دَوّن يا تاريخ العرب

  • 8/17/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كنا نقرأ التاريخ، فأصبح التاريخ يقرؤنا. كنا إلى وقت قريب نقرأ التاريخ؛ لنعتبر من قصصه، ونقتدي أو نتعظ من نهايات بعض أبطاله الأخيار والأشرار. كنا نجد في التاريخ الكثير من البطولات المزيفة التي لا يُكتشف زيفها إلا بعد سنوات، ونجد في كثير من سير التاريخ حقيقة كثير من القصص بعد أن يسردها غيرهم، ومع كل ذلك لا يخلو التاريخ من الغش والتدليس والتزييف، سواء أكان بقصد ولهدف أم بجهل وغباء! وأصبحنا اليوم نرى "التاريخ" أمامنا، ربما لنكون "شهودا" على حقيقة عالمنا العربي، وندرك جيدا انفصام عرى الاعتصام، وانهزام معاني الإخلاص أمام غايات النفس ومصالح الشخص، حتى لو كان على حساب "أوطان"! كل رجال لبنان عجزوا عن أن يتفقوا على اختيار "رئيس"، وبينما يمسي رجال لبنان كل ليلة على خصام، يصبح لبنان "الوطن" بلا رأس وبعدة أرجل، كل واحدة منها ترغب بالسير منفردة في اتجاه مصالحها وحدها! حتى العراق أمسى على قتال وتشتت كان مقصودا؛ ليدمر العراق بأيد "عراقية"، وتخطيط "إيراني"، ورغبة "أميركية"، والنتيجة واحدة فقط هي أن العرب بلا "عراق"، والعراق بلا "عرب"! وأخيرا، تنحى الرئيس نوري المالكي وأصبح "سابقا" بعدما كان يرفض فكرة أن يكون "سابقا" قبل أن يقضي على عراق العرب، وزادت أطماعه حتى رفض الفكرة قبل أن يقضي على "العراقيين العرب" كذلك! استخدمت وسائل الإعلام كلمة "تنحى" والصحيح أنه "نُحي"، إلا أنه كان يكافح تلك الفكرة بجبروت السلاح الذي يخوف به حلفاءه قبل مخالفيه، وقد حاول الانقلاب عليهم جميعا، إلا أن "إيران" و "أميركا" انقلبتا عليه؛ لأنه ورقة احترقت! أصدق ما قيل في رحيل نوري المالكي، ما كتبه الزميل صالح الفهيد أن "المالكي يودع موقعه ومن أبرز إنجازاته تدمير العراق وحماية بوش من حذاء الصحفي منتظر الزيدي"! سورية تنتخب زورا من قتل الشعب؛ ليواصل مسيرة القتل والتشريد لشعب لا يبحث عن شيء أكثر من الحياة، ولا يدري هل يهرب من "الرئيس" السفاح وشبيحته أم من "داعش" ومجاهديها، الذين لا يتورعون عن الاستعراض برؤوس قتلاهم! (بين قوسين) كان التاريخ يحدثنا عن مصير الأولين، فأصبحنا نقص على التاريخ حكايات السفاحين الجدد.. دَوّن يا تاريخ.

مشاركة :