أكد خطباء المنابر الحسينية في الليلة التاسعة لإحياء ذكرى عاشوراء واستشهاد الامام الحسين على أهمية موقعة الطفَّ باعتبارها مُلهمة لكل الثائرين في وجه الظلم الساعين إلى العدالة والحق والاستقامة. وفي الحسينية الكاظمية (البكاي) بمنطقة الشعب فسر خطيب المنبر الحسيني الشيخ أحمد العجمي الآية الكريمة «واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم»، بالقول إن «المقصود بكلمة الفتنة التي وردت في سياق الآية الكريمة هو الاختبار»، مضيفاً ان «الله يمنح الإنسان المال والبنين ليرى كيف يستعمل هذه الطاقة، هل يستعملها في طريق الخير أم في طريق الشر». وأضاف العجمي ان «الله حبب إلينا شهوة الرغبة في إنجاب الأولاد، لأن الإنسان حريص على استمرار بقاء ذكره في الدنيا عن طريق نسله»، مبيناً أن الإنسان الذي يرغب في تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال عليه أن يضمن لهم مستقبلاً مشرفاً، وعليه بعد أن يمنحه الله الأولاد أن يعلمهم ويربيهم تربية حسنة ويزودهم بمعرفة الله سبحانه وتعالى. وذكر أن «للأولاد حقاً على آبائهم قبل الولادة وبعد الولادة، فمن حق الابناء على آبائهم قبل الولادة أن يختاروا لهم رحماً طاهراً لأم صالحة حتى يفتخر بها الابن، بعد ذلك تعلمه وتزوده بمعرفة خالقه وأسس دينه، أما في ما يتعلق بحقهم بعد الولادة فهو شيء يختص باختيار اسم حسن خصوصاً وأن هناك تأثيرا للاسم على المولود». وتطرق إلى سرد المواقف والأحاديث التي تُظهر تربية ائمة آل البيت لأبنائهم للسير على النهج القويم ليعلوا كلمة الله في الأرض. وسرد العجمي جزءاً من تفاصيل المواقف التي تعرض لها الإمام الحسين عليه السلام قبل موقعة كربلاء، مستعرضاً بطولة علي الأكبر ابن الامام الحسين قبل مقتله عندما كان يدافع عن أبيه. وفي الحسينية العباسية استكمل الشيخ فاضل المالكي حديثه عن البحث الخاص بأحكام بيت الزوجية، قائلا إن هذه الأحكام أوضحها القرآن الكريم والسنة النبوية، وكذلك نجدها واضحة أيضا لدى أئمة آل البيت سواء في أقوالهم أو أفعالهم. وأوضح المالكي سر قيمومة الرجل على المرأة ومبرراتها، مبيناً أن قيمومة الرجل على المرأة ليست مطلقة وإنما مقيدة، وحدود الطاعة بين الرجل وزوجته، مبينا «ان الطاعة لدى الرجل تعني الالتزام بالأوامر والنواهي التي تصدر عنه الخاصة بحدود بيت الزوجة». وأشار المالكي إلى دور المرأة في كربلاء سواء كانت من نساء آل البيت أو نساء الأنصار وكيف كنّ قدوة لنساء العالمين، وكيف قدمن أبناءهن فداء لنصرة الحسين والدفاع عن الحق. وسرد المالكي بطولة علي الأكبر ومواقفه مع أبيه الامام الحسين، وقال ان علي الأكبر أكثر الناس شبها وخلقا برسولنا الكريم وان مواقفه وبطولاته أكثر من أن تذكر.
مشاركة :