بعد ليلة الزفاف ينتظر أغلب المتزوجين طفلاً يملأ البيت ضجيجاً وصراخاً وفوضى. لكنّ الفرحة سرعان ما تخبو إذا لم تحمل الزوجة، ويجري هذا أحياناً لأسباب بسيطة من أهمها تمدد غشاء الرحم وهو مرض سهل العلاج لكنه صعب التشخيص. "مذ بدأت عادتي الشهرية وأنا في الثانية عشرة من العمر عانيت من آلام فظيعة لم تُشخص. و حتى بلوغي الثانية والعشرين، كنت عليلة طوال الوقت، وعادتي الشهرية لا تزرني بانتظام، وما برحت أعاني من آلام في الأمعاء" ، هكذا كتبت ممثلة الكوميديا الأمريكية لينا دُنهام، في كتاب نشرته حول مرض" تمدد بطانة الرحم" عام 2016، وهو ما وضع المرض تحت الأضواء حسب مقال نشرته صحيفة" ذا صن" البريطانية يوم (27 أيلول/ سبتمبر 2017). تسعى مبادرة" يوم محاربة تمدد بطانة الرحم" إلى تعريف النساء وأطباء الأمراض النسوية بمرض، لم تسمع به كثير من النسوة، ويمكن أن يكون سببا لمعاناتهن بشكل مستمر، بل قد يصبح سببا لتدمير حياتهن الزوجية. تمدد بطانة الرحم (ويعرف في عددٍ من البلدان العربية بتهدل غشاء الرحم) مرضٌ شائع تماما بين النساء، ولكن بدرجات متفاوتة، وتعاني كثيرات بسببه من آلام مبرحة تجبرهن على الانقطاع عن العمل أحياناً، وثبت أنّ هذا المرض يمكن أن يكون سبباً هاماً من أسباب العقم. هذا المرض ينجم عن نمو غير طبيعي في خلايا بطانة الرحم، مشابه للنمو الطبيعي الذي يحدث في جوف الرحم نفسه، لكنه في هذه الحالة يقع خارج جدار الرحم، وهو من أكثر الأمراض انتشارا في الأعضاء المجتمعة بمنطقة الحوض. ومن أهم أعراضه آلام مستمرة تعاني منها المرأة دون أن ينجح الطبيب في تشخيصها، حسب تقرير نشره موقع صحيفة فيلت الألمانية. أعراض تمدد بطانة الرحم أخطر ما في حالات تمدد بطانة الرحم أنها غالبا ما تخلو من أية أعراض أو إشارات ظاهرة، سوى آلام تتوهم المرأة أنّها مرتبطة بالدورة الشهرية، فتتجاهلها. لكن في بعض الحالات، تظهر على المرأة الأعراض التالية: *آلام تحدث في منطقة الحوض عادة قبل حدوث العادة الشهرية، وتنقطع بعد نهاية الطمث. *آلام أثناء المواقعة الجنسية. *تشنجات أثناء المواقعة. *تشنجات وآلام في الأمعاء أثناء التغوط والتبول. *آلام أثناء فحوصات الحوض. *العقم. أعراض أخرى يمكن أن ترتبط بتمدد بطانة الرحم: *آلام في أسفل البطن. *إسهال أو إمساك. *آلام أسفل الظهر. *أعياء مزمن. *عدم انتظام الحيض أو غزارة غير طبيعية في دماء الطمث. *آلام أثناء التبول مصحوبة بحرقة (يعتبرها كثيرون دليلا على وجود فطريات مهبيلة وإليها يعزون سائر الأعراض، وتعالج غالباً خطأ وفق هذا التشخيص). *ظهور دماء في البول، خاصة إبان فترة الحيض. لم تثبت الدراسات وجود علاقة مباشرة لتناول أنواع معينة من الأغذية بالإصابة بهذا المرض. لكنّ إحدى الدراسات خلصت الى أنّ تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يزيد من احتمالات الإصابة بالمرض، فيما يقلل من هذا الاحتمال تناول الخضار والفواكه. لماذا تتمدد بطانة الرحم؟ سبب هذا النمو غير واضح، لكن إحدى النظريات تذهب إلى أن أنسجة بطانة الرحم تتكدس في مكان واحد غير طبيعي برجوعها للخلف مدفوعة ببقايا الطمث، من خلال أنابيب فالوب في تجاويف البطن والحوض، إلا أنّ النظرية لا تكشف سبب هذا الطمث الراجع، ما يُلقي ظلالا حول صدقيتها، لاسيما أنّ بعض النساء اللاتي يعانين من الطمث الراجع لسن مصابات بتمدد بطانة الرحم. نظرية أخرى تذهب إلى أنّ بطانة الأعضاء المستقرة بمنطقة الحوض تحتوي على خلايا بدائية قابلة لأن تتطور إلى شكل آخر من الأنسجة. كيف ومَن يمكنه تشخيص المرض؟ يشخص ويعالج هذا المرض غالبا أطباء وطبيبات الأمراض النسوية من خلال فحوصات تجرى على منطقة الحوض تكشف عنه. ومن خلال اختبار المهبل والمخرج في آن واحد يمكن للطبيب أن يتحسس عقابيل ظاهرة على جدار الرحم الخارجي ملامسة غالبا لجدار الحوض الداخلي. لكن في أحيان كثيرة لا تنجح الأعراض ولا الفحص السريري في أن تكشف بشكل حاسم عن وجود المرض، وينصح في هذه الحالة بإجراء فحص بصري لمنطقة الحوض ومنطقة البطن، وينصح أيضا بزراعة عينات من نسيج بطانة الرحم عند حدوث شك في وجود المرض، وهذا يعني للأسف مداخلة جراحية صغيرة لكنها يجب أن تُجرى تحت التخدير العام، باستعمال نواظير خاصة لهذه الغاية. العلاج يمكن علاج مرض تمدد بطانة الرحم بالأدوية والعقاقير، وفي الحالات الشديدة يتطلب الأمر مداخلة جراحية. وقد يتوخى العلاج أو الجراحة إزالة الآلام أو إزالة العقم وتنشيط الخصوبة. ملهم الملائكة DW/ ع.ج
مشاركة :