يتحضّر الفنان اللبناني كارلوس عازار لمجموعة من الأعمال الجديدة لن يعلن عنها قبل انتهاء شهر سبتمبر، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه في رمضان باحتلال مسلسل «وين كنتي» المرتبة الأولى. عازار دعا «بكل محبّة وتواضُع» الفنانين الذين يطلّون في مقابلات أن يكونوا حريصين جداً «لأن الناس لا يحبّون الشخص المغرور، بل يفضّلون الفنان القريب منهم الذي يُشعِرهم بأنه واحد منهم وبأنه لا يعيش في برجه العالي وبأنّ ليس كل الناس بالنسبة إليه برغش (بعوض)». كما أشار في حواره مع «الراي» إلى أن بعض الفنانين لم يعرفوا كيف يطوّرون أنفسهم، فملّ الناس من تكرار أدائهم من عمل إلى آخر، موضحاً أن هناك فناناً موهوباً وآخر ذكياً، مشدداً على أهمية الذكاء في تحقيق الاستمرارية. • كيف تفسر غياب أسماء بعض النجوم عن المنافسة في رمضان 2017 والنجاح الساحق الذي حققه «وين كنتي». وهل ترى أن الجمهور ملّ من متابعة بعض الوجوه، خصوصاً أن بعضها حقق نجاحه ونجوميته بالصدفة؟ - الناس يشعرون بالملل عندما تكرّر بعض الوجوه نفسها ولا تقدّم الجديد. عندما يكون أداء الممثل متشابهاً في كل الأعمال بعيداً عن التغيير والشغل على الذات، لا بد وأن يصيب الناس بالملل. نحن نعيش اليوم في كرة أرضية مفتوحة على بعضها البعض، وبكبسة زرّ يمكن أن نعرف ماذا يفعل الآخر حتى لو كان موجوداً في آخر مكان في العالم، سواء في أستراليا أو أميركا أو الهند. الناس يتابعون كل شيء ويفرّقون بين الجيد والرديء ولا يمكن الضحك عليهم، ويفترض بالممثل أن يطوّر نفسه بطريقة أو بأخرى. نحن لا نزال محصورين في دائرة ضيقة، ويجب أن نعمل على تخطيها، من خلال تطوير أنفسنا كي لا يملّ المُشاهد. • لا شك في أن الناس لا يملّون عبثاً، بل بسبب التكرار، بدليل أن هناك نجوماً استمروا أكثر من 60 عاماً لأنهم كانوا يعرفون كيف يجددون في أنفسهم وفي الفن الذي يقدّمونه؟ - وهذا ما حاولتُ أن أقوله. بصراحة، أخجل أن أعطي مثلاً عن نفسي. أنا بدأتُ بعمر مبكّر، وموجود في المجال منذ 16 عاماً. وعندما أطلّ، أحاول قدر المستطاع أن أختار المناسب وأن أتجنب الأخطاء بقدر المستطاع، لأنه لا يوجد أحد معصوم عن الوقوع في الخطأ، وأحاول ألا أُقْدِم على أيّ عمل كان. • هل حاولتَ الاستفادة في خطواتك واختياراتك من تجربة والدك جوزيف عازار الذي يملك تاريخاً فنياً مشرفاً ومسيرة فنية غنية. وهل حاولت بذكائك الفني أن تستفيد من نصائحه وأن تتعلّم منها، وهل تستشيره أحياناً في شؤونك الفنية؟ - أنا لا أستفيد من تجارب والدي فقط، بل من تجارب كل الذين سبقوني. الفن لطالما كان وسيظلّ يعتمد على الذكاء وليس على الموهبة فقط، وهناك موهوبون لا يملكون ذكاء فنياً. وفي المقابل، يوجد فنانون تمكنوا بفضل ذكائهم من تحقيق الاستمرارية، سواء على مستوى الغناء أو التمثيل. يجب أن يكون الفنان ذكياً باختياراته، وبالطريقة التي يطلّ من خلالها على الناس. المقابلات التي يطلّ عبرها النجوم على محطات التلفزيون تؤثّر عليهم كثيراً، لأن المقابلة تعرّي الفنان وتكشفه على حقيقته، فإذا كان مغروراً لن يحبه الناس، لأنهم لا يحبون الشخص المغرور، بل يفضّلون الفنان القريب منهم الذي يُشعِرهم بأنه واحد منهم وبأنه لا يعيش في برجه العالي وبأن ليس كل الناس بالنسبة إليه «برغش» (بعوض). هذه الناحية مهمة جداً، ومن هذا المنطلق أطلب بكل تواضع وبكل محبة من كل الفنانين الذين يطلّون في مقابلات أن يكونوا حريصين جداً، لأن كل مقابلة يطلّ من خلالها الفنان توازي مسلسلاً كاملاً. • في المقابل هناك فنانون بوجهين ويطلّون على الشاشة على خلاف حقيقتهم، بمعنى أن هناك فنانين، ممثلين ومغنين، «يمثّلون» أمام الكاميرات؟ - الكاميرا تُعتبر من أخطر الاختراعات على الإطلاق، لأنها تفضح الفنان. ومهما حاول أن يَظهر بمَظهر المتواضع، لا بد وأن تظهر كمية الغرور والأنا الموجودة في رأسه ونفسيته. الناس أذكياء ولا يمكن للفنان أن يضحك عليهم، وهذا ما أعرفه من الناس الذين ألتقيهم شيوخاً وكباراً وصغاراً وعمالاً في مختلف المجالات. • ما موقفك من الرهان على «ثورة الفلاحين» الذي يرى كثيرون أنه سيتيح الفرصة أمام الدراما اللبنانية كي تفرض نفسها على المحطات العربية؟ - «ثورة الفلاحين» بيع لـ «LBCI» و«mbc». وهذا العمل يتميّز بسقفه العالي إنتاجاً وإخراجاً ونصاً وتمثيلاً ونجوماً، وهو يشكل فرصة مهمة أمام الدراما اللبنانية كي تثبت نفسها بعمل لبناني خالص على الشاشة، وإذا نجح الرهان فإننا بذلك نكون قد عبّدنا الطريق أمام الأعمال اللبنانية المقبلة كي تسير على الخطى نفسها وتُعرض على شاشات عربية. • بما أنك تعتمد كممثل على إحساسك، فماذا يخبرك؟ - نحن فعلنا المطلوب منا والباقي على الله. شركة الإنتاج (جمال سنان) لم تبخل على هذا العمل أبداً، المخرج (فيليب أسمر) لم يقصّر أبداً وقام بالمطلوب منه، وكذلك الكاتبة (كلوديا مارشليان) والنجوم المشارِكون. كلنا اشتغلنا بقلب واحد وأعطينا كل ما عندنا، ويبقى التوفيق من الله. لا شك أن هذا العمل يتميّز بسقفه العالي جداً. • ألم تصلك عروض عربية؟ - بل تلقّيتُ عروضاً كثيرة، ولكن لم أجد بينها ما يناسبني. أنا أعرف مكانتي وموقعي على الساحة الفنية في لبنان، وعندما أرغب بالعمل في الخارج، يجب أن أتواجد في عمل يؤمّن لي الموقع نفسه والمكانة نفسها، وإلا فأنا لا أريده. • وهل تريد نجومية مطلقة؟ - ليس بالضرورة، وأنا لم أتحدّث يوماً بمنطق النجومية المطلقة. ما أقصده هو أن أجد عملاً مناسباً خارج لبنان بالمواصفات نفسها التي أتواجد فيها في لبنان. أنا لا أعيش عقدة المشاركة في أعمال خارج لبنان، بل كيف يمكن أن أطلّ بعملٍ خارج لبنان ومن خلال أيّ صورة. أنا تمسكتُ برأيي وكانت النتيجة أن مسلسل «ثورة الفلاحين» عُرض على شاشة «mbc». أعمالنا مشاهَدة عربياً، ومن خلال «السوشيال ميديا» لدينا الكثير من المتابعين العرب، ولو لم يكونوا يتابعون أعمالنا لَما كانوا عرفونا وتابعونا. • كيف تفسر اعتماد الأعمال اللبنانية المشتركة، على بطلة لبنانية وبطل عربي غير لبناني، وما سرّ التمسك بهذه الخلطة؟ - الجواب على هذا السؤال يملكه المنتجون، وشخصياً لا أعرف سبب الإقبال على هذه الخلطة. عندما تتم الاستعانة بممثل لبناني، فيكون لدور بطولة ثانية. • كممثلين، هل تنالون حقكم من المنتجين؟ - لا يمكن أن أشارك في عمل إذا لم أشعر بأنني نلتُ حقي. أصبح هناك عدد لا بأس به من المنتجين، والأعمال كثيرة. ولا شك أن وضْع شركات الإنتاج تغيّر مع تَعدُّد الشركات، لأنها ساهمت في رفْع المستوى وتحريك عجلة الدراما. عندما يكثر الإنتاج، تصبح الخيارات أكثر. • ماذا تحضّر للفترة المقبلة؟ - توجد عروض كثيرة، ولكن لم أحسم رأيي في أيّ منها، ولن أفعل إلا عند نهاية شهر سبتمبر. • وهل هي أعمال رمضانية؟ - بعضها لرمضان وبعضها الآخر سيُعرض خارج رمضان.
مشاركة :