ودعت مدينة الحب «عشق آباد» رياضيي آسيا بعد حفل ختامي بهيج ومثير، يفوق التصورات لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات المغلقة وفنون القتال التي اختتمت منافساتها رسميًا مساء أمس الأول، على استاد «عشق آباد» الأولمبي بتركمانستان، وذلك بحضور رئيس دولة تركمانستان «قربان قولي بردي محمدوف»، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح، وأكثر من 45 ألف متفرج امتلأت بهم المدرجات. الحفل الختامي الاستثنائي لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات المغلقة وفنون القتال جاء ليترجم النجاح الكبير للحدث الآسيوي الذي نظمته دولة تركمانستان واحتضنته مدينة «عشق آباد»، في تجمع آسيوي رياضي رائع وعائلي لم تشهده الملاعب الرياضية في القارة الآسيوية من حيث حسن التنظيم وجمالية القرية الأولمبية التي تعد -دون أدنى شك- الأجمل على الإطلاق.الجماهير تتزاحم إلى استاد «عشق آباد» اليوم الختامي لدورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة وفنون القتال شهد زحفا جماهيريا كبيرا نحو استاد «عشق آباد» منذ وقت مبكر، وحرصت الجماهير من عائلات وأفراد وإعلاميين ومشاركين بالدورة على المشي على الأقدام من مسافات طويلة؛ حرصا منهم على المشاركة في ختام واحدة من أجمل الدورات الآسيوية التي أقيمت حتى الآن. وبالفعل امتلأ استاد «عشق آباد» مبكرا قبل ساعتين من بدء مراسم حفل ختام الدورة، ولم تشعر الجماهير بالملل لطول الانتظار؛ نظرا لاستمتاعها بالأجواء وطريقة هندسة الملعب بنظام الأضواء وشاشات العرض العملاقة، بالإضافة إلى الأمواج على الطريقة المكسيكية التي تفاعل معها الجمهور. دخول ممثلي الوفود المشاركة وبدأ الحفل الختامي للدورة الآسيوية بدخول ممثلي الوفود المشاركة، وعددها 65 دولة، باللباس الرياضي حاملين أعلام بلدانهم، وهو العدد الأكبر للمشاركة في دورات الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة التي أقيمت حتى الآن، وكان المظهر رائعا مع دخول كل طابور لوفد من الوفود المشاركة، وبطبيعة الحال تفاعلت الجماهير بدخول رياضيي دولة تركمانستان بحرارة لما حققوه من إنجاز يحسب لهم باحتلالهم المركز الأول في عدد الميداليات الملونة، وهو 245 ميدالية. الفهد يهنئ «محمدوف» و«عشق آباد» جاءت بعدها كلمة رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الشيخ فهد أحمد الفهد الصباح، التي تفاعل معها الجمهور الكبير، إذ أشاد في كلمته بدولة تركمانستان ورئيسها «بيردي محمدوف» للاهتمام الكبير والمتابعة اليومية لفعاليات الدورة قبل انطلاقتها حتى آخر يوم، مشيرا إلى أن الجميع عاش أياما رائعة، وقدم التهنئة إلى مدينة «عشق آباد» على التنظيم الرائع، ووصف الدورة بأنها الأفضل على الإطلاق من بين دورات الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة وفنون القتال. كما أشاد الشيخ فهد الصباح بجودة وجمالية منشآت القرية الأولمبية الخاصة بمدينة «عشق آباد» ووصفها بأنها من الطراز العالمي، مؤكدا في كلمته أن هذه القرية والمدينة بإمكانها احتضان أحداث رياضية ودولية كبرى في الفترة المقبلة. وأضاف أيضا أن هذه اللحظة هي نهاية الألعاب، ولكنها ليست نهاية الصداقة والشراكة بين «عشق آباد» والمجلس الأولمبي الآسيوي، مؤكدا أنه سيعود إلى «مدينة الحب» في الفترة القادمة. وأعرب في الوقت نفسه عن إعجابه بمستوى الرياضيين الآسيويين المشاركين في فعاليات الدورة التي شهدت تنافسا شديدا بين المتبارين، مشيدا بمشاركة دول قارة أوقيانيا التي تعد إضافة كبيرة إلى الرياضة الآسيوية. كما وجه الشيخ فهد أحمد الصباح جزيل شكره وتقديره إلى مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية على إسهامها ودورها الكبير في تغطية فعاليات الدورة بكل احترافية، مشيدا كذلك بالدور الجبار الذي لعبه المتطوعون في إنجاح هذا العرس الآسيوي الذي يعكس مدى ود الشعب والمجتمع التركماني، موجها الشكر والتقدير إلى رئيس الدولة، وهنأ الجميع على هذا النجاح الكبير لدورة الألعاب الآسيوية. «محمدوف» يشكر الجماهير التركمانية الجماهير التركمانية الحاضرة في استاد «عشق آباد» تفاعلت كثيرا حينما جاء دور رئيس دولتهم «محمدوف» لإلقاء كلمته المعبرة، إذ شكر خلالها جميع الجماهير والشعب التركماني على إساهمهم في إنجاح الحدث الآسيوي من خلال حرصهم على الحضور ومساندة الرياضيين بشكل عام والتركمانيين على وجه الخصوص، متمنيا أن تكون مدينة «عشق آباد» قد وفقت ونجحت في احتضان الدورة، وبعدها أعلن رسميا انتهاء الدورة. إنزال العلم وإطفاء الشعلة وشهدت اللحظات التالية إنثر انتهاء كلمتي الشيخ فهد أحمد الصباح والرئيس التركماني «محمدوف» تفاعلا جماهيريا من الجميع، خصوصا في أثناء لحظات إنزال علم المجلس الأولمبي الآسيوي من السارية، وكذلك إطفاء الشعلة تدريجيا حتى انطفأت كليا، لتصفق الجماهير بحرارة، والبعض تأثر من انتهاء الدورة بعد 12 يوما جميلا عاش من خلالها الجميع؛ سواء الرياضيين والإعلاميين والجمهور. فقرات فنية تعبر عن التراث التركماني ولم تنتهِ الإثارة المتعة عند هذا الحد، فجاءت اللحظات التالية من أجمل لحظات الدورة، حينما شهدت فقرات فنية معبرة وجميلة جسدت التراث التركماني، وبعض الفقرات التي عكست العادات والتقاليد للشعب التركماني، وسط التأثيرات الضوئية والصوتية بطريقة أبهرت جميع من كان حاضرا في الاستاد الأولمبي لمدينة «عشق آباد»، وحتى من تابعها عبر أجهزة التلفاز. «أليسا» ومطربون عالميون يشعلون المدرجات ولعل أبرز الفقرات الفنية المثيرة في حفل ختام الدورة تلك التي شهدت عروضا غنائية لعدد من المطربين المشهورين في المنطقة، من روسيا وتركمانستان وتركيا وبريطانيا، التي تفاعل معها الجمهور التركماني الذي يعشق هذا النوع من الأغاني للمطربين المشهورين لديهم. وشهدت العروض الغنائية مشاركة المطربة اللبنانية «أليسا» التي تفاعل معها عدد كبير من الجماهير التركمانية، بالإضافة إلى الرياضيين والإعلاميين العرب الذين حضروا حفل الختام. «عشق آباد» تتزين بالألعاب النارية وانتهى الحفل الختامي لمدينة «عشق آباد» بطريقة رائعة وجميلة حينما أضيئت المدينة بأكملها من خلال الألعاب النارية الملونة التي تفاعل معها جميع الجماهير الحاضرة في الاستاد الأولمبي، وحتى المارة من الناس ورجال الشرطة والجميع، ليستمتعوا بالمنظر الرائع الذي اختتمت معه رسميا فعاليات الدورة الآسيوية الخامسة للصالات المغلقة وفنون القتال، قبل أن يودع الرئيس «محمدوف» الجماهير ويغادر الاستاد الأولمبي. وهكذا انتهت دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة وفنون القتال، التي شهدت مشاركة 4500 رياضي من 65 دولة، تنافسوا خلالها للظفر بالميداليات الملونة التي بلغ العدد الإجمالي لها 348 ميدالية وزعت على 21 لعبة.
مشاركة :