العمل على فيلم لوفينغ فنسنت استغرق سبعة أعوام وحمل لقب أول فيلم في العالم مؤلف بالكامل من لوحات مرسومة استخدم أكثر من 130 لوحة رسمها فان غوغ لإخبارنا قصته.العرب [نُشر في 2017/09/30، العدد: 10767، ص(24)]لوحة زيتية رسمها يدويا 125 فنانا محترفا واشنطن – شاهد كثيرون لوحة عباد الشمس في متحف وغنى كثيرون آخرون مع أغنية فنسنت للمطرب الأميركي دون ماكلين وأول جملة منها “ستاري ستاري نايت” عن لوحة ليلة النجوم واندهش كثيرون من عشرات الملايين من الدولارات التي اجتذبتها أعمال الرسام الهولندي فنسنت فان غوغ في المزادات. لكن لم ير أحد أبدا أعماله بالطريقة التي يعرضها بها فيلم “لوفينغ فنسنت”. واستغرق العمل على الفيلم سبعة أعوام وحمل لقب أول فيلم في العالم مؤلف بالكامل من لوحات مرسومة استخدم أكثر من 130 لوحة رسمها فان غوغ لإخبارنا قصته. وكل لقطة من لقطات فيلم الرسوم المتحركة البالغ عددها 65 ألفا هي لوحة زيتية رسمها يدويا 125 فنانا محترفا سافروا من أنحاء العالم للمشاركة في المشروع الضخم الذي كان فكرة الفنانة البولندية دوروتا كوبيلا. وقال هيو ويلتشمن الذي شارك في كتابة وإخراج الفيلم مع كوبيلا “يبدو عملا مختلفا بالكامل. ولا يحدث هذا كثيرا في عالمنا المشبع بالإعلام”. وبدأ عرض الفيلم في دور خاصة ومحدودة في نيويورك ولوس أنجليس فيما سيصل إلى أوروبا الشهر المقبل. وبدأ تصوير الفيلم بممثلين قاموا بأدوار شخصيات ظهرت في لوحات فان غوغ. واختار فريق العمل الفنانين المشاركين في الفيلم من بين أربعة آلاف فنان تقدموا للمشاركة وتلقوا تدريبا مكثفا ليتمكنوا من إعادة إنتاج أعماله الفنية. وقال ويلتشمن “على الرغم من أننا استعنا بأفضل رسامي اللوحات الزيتية إلا أن أسلوب فنسنت الذي يبدو سهلا جدا أثبت أنه صعب الإتقان”. ويركّز الفيلم الذي تكلّف إنتاجه 5.5 ملايين دولار على الأسابيع الأخيرة من حياة فان غوغ قبل موته في عام 1890 في فرنسا وهو في السابعة والثلاثين من عمره منتحرا بطلق ناري. وقالت كوبيلا عما تريد للجمهور أن يعرفه من الفيلم “أودهم أن يفكروا في أن هناك المزيد في قصته أكثر من أنه جن أو قطع أذنه وأنه كان عبقريا لرسمه كل تلك اللوحات المدهشة الزاخرة بالألوان التي تباع بالكثير من الأموال”. وعرضت إدارة مهرجان الجونة السينمائي الذي انتظم، مؤخرا، بمدينة الغردقة المصرية ضمن فعاليات دورته الأولى، هذا الفيلم، حيث نقلت مشاهده المتفرج إلى أحداث خيالية مقتبسة من الواقع، من خلال شاب يحاول التحقيق في مقتل فان غوغ، الذي كان صديقا لوالده ساعي البريد. وتأتي أحداث الفيلم على هامش ما انتشر من أخبار حول انتحار الرسام الهولندي بطلق ناري، بينما لم يقتنع الشاب أنه مات منتحرا خاصة أن الطلق في منطقة البطن، على عكس حالات الانتحار الأشهر، والتي يكون الطلق فيها في الرأس أو الفم على حد قول أحد الأطباء ضمن مشاهد الفيلم. وخلال رحلة البحث التي يظهر فيها الأبطال على شكل رسوم داخل اللوحات، تتكشف البعض من الحقائق حول حياة فان غوغ، ومرضه وغيرها من الأمور التي تؤكد أن حياته لم تكن سعيدة. كما كشفت أحداث الفيلم أن فان غوغ أطلق النار على نفسه بغرض الانتحار، كما أن هناك خيوطا أخرى في الحكاية تدعو المشاهد إلى التفكير في الأمر أكثر من مرة. وتجدر الإشارة، إلى أن العديد من النظريات شخصت تصرفات فان غوغ بالجنون، وأخرى ربطتها بتعاطيه للكحول، وصولا إلى معركة دموية مع صديقه الفنان بول غوغان.
مشاركة :