أبوظبي: مهند داغر أكد محللون استمرار الحذر والترقب لدى المستثمرين، والذي انعكس سلباً على مستويات السيولة في الأسواق، ما دفعهم إلى القيام بعمليات بيع نفسية، وتفضيل بعضهم الاحتفاظ بالسيولة، رغم اقتراب النفط من 60 دولاراً، على وقع التوترات في إقليم كردستان، إلا أن هذه التوترات والسيولة الضعيفة أثرت على أسهم شركات قطاع النفط مثل طاقة ودانة غاز، حيث حدت قضية الصكوك من مواصلة ارتفاع أسهم الأخيرة في الجلسات القليلة الماضية. أشار المحللون إلى وجود مخاوف من قبل المستثمرين من إمكانية رفع الفائدة الأمريكية للمرة الثالثة بعد الإشارات بهذا الخصوص من قبل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين، وهو ما قد يؤثر على أسواق المال في أوروبا وأمريكا والمنطقة، خاصة وأن الفائدة على العملات الوطنية في المنطقة مرتبطة بالدولار، ويبدو أن هذا الجانب يفسر كأحد العوامل في تراجع مستويات السيولة.وذكر آخرون أن بعض أسباب ضعف السيولة يعود إلى أن بعض المستثمرين يتهيأون لاكتتاب إعمار العقارية خلال نوفمبر/تشرين الثاني القادم، إلى جانب إشارات عدم الثقة من إمكانية أن يكون أداء الشركات في الربع الثالث بالمستوى المطلوب، وهو ما دفعهم للاحتفاظ بالسيولة ككاش نقدي كأحد الخيارات وإيداع جزء منها في البنوك.ورأى وضاح الطه المحلل المالي، أن التراجعات والضعف الشديد في حجم السيولة خلال جلسات الأسبوع الماضي تعود إلى نتائج الشركات التي أحبطت شريحة كبيرة من المستثمرين، وهذا سيتضح أكثر من خلال نتائج الربع الثالث، والذي استبعد أن تخلق تلك النتائج محفزات قوية للخروج من مشكلة السيولة، مشيراً إلى أن هذه الحالة لا تعكس وضع الاقتصاد الكلي للإمارات في ظل المؤشرات الإيجابية للمصارف وارتفاع الودائع والأصول الأجنبية بشكل كبير. وقال الطه: «مسألة تدني السيولة ناتج من حالة القلق والتردد التي تسيطر على المستثمرين، الأمر الذي أدى إلى عدم محافظة المؤشرات على مستويات الدعم، معتبراً أن الحالة نفسية أكثر منها جيوسياسية، خاصة مع عدم وجود علاقة مباشرة بين الشركات المدرجة في أسواقنا والمسألة القطرية، كما أن الأسواق المحلية حيدت موضوع النفط والأسواق العالمي».وحول موضوع دانة غاز، استبعد الطه أن يخلق هبوط سهم الشركة بفعل قضية الصكوك، حالة تشمل السوق كاملاً، معتبراً أن اللجوء إلى المحاكم ألقى بمزيد من السلبية على السهم.من جهته قال المحلل المالي زياد الدباس، ما زالت سيولة الأسواق وللشهر الرابع في انحسار مستمر مما أدى إلى ضعف تدفق الاستثمار المؤسسي المحلي والاجنبي وخروج أعداد كبيرة من المضاربين، وتركز التداولات على أسهم عدد محدود من الشركات من أهمها إعمار وجي إف إتش ودبي الإسلامي.وأشار إلى أن الأسواق تأثرت ببعض الأخبار السلبية ومنها إيقاف التداول على أسهم دانه غاز والتي شهدت أسهمها نشاطا وارتفاعا ملحوظا في بعض الفترات مرجعاً ذلك إلى عدم إفصاحها عن معلومات جوهرية تتمثل في عدم حضور ممثلي الشركة جلسة قضية الصكوك والتي عقدت مؤخرا بالمحكمة العليا في لندن.وتابع الدباس: الخبر الملفت خاص بشركة الخليج للاستثمار الإسلامي كي تصبح شركة مدرجة بعد طرحها للاكتتاب العام وحيث تبلغ استثمارات الشركة في السوق الإماراتي حوالي 900 مليون درهم وحيث تأسست عام 2004 تحت اسم شركة الاتحاد الوطني للاستشارات المالية.ولفت إلى انقطاع العلاقة بين حركة سعر النفط الذي ارتفع سعره إلى أعلى مستوى في 26 شهراً مع ارتفاع خام مزيج برنت في العقود الآجلة إلى 59 دولارا للبرميل.وأضاف الدباس، قيمة المحفظة الاستثمارية لشركة الواحة ارتفعت إلى خمسة مليارات درهم والملفت أن وصول أسعار أسهم عدد كبير من الشركات إلى مستويات مغرية لم يشجع الاستثمار المؤسسي الاجنبي والمحلي على الدخول والاستثمار في هذه الفرص، معرباً عن اعتقاده أن الوقت غير مناسب لطرح أسهم شركات جديدة نتيجة ضعف السيولة والتخوف من عدم الإقبال على الاكتتاب وبالتالي فشل هذه الاكتتابات.
مشاركة :