حط مساء أمس الاستحقاق الوطني الأبرز للشارقة رحاله، بنجاح أبهر مواطني الدولة كلها، مسجلاً انطلاقة ديمقراطية لاستشاري الإمارة، عقب أربعة أيام عاش أبناؤها تفاصيل عرس وطني متكامل الأركان. كانت بدايته حلماً راود صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ أكثر من 16 عاماً، بانتخابات برلمانية، ومنذ أيام قليلة خرجت الفكرة من حيّز الحلم، إلى واقع، فاجأ الجميع منذ ولادته بتميزه الشديد على الصعد التي مرّ بها كافة. وكان الختام مسكاً من بعد منتصف ليل أمس، بإعلان أسماء الفائزين بعضوية مجلس الإمارة، في تظاهرة تلاحم وحب جمعت بين المرشحين كافة، ووحدتهم على تمنٍّ مشترك بأن يوفقوا في خدمة المصلحة العامة لشارقتهم، ويفوا بالوعود التي قطعوها على أنفسهم في برامجهم الانتخابية. وكان المركز الانتخابي الرئيسي في نادي الشطرنج شهد إقبالا متوسطا على مدار اليوم الرابع أمس، بعد الأيام الثلاثة الأولى الحافلة بحضور هذه التظاهرة اللافتة، وتنوع الناخبون أمس ما بين كبار السن والشباب، وكانت هناك ناخبات حرصن على الحضور مبكراً للاقتراع. وعن رؤيته لواقع المشاركة في رابع أيام هذه الاحتفالية، قال د. خالد المدفع رئيس اللجنة الإعلامية للانتخابات: التفاعل جيد نسبياً، وتمنينا أن يتجاوز ذلك، إلا أن المشاركة بشكل عام في عرس الشارقة الديمقراطي، حققت الهدف منها في توعية المواطنين بأهمية التفاعل، فيما نترقب عطاء الأعضاء الجدد للمجلس سواء المنتخبون، أو المعيّنون. الوعي النسائي لمسنا من خلال هذا العرس الوطني، حرص العنصر النسائي على المشاركة في الترشح، بما يدل على وعي المرأة بدورها في عملية اتخاذ القرار في الإمارة، فيما نرفع أسمى آيات الشكر إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، وإلى سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، لدور سموّهما في تفعيل دور المواطنين في الإمارة. وأتوقع أن تحظى المرأة في دبا الحصن بعدد مماثل من مقاعد العضوية في المجلس كالرجل، حيث توجد خمس مرشحات مقابل خمسة مرشحين، لذا فقد يتشاركون في المقاعد المحددة، وحتى في مدينة الشارقة أتوقع أن تحظى المرأة بمقعد عضوية إن لم يكن أكثر. انتقال متدرج المهندس خليفة الطنيجي رئيس دائرة الإسكان العامة في الشارقة، عضو المجلس التنفيذي، أدلى بصوته في المركز الرئيسي وقال: تقدمت فئات كبيرة من حملة الشهادات، وأصحاب الخبرات، بالترشح للإسهام في إثراء صياغة التشريعات في الدولة، من خلال مخزونهم العلمي والعملي. ونتمنى للجميع التوفيق، ولا يمكن أن نصنف تزايد مشاركة النساء على الرجال أو غيره، لأننا تجاوزنا مفهوم رجل وامرأة فاليوم نتحدث عن عقول وخبرة. وبالنسبة لانحياز عدد من الناخبين للأقرباء، والأصدقاء، وتغليبهم القبلية، فهذا الأمر ليس سلبيا، وإنما نتاج مجتمعنا العائلي المترابط، ونتيجة طبيعية له. سهولة مشهودة وكان خميس السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى عضو المجلس التنفيذي للإمارة حريصا على الاقتراع، مهنئا أبناء الدولة، والشارقة بالعرس الانتخابي. وتفتخر دائرتنا أنها اختيرت ومجالسها للمشاركة في تسجيل القوائم الانتخابية، وبفضل الله فقد سجل أكبر عدد ممكن من الأصوات فيها، وشارك نحو 15 موظفاً من الدائرة في المساعدة على عملية التسجيل، وقد تمت المراحل كافة للعملية الانتخابية بسهولة كبيرة، أما مشاركة العنصر النسائي بكثافة في الترشح والانتخاب، فالجميع يعلم بتوجه الدولة في الفترة الأخيرة لإعطاء المرأة حقها الكامل في المجالات المختلفة. مسؤولية كبيرة قال المستشار عبد الرحمن بن طليعة رئيس محكمة الشارقة الابتدائية، عضو اللجنة العليا للانتخابات: البادرة الانتخابية كانت مفاجأة لنا من حيث قوة المشاركة من جميع الشرائح المجتمعية، فضلاً عن الصيت الكبير لتجربتنا المميزة، من خلال الإشادات بها في إمارات الدولة عموما، بما يضع الفائزين بالعضوية أمام مسؤولية كبيرة. ومشاركة جهات دولية في الوقوف على سير عرسنا الوطني، من حضور رئيس شعبة المفوضية الأوروبية، ومراقبة لجنة حقوق الإنسان، أعطى زخماً كبيراً لهذه التجربة، بما يحفزنا على الاجتهاد في التجارب الانتخابية المقبلة. شفافية وتنظيم زار وفد من الاتحاد الأوروبي برئاسة جان برنارد بولفين، المركز الانتخابي الرئيسي في نادي الشطرنج، لمراقبة العملية الانتخابية، وكان في استقباله المستشار منصور بن نصار رئيس اللجنة العليا للانتخابات وأعضاء اللجنة. وعبّر بولفين عن إعجابه بالخطوات التي اتخذتها إمارة الشارقة لضمان عملية انتخابية شفافة، وسلسة، وبسيطة، مشيداً بالقيادة الرشيدة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وكذا أهل الشارقة، في إنجاح الانتخابات الأولى من نوعها في الإمارة. وأشاد بالترتيبات التي أعدتها لجنة الانتخابات، بما في ذلك التسجيل المسبق للناخبين قبل أسابيع من انطلاق عملية التصويت، لضمان النزاهة والبساطة للعملية الانتخابية، التي سجلت مشاركة بنسبة 54% قبل نهاية اليوم الثالث من عملية الاقتراع، مضيفاً أن نسبة الاقتراع كانت مثيرة للإعجاب أيضاً. وأعرب عن ثقته بأن انتخاب أعضاء جدد في المجلس سيسهم في طرح أفكار وآراء جديدة، وتعزيز المزيد من المشاركة الشعبية، لافتاً إلى أن هذه الخطوة فرصة عظيمة لمواطني الإمارة، ومعظمهم من الشباب، عليهم اغتنامها، والاستفادة منها. وأضاف بولفين أن نجاح التجربة السياسية يمهّد الطريق لمشاركة شعبية على نطاق أوسع في عملية صنع القرار، والتنمية والتطوير في الإمارة. وعلى صعيد متصل زار الوفد الأوروبي، يرافقه مسؤول لجنة الانتخابات، مركز الجامعة القاسمية، المحدد لفرز الأصوات، كما زار مراكز انتخابية أخرى في المنطقتين الوسطى والشرقية. تجربة رائعة وأشاد الشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة بأداء اللجنة المنظمة في مركز الشارقة، موضحاً أن التجربة كانت رائعة من خلال دعم صاحب السموّ حاكم الشارقة، بما أسهم في نجاحها. ومن جانبه أشاد أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، بسهولة الإجراءات التي وفرتها اللجنة العليا للانتخابات، تيسيرا على الناخبين. لم تمنع الإعاقة البصرية المواطن عبد الرحمن محمد العبدولي من المشاركة في الانتخاب، حيث رأى ببصيرته - كما قال - إنه واجب وطني لا بدّ أن يحضر فيه للإدلاء بصوته، لافتاً إلى أنه أعطى صوته لمرشح شاب متخصص في المجال العلمي، آملاً بأن يعمل الأعضاء الجدد على تحسين البنى التحتية للإمارة، ويناقشوا واقع المستشفيات، والطرق، والازدحام المروري. ماجد بن سلطان يشيد بجهود لجنة الانتخابات أشاد الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى بجهود اللجنة العليا للانتخابات وما تبذله من عمل دائم ومقدر في تنظيم انتخابات المجلس الاستشاري، مشيراً إلى سلاسة عملية التصويت وتكامل العمل بين اللجان ككل والذي أثمر عن تواصل هذا العرس الانتخابي الذي تشهده إمارة الشارقة حالياً. وأكد الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي أنه انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأهمية مشاركة كافة المواطنين في الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في عضوية المجلس الاستشاري فقد حرص موظفو الدائرة على ممارسة حقهم الانتخابي والمشركة في صنع القرار بانتخاب الأنسب عبر حضورهم لمقر التصويت في مدينة الشارقة ، لاسيما أن دائرة شؤون الضواحي والقرى تعتبر من الدوائر التي نسب التوطين بها تصل إلى 100 في المئة.. معتبراً المشاركة في التصويت مسؤولية مجتمعية ووطنية تقع على عاتقنا جميعاً.
مشاركة :