكان، من خلال رواتب الخبراء وكذا استيراد معدات أمريكية الصنع.
مشاركة :