صادق ناشرعاد زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي إلى الواجهة مجدداً بعد أشهر من أنباء أشارت إلى مقتله بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن إحدى ضرباتها الجوية استهدفت تجمعاً لقادة كبار في التنظيم بضواحي الرقة السورية كان البغدادي من بينهم، ما يعني أن الرجل مازال قادراً على الحركة، إلا أن خطره وخطر التنظيم الذي يقوده لم يعد كما كان في السابق بفعل الضربات التي تعرض لها في كل من سوريا والعراق، حيث كان إخراجه من الموصل العراقية دليلاً على ضعفه وعدم قدرته على التحشيد والمقاومة، لكن خطر التنظيم مازال قائماً على المنطقة والعالم كله.لم تعط وزارة الدفاع الروسية ما يثبت بجلاء مصرع البغدادي، كما أن واشنطن شككت في رواية مقتله، وقالت إنها لا تستطيع إثبات مصرعه، والحال نفسه انسحب على مسؤولين عراقيين وغربيين، ما ألقى بظلال من الشك على الرواية الروسية، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى انحسار دور التنظيم وفاعليته في كل من العراق وسوريا، وبات يترنح بفضل الدور الذي قامت به القوات العراقية، المسنودة بدعم دولي كبير، لإجباره على ترك المناطق التي سيطر عليها، إضافة إلى الدور الذي لعبته القوات الجوية الروسية المشاركة في الحرب إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.الظهور الجديد للبغدادي جاء عبر تسجيل صوتي منسوب له بثته حسابات تابعة ل«داعش» على الإنترنت، أول أمس الخميس، وفيه يحث أتباعه على ما أسماه «الصبر والثبات» في وجه أعدائهم في كل من سوريا والعراق، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تدور رحاها في الأراضي السورية والعراقية منذ سنوات، ولإثبات مصداقيته، أشار البغدادي بشكل متعمد، إلى الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية حول التجارب الصاروخية النووية لبيونج يانج.لا شك أن البيان الجديد لزعيم «داعش» يهدف إلى رفع الروح المعنوية لمقاتليه، التي انهارت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث انحسر نفوذ التنظيم بشكل كبير في المناطق التي سيطر عليها عام 2014، وأراد البغدادي أن يبرهن على أنه مازال حياً، وأن في مقدوره إعادة خلط الأوراق في الصراع من جديد.يعتقد المراقبون أن البغدادي يختبئ في صحراء تبلغ مساحتها آلاف الكيلومترات، والواقعة بين الموصل العراقية والرقة السورية، حيث من المتوقع أن تشهد هذه المنطقة مسحاً شاملاً لتحديد موقع الرجل وملاحقته، فالقوات الروسية لديها ثأر معه، وتحتاج إلى تسخير كل إمكانياتها للقضاء على التنظيم.يرغب البغدادي من خلال التسجيل الجديد إرباك المشهد العسكري القائم في الوقت الحاضر وتخفيف الضغط على أنصاره للسماح بإعادة ترتيب أوضاع التنظيم في مختلف المناطق التي لاتزال تحت قبضته واستعادة ما خسره، لكن هناك إصراراً إقليمياً ودولياً على ضرورة التخلص من التنظيم بعدما وصلت مخاطر أفعاله إلى أوروبا ومختلف بقاع العالم، وصارت عملياته الإرهابية تشكل مصدر قلق للعالم بأسره، وبالتالي تتزايد الرغبة الجامحة في القضاء على التنظيم وطيّ صفحته إلى الأبد. sadeqnasher8@gmail.com
مشاركة :