كرّم د. عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للنسخة السابعة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، أمس الأول في مسرح المعهد، الوفود والشخصيات المشاركة في فعاليات الملتقى الذي نظمه المعهد على مدار 3 أيام، تحت شعار «السير والملاحم»، وحلّت فيه الكويت ضيف شرف، وشهد العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج التي لاقت تفاعلاً حيوياً لافتاً من محبي وعشاق التراث.قال عبدالعزيز المسلم: «كان الملتقى في نسخته السابعة عشرة، شارقياً دولياً بامتياز، وحضور عربي وعالمي كبير، وتآلف ودي مميز، وقد كنتم أيها الأعزاء نجوماً أضاءت لنا سماء التراث، وتعلمنا منكم الكثير بما يخدم البحث العلمي في التراث». ولفت إلى تميز كل الأنشطة والفعاليات، وأن حفل السمر كان إضافة فنية وترفيهية جميلة وممتعة، لها أثر إيجابي.وأشار إلى أن الحضور العربي كان غنياً وكذلك الحضور الأوروبي خصوصاً التشيك والصقليون. وكل المشاركين تركوا بصمة إنسانية عميقة، وتقدم المسلم بالشكر إلى كل فريق العمل الذي ساهم مساهمة كبيرة في إنجاح هذه الفعالية العالمية الكبيرة. وقالت المنسق العام للملتقى، عائشة الحصان الشامسي: عرفت الأمم والشعوب في تاريخها القديم، الملاحم الشعرية التي تتغني بأبطالها الخارقين وبأمجادها، في مختلف بلدان العالم القديم؛ حيث توج الإنتاج الشعري بالملاحم، مثل جلجامش والإلياذة ومناس والكاليفالا وغيرها. وأكد الملتقى على أهمية السير الشعبية والملاحم العالمية في توثيق وحفظ التراث الإنساني، كونها تمثل الوعاء الذي لا ينضب، وما اختيارنا لهذا الموضوع شعاراً للملتقى إلاّ مؤشر حي على أهميتها وخلودها بين الأمم والشعوب. وأوصى بضرورة إحياء تراث السير الشعبية التي اجتذبت الوجدان الشعبي العربي بشخصياتها التي اعتبرها مثلاً وقدوة ورمزاً يحقق القيم الدينية والقومية والاجتماعية. وشهد اليوم الأخير استكمال الندوة العلمية، حول السير والملاحم، الاستلهام والأثر، بالإضافة إلى مقهى الراوي ومقهى الملتقى، وبقية الأنشطة والبرامج في المواقع الخارجية التي لاقت تفاعلاً حيوياً من قبل الجمهور. وتوزعت فعاليات الندوة العلمية بين أكثر من جلسة، وشارك في الأولى، الدكتور بيرتي أنتونين، وتناول ملحمة الكاليفالا، التي تعتبر ملحمة الشعب الفنلندي ونواة هويته الوطنية.أما عثمان حسين عثمان، من كينيا، فتحدث عن أشهر الملاحم الكينية التي ما زالت حاضرة في وجدان وذاكرة الشعب الكيني، وهي ملحمة أو قصة الأمير باكيفامبي وسقوط سلطنة ماندا، وأدار الجلسة الباحث الدكتور خزعل الماجدي.وفي الجلسة الثانية تحدث كل من مستشار التطوير في معهد الشارقة للتراث، الباحث عزيز رزنارة، الذي تناول السيرة الهلالية في قراءة مغايرة. وتناول الدكتور فواز اللعبون سيرة عنترة بن شداد بين التاريخ والمتخيل، وحاول في ورقته فحص سيرة عنترة بن شداد الشعبية من خلال المصادر المتنوعة.واستعرض الدكتور سعيد يقطين، في ورقته البنيات النصية في السيرة الشعبية.وشاركت 7 دول في سوق الدمى والأقنعة، هي الإمارات ومصر، والسودان وساحل العاج والسعودية والبحرين وأرمينيا، بشكل أساسي، بالإضافة إلى مشاركة من دول أخرى.وقالت شيخة الغفلي من الإمارات، حاصلة على ثلاث دبلومات من ضمنها علم التراث الثقافي من معهد الشارقة للتراث، اسم مشروعي «تراثيات»، وقمت باختيار هذا الاسم كونه يشمل جميع ما كان من التراث الماضي لأجدادنا. أمّا إيهاب لطفي، فنان تشكيلي مصري، فقال: «قمت بعرض مجموعة من العرائس لكبار الفنانين من مصر، وتعتبر صناعة الدمى جزءاً من التراث والعادات والتقاليد المصرية، ويجب علينا جميعاً حماية هذه الحرف من الانقراض».وشارك في مقهى الراوي كل من الراوي الإماراتي، سالم الكتبي مستعرضاً أسماء الأماكن والمواضع في الشارقة، وإبراهيم سند من مملكة البحرين متحدثاً عن أهمية ذاكرة الراوي من الناحية الصحية، أمّا الراوية مريم هلال فتحدثت عن العادات والتقاليد في خياطة وحياكة الملابس في الزمن الماضي، وأدار المقهى علاء ولي الدين.واستضاف مقهى الملتقى في ختامه الدكتور عائض الزهراني من السعودية والذي تناول مركز تاريخ الطائف في توثيق التاريخ الشفهي كتجربة في حفظ التراث، وتحدث الدكتور حمد بن صراي من الإمارات عن تجربة الباحثة الإماراتية فاطمة المغني في رواية التراث وتوثيقه، أما الشاعر محمد نور الدين فتناول موضوع تقييم الرواة من خلال الشعر. حفل السمر شكل حفل السمر على مدار أيام الملتقى الثلاثة، أحد العناوين والمحطات المهمة ذات الطابع الجمالي والفني والترفيهي، وتفاعل الحضور بشكل حيوي مع الفقرات التي شهدها الحفل. تنوعت الفقرات والمشاركات في الحفل، وشملت عروض حكايات من السيرة الهلالية، وعزفا على آلة الدودك من أرمينيا، إضافة إلى عروض فرقة معهد الشارقة للتراث، وعرض حكاية من التراث الجزائري تخللها عزف على الناي، وحكاية عن الزيناتي خليفة، إضافة إلى مشاركة مميزة من الفرقة الإيطالية والفرقة التونسية. المساحة الخضراء جاءت المساحة الخضراء لتكون المكان المناسب لرفع الطاقة والراحة التي تمد المشارك والباحث بمزيد من الحيوية، نظراً لما توافر فيها من بيئة محفزة للعمل والأداء، وشهدت إقبالاً من ضيوف الملتقى والمشاركين فيه وزواره، حيث وجدوا فيها ما يسهم في رفع الطاقة عندهم، كلما احتاجوا إليها، وهذه المساحة أو الغرفة الخضراء أنشأها معهد الشارقة للتراث لضيوف الملتقى.
مشاركة :