تحولت جيسي عبده إلى رقم صعب في الدراما اللبنانية، بعدما استطاعت أن تحطم القيود التي صنّفتها كممثلة كوميدية وشاركتْ في أعمال درامية وبأدوارٍ لافتة من دون أن تتخلى عن الأعمال الكوميدية. جيسي عبده التي برزت في رمضان من خلال دورها في مسلسل «كاراميل»، يُعرض لها حالياً مسلسل «جيران» على قناة «أبو ظبي» وهو يجمعها بنخبة من نجوم الكوميديا في سورية، وفي مقدّمهم سامية الجزائري، وأحمد الأحمد ومحمد حداقي، إلى جانب نجوم من مصر وتونس. في حوارها مع «الراي» تؤكد عبده، أنها لا تعاني هاجس أو عقدة البطولة الأولى التي يعانيها البعض، بل هي تعمل وفق تصوّر معين، وتشير إلى أن اسمها موجود في السوق، وهي سعيدة بكل ما تقدمه... • باشرتْ قناة «أبو ظبي» عرض مسلسل «جيران»، وهو عمل عربي مشترك تشاركين فيه إلى جانب مجموعة من نجوم الكوميديا في سورية، فكيف تتحدثين عنه؟ - تصوير المسلسل تمّ في أبو ظبي واستغرق 4 أشهر، وهو من إخراج عامر فهد، وإنتاج شركة «كلاكيت ميديا». المسلسل كوميدي، يقوم على مجموعة «سكتشات»، وكل حلقة تدور حول قصة معينة، وشارك فيه ممثلون من غالبية الدول العربية. من سورية أحمد الأحمد ومحمد حداقي وأيمن عبدالسلام وسامية الجزائري، ومن مصر ريهام حسين وعمرو عبدالعزيز، وأنا وجنيد زين الدين من لبنان، ومن تونس سميرة المقرون، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الممثلين. • سامية الجزائري هي ملكة الكوميديا في العالم العربي، فكيف كان التعامل بينكما خلال التصوير؟ - بالنسبة إليّ سامية الجزائري هي فعلاً ملكة الكوميديا، تماماً كما هي منى واصف ملكة الدراما. في سورية لديهم صناعة دراما حقيقية، بينما في لبنان بدأنا للتو في الإقلاع، من خلال بعض المنتجين الذين يحاربون من أجل الدراما. في سورية يؤمنون بالدراما وهي صناعة عندهم، ويدرسونها في المعاهد. وكنتُ أتابع أعمال سامية الجزائري منذ أن كنتُ صغيرة، وعندما شاهدتُها خلال التصوير فرحتُ كثيراً لأنني بين معجبيها، وقلتُ لها: إنني أحبك كثيراً، وهي قالتْ لي إنها تتابعني وتحب أعمالي، ففرحتُ كثيراً. وكلما سنحتْ الفرصة كنتُ خلال فترات الاستراحة أجلس معها كي أكون إلى جانبها وأتحدث اليها. كانت تجربة رائعة معها. • ماذا تعلّمتِ منها على مستوى التمثيل الكوميدي؟ - في مسلسل «جيران» لم أصوّر الكثير من الحلقات معها. أنا عدتُ إلى لبنان وتركتُ فريق العمل وهو يستكمل التصوير. اجتمعتُ بها لمدة 4 أيام أو 5 أيام وليس أكثر، واشتغلتُ معها لأيام عدة. هي لم تتغيّر، بل لا تزال كما عرفناها، وتشبه تلك الممثلة المحفورة في رأسنا التي تقدم كوميديا الموقف، وهي أفضل أنواع الكوميديا. روحها جميلة، ومَن يملك روحاً جميلة تَظهر في العمل. الكوميديا ليست شيئاً مفتعلاً، وحتى أحمد الأحمد ومحمد حداقي بارعان جداً، وتجربتي معهما كانت أكثر من رائعة. • يقال إن مَن يشتغل دراما في سورية او مصر لا يعود يحب العمل في الدراما اللبنانية، لان الدراما هناك صناعة ولأنهم اكثر احترافاً. وهذا الكلام أكده أكثر من ممثل وممثلة؟ - نحن أيضاً تقدّمنا كثيراً في الأعوام الأربعة الأخيرة ودخلتْ شركات عدة على خط الإنتاج وتعمل بطريقة احترافية جداً كما في الخارج، والوضع تغيّر عن السابق. ليس صحيحاً أن مَن يعمل في الخارج لا يحبّ أن يعمل في بلده، بل هو يحبّ أن يعمل فيها ومن أجلها. لكن بالنسبة إليّ، كنتُ سعيدة جداً لانني اشتغلتُ مع سامية الجزائري، واكتسبتُ خبرة منها، وهناك فارق بين مشاهدتها على الشاشة وبين العمل معها. • في رأيك ما السبب الذي يحول دون وجود سوى عدد قليل من نجوم الكوميديا من العيار الثقيل في لبنان؟ - بل هم موجودون. هناك مثلاً فادي رعيدي، ولكن في لبنان لا يوجد إنتاج كوميدي درامي، والمحطات تحصره بالبرامج التلفزيونية. إلا أن الوضع بدأ يتغيّر، حيث شاركتُ مع ماغي بو غصن في مسلسل «كاراميل» الذي عُرض في رمضان 2017، وهو عمل كوميدي وأحبه الناس كثيراً. • ستشاركين أيضاً في الفيلم الذي يحمل اسم «كاراميل»، وتشكلين مع ماغي بو غصن ثنائياً منسجماً وكأنها لا تريد ممثلة سواك في أعمالها، ودائماً تمدحك وتثني عليك. ما سرّ هذه العلاقة بينكما؟ - أعرف ماغي منذ أعوام بعيدة، وهي صديقتي في الحياة، ولكن لم تسنح الفرصة لأن نلتقي في عمل واحد، إلا من خلال فيلم «Bébé»، ومن ثم في مسلسل «ديو الغرام»، وبعدها انشغلتْ كلّ منا في أعمالها إلى أن سنحت الفرصة هذه السنة من خلال مسلسل «كاراميل»، ونحن لم نمثّل في هذا العمل بل كنا على طبيعتنا، ولذلك أَحبّ الناس الكيمياء الموجودة بيننا، خصوصاً أننا نتشابه في الشخصية. ومن وراء هذا النجاح ونجاح مسلسل «كاراميل»، قررنا أن نترجمهما بعمل آخر فكان فيلم «كاراميل» الذي سيشاهد الناس فيه أشياء أجمل من تلك التي شاهدوها في المسلسل. • سيكون بأبطال المسلسل أنفسهم، ولكن انضمّ إليكم هشام حداد؟ - هذا صحيح، العمل يجمعني ببطولة ماغي وظافر العابدين وطلال الجردي وهشام حداد. • ألا تطمحين أن تكوني بطلة عمل بعد هذه السنوات الطويلة من النجاح المتواصل؟ - لا أعاني هذا الهاجس أو هذه العقدة التي يعانيها البعض. مثلاً، أنا أعمل حالياً مع ماغي بو غصن، واستطعنا أن نكسّر الدنيا. أنا أعمل وفق تصوّر معين. عدا ذلك، فإن اسمي موجود في السوق وأجد حولي أناساً يحبونني ويساعدونني، وأنا سعيدة بكل ما أقدمه. وفي حال عُرض عليّ عمل دور بطولة أولى وأعجبتْني قصّته وكاراكتيره، فلن أرفضه. • هل تحضرين لأعمال تلفزيونية جديدة للفترة المقبلة؟ - كلا. البدء بتصوير أعمال للموسم الرمضاني ما زال مبكراً. • هل أنت من النوع الذي يفضّل أن تُعرض أعماله خارج رمضان، خصوصاً وأن غالبية الممثلين باتوا يحبّذون ذلك؟ - لا شك في أن بعض الأعمال يلحق بها الظلم في رمضان ولا تنال حقها، بسبب زحمة المسلسلات، أو لأن الناس يكونون خارج بيوتهم ولا يتابعون التلفزيون. أحب المسلسل الذي يُعرض في موسم الشتاء، والناس يتابعونه كما حصل مع مسلسل «فخامة الشك» الذي تابع الناس كل حلقاته. في المقابل، هناك أعمال «تكسّر الدنيا» في رمضان كما حصل مع «الهيبة» و«كاراميل»، لكن هناك أعمالاً أخرى ظُلمت، بينما إذا عرضت في الشتاء يمكن أن يحبها الناس وأن تعجبهم جداً. • هذه السنة شاركتِ في 4 أعمال. ألا تعتقدين أن العدد مرتفع نسبياً؟ - هذه السنة شاركتُ في مسلسلات «فخامة الشك» و«كاراميل» و«جيران» وفيلم «كاراميل»، وهذا أمر جيد. ولا أعتقد أن العدد كبير، ولو كان بإمكاني تصوير مسلسليْن إضافييْن لما تَرددتُ. وهذه الأعمال لم تُعرض في وقت واحد. عندما انتهى «فخامة الشك»، بدأ عرض «كاراميل» بعد أسبوعين، وحالياً يُعرض «جيران»، والفيلم سيُعرض في الأعياد.
مشاركة :