أستطيع أكون ضمن طابور المعترضين “بربع عقل” وأستطيع أكون مع المؤيدين أيضا “بربع عقل” أي مع القطيع في أي مسألة خلافية مالم يكن هناك نص شرعي صريح، وأستطيع أكون مع ” حراس الفضيلة ” نهارا ومع ” حراس الرذيلة” دعاة التنوير ليلا وفي كلا الحالتين لا تزر وازرة وزر أخرى.كل قرار مفصلي في السعودية، في كل دول العالم يواجه بقناعات المحب والكاره ،والمؤيد والرافض ، وقد كان الاعتراض هو اللغة السائدة والصوت الأعلى والأقوى في السعودية منذ قيامها على يد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حيث كان الرفض بشدة لتعليم الفتاة، والرفض لدخول السيارة بلادنا، ثم رفض شعبي عارم للتلفزيون، وغيرها كثير، ومع هذا مضت الدولة في قراراتها المفصلية دون اجبار أحد على فعل ذلك ، وفي السنوات الأخيرة اتخذت الدولة عدة قرارات مهمة ولم تفرض على الشعب السير في اتجاه واحد أو السير بالعرض في شارع الحياة، وأخرها قرار منح رخص قيادة السيارة للمرأة أسوة بنظيرها الرجل، وفق ضوابط تحفظ لها حقوقها وحشمتها وقيمتها ، ووفق منظور انفتاحي شامل بدون قيود من أحد وبدون اجبار لأحد.لو توقفنا عند هذه المسألة، لصرفنا سنوات من الجدل البيزنطي الذي يثير الرأي العام، ويوغر الصدور، وينشر الشقاق والنفاق ، ولو سمحنا لحراس الفضيلة بفرض رايهم و”ربع عقلهم” لرجعنا للوراء من بين شعوب الأرض ، ولو انسقنا خلف “حراس الرذيلة” لجرفونا نحو التفسخ والتحلل وفساد أخلاق المجتمع، ولو زرعنا لوا في وادي عسى لجنينا ليت من سياح المنتجعات، وملحدي العصر.بعيدا عن الزوايا الحادة واشكالية “ربع العقل” تعالوا إلى كلمة سوأ ، كم سائق أجنبي سيتم الاستغناء عنه في السنوات المقبلة؟ وكم فرصة وظيفية ستحصل عليها المرأة العاقلة للعمل في شركات التوصيل ” أوبر، كريم…” ؟تعالوا يا حراس الفضيلة للحوار من زاوية أخرى، هل تفضل تتصل على شركات التوصيل وتحضر سائقة سعودية عاقلة تنقل أسرتك للسوق أو الزواج أو المستشفى أو العمل أم تفضل سائق أجنبي، أو شاب سعودي، يقوم بذلك في ظل انشغالك بالبرامج الفضائية والرحلات السياحية ؟طيب تعالوا للحوار من زاوية أخرى ، هل تؤيدون مغادرة مليون سائق في السنوات المقبلة ويحل بدلهم مليون فتاة سعودية ؟ هل منظور جلب المفسدة تتوقف عند قيادة المرأة للسيارة أم أن الفضيلة والرذيلة موجودة مع الإنسان من فجر تاريخ البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟القضية من الناحية الاقتصادية والأمنية تغرينا بالتأييد والمباركة دون الانجراف مع الرفض المغلف بالفكر السياسي أكثر من الديني الحقيقي، والقضية ليست مفروضة على أحد، والخيار مفتوح بالقبول أو الرفض دون وصاية من “حراس الفضيلة” ودون تشويه لسمعتنا التي تجاوزت بخصوصيتنا الشكلية حدود المنطق والعقل.صفوة البشر صلى الله عليه وسلم يقول إنّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمسّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلّوا بَعْدِي …. ترك لنا الكتاب والسنة، وهي تغنينا عن راي ” حراس الفضيلة” المنغلق وتحمينا من “حراس الرذيلة” دعاة التنوير والتفسخ، وتحولنا لمجتمع وسطي متزن بعيدا عن محاولات الطرفين السيطرة على عقولنا وتفكيرنا، وقد سألوا الإمام أحمد بن حنبل عن اجتهادات العلماء والفقهاء فقال نحن رجال وهم رجال، أي من حق الجميع التفكير والتبصر والتدبر في أمور الحياة، فالحق بين والباطل بين وكل شاة معلقة برقبتها.حان وقت تكسير القيود التي فرضها علينا حراس الفضيلة وحراس الرذيلة “بربع عقل” في السنوات الماضية وحان وقت التخلص من التبعية للحزبين والاتجاه للوسطية فنحن أمة وسطا ، يقول خالد الفيصل أن “الفراغ الذي نشأ في المجتمع السعودي، كان محصلة للصراع القائم بين التكفيريين من جهة والإلحاديين من جهة أخرى، والصراع وجد فراغاً في المجتمع فتركت الساحة لهم فكانت الساحة كلها لهم”.الأن في عهد الحزم والعزم الساحة لنا، أنا معارض بشدة واستطيع أفرض قراراتي في حدود منزلي ، ومن حقي أفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار دون إملاءات من أصحاب “ربع العقل” طرفي فضيلة التكفير، ورذيلة الإلحاد، الذين يريدون إلغاء عقولنا وجعلنا مجرد قطيع، وفرض طرق التفكير، ووسائل الحياة المعيشية، لذا من الأن وصاعد سنرفض سيطرتهم وتهريجهم وسنرفض استخدام ملوثاتهما الفكرية فنحن رجال وهم رجال، وما دون الحلوق إلا اليدين.الرأيد. صالح بن ناصر الحماديكتاب أنحاء
مشاركة :