الضبابية التي تكتنف مصير مفاوضات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي حول «بريكست» ألقت بظلالها على الاقتصاد البريطاني، حيث سجل أضعف نمو سنوي في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو/ حزيران منذ عام 2013، وانكماش قطاع الخدمات المهيمن على الاقتصاد في يوليو/ تموز، ما يشير لاحتمال فقد الزخم مع استعداد بنك انجلترا المركزي لرفع أسعار الفائدة للمرة الأولى في عشر سنوات. وأظهرت بيانات رسمية أن نمو الناتج المحلي الإجمالي تباطأ إلى 1.5% على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة مع 1.8% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.وخالف ذلك تقديرات خبراء الاقتصاد، الذين توقعوا عدم تغير النمو عن التقديرات الأولية البالغة 1.7 %.وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن النمو الفصلي لم يتم تعديله ليظل عند 0.3 %.لكن هناك جوانب أكثر إيجابية في مكونات النمو في الربع الثاني، حيث أظهرت البيانات زيادة مساهمة استثمارات الشركات والصادرات عن التقديرات الأولية.وقال دارين مورجان من مكتب الإحصاءات: «كان هناك تباطؤ ملحوظ للنمو في النصف الأول من 2017. كان قطاع الخدمات الذي يسجل أداء قويا في الغالب هو القطاع الوحيد الذي نما في الربع الثاني».لكن بيانات يوليو/تموز لقطاع الخدمات، الذي يشكل 80 % من الاقتصاد، أظهرت تراجعا نسبته 0.2 %على أساس شهري بعد نمو بلغ 0.3 بالمئة في يونيو/حزيران.وتؤكد بيانات أن النمو في النصف الأول من 2017 كان الأبطأ في النصف الأول من أي عام منذ 2012.وبلغ عجز ميزان المعاملات الجارية البريطاني 4.6 % في الربع الثاني ارتفاعا من 4.4 % في الربع الأول.وأظهرت بيانات ثقة المستهلكين الصادرة من شركة جيه.إف.كيه لأبحاث السوق أن المعنويات ارتفعت في سبتمبر/ أيلول، رغم تزايد التشاؤم بشأن الأوضاع المالية للمستهلكين، لكن بيانات أسعار المنازل من شركة «نيشن وايد» أظهرت أبطأ نمو في أكثر من أربع سنوات.كان بنك انجلترا المركزي قال إنه يتوقع رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة لمواجهة ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين المتوقع أن يتجاوز ثلاثة بالمئة في أكتوبر/ تشرين الأول.ويتوقع معظم خبراء الاقتصاد أن يأتي رفع الفائدة بعد الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية بالبنك في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني.في السياق نفسه، ارتفع الجنيه الاسترليني سنتا مقابل الدولار بعد أن قال وزير بريطاني معني بشؤون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي إن «تقدما كبيرا» تحقق في المحادثات وبعد أن أثنى كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي على «آلية جديدة» قدمتها رئيسة الوزراء البريطانية.وجرى تداول الاسترليني منخفضا في وقت سابق من الجلسة عندما تراجع إلى 1.3344 دولار بعد أن قال مارك كارني محافظ بنك انجلترا إن البنك المركزي البريطاني لا يستطيع وحده محو الآثار السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد.لكن الاسترليني تحول للصعود مع تراجع الدولار بعد أن قال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي حظيا «بأسبوع بناء» في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد على الرغم من أنهما لم يصلا بعد إلى التقدم المنشود.إلى ذلك قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن قرار هيئة مواصلات لندن عدم تجديد ترخيص «أوبر تكنولوجيز» للعمل في العاصمة البريطانية «يتجاوز المعقول» ويعرض آلاف الوظائف للخطر وفقا لتقرير من هيئة الإذاعة البريطانية.وقالت هيئة مواصلات لندن إن النهج والسلوك الذي تتبعه الشركة التي مقرها الولايات المتحدة والتي تدير أشهر تطبيق لاستدعاء سيارات الأجرة غير لائق وغير مناسب لأن تحتفظ برخصة خاصة لخدمات سيارات الأجرة. وأضافت أنها لن تجدد الرخصة عندما تنتهي في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول.وقالت ماي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «أرغب في رؤية فرص متكافئة. أعتقد أن حظراً شاملاً هو إجراء يتجاوز المعقول».
مشاركة :