كوريا الشمالية تتعلّم من أبو ظبي إدارة العلاقات السياسيةاعتقالات الكتّاب والدعاة في السعودية تثبت قمع المُحاصرينالسعودية تنفق أموالاً طائلة على الأسلحة بدلاً من التنميةدول الحصار تواصل ترديد المعلومات المزورةتحقيقات FBI أكدت اختراق وكالة الأنباء القطرية الدوحة - الراية: أكد سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة أن قطر ما زالت مُلتزمة بضمان عدم انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي لجميع المستهلكين بسبب عدم تأثر الأوضاع السياسية الراهنة بالحصار الحالي الذي تفرضه الدول المجاورة لها. مشيراً إلى أن قطر ما زالت هي المصدر الرئيسي في العالم للغاز الطبيعي المسال. منوهاً بأن اليابان وكوريا الجنوبية والهند من أكبر زبائنها. وقال سعادته: إن قطر مُلتزمة باتفاقياتها الدولية، مُؤكداً أن قطر تضع ضمن أولوياتها الالتزام بالاتفاقيات التي تبرمها، مشيراً إلى اتهام الدول المُحاصرة لقطر بالإرهاب بدون تقديم أي دليل، رغم أنها ما زالت تتعامل مع قطر، متسائلاً، كيف لتلك الدول أن تتهمنا بتمويل الإرهاب وهي تدفع لنا أموالاً مقابل الحصول على الطاقة؟. جاء ذلك خلال استضافة سعادته بالمعهد الملكي الكانو (The Elcano Royal Institute) في مقره بالعاصمة الإسبانية مدريد في ندوة نظّمتها مجموعة العمل في المعهد الملكي المعنية بالطاقة والتغيّر المناخي، بحضور سعادة السيد محمد جهام الكواري سفير دولة قطر لدى إسبانيا، ورئيس مجلس إدارة المعهد الملكي الدكتور ايميلو دي ايسبينوسا ونخبة من الخبراء والباحثين في المعهد. وأكد سعادته أن قطر اتخذت إجراءات ضمنت عدم تأثرها باستيفاء كافة التزاماتها لتصدير الغاز إثر ما لحق بقطر جرّاء الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن الإمارات وهي إحدى الدول المُحاصرة لقطر ما زالت تحصل على إمداداتها للطاقة من الغاز المسال حيث تلبي قطر 30% من احتياجات الإمارات من الطاقة. وأضاف العطية أن قطر تتمتع بقوة اقتصادية ومكانة عالمية في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وهذا ما اتضح مع رفع قطر لسقف إنتاج الغاز المسال من 77 إلى 100 مليون طن سنوياً، بالإضافة لِمَا تتمتع به الدولة من قدرة تصديرية ضخمة للغاز إلى جميع أنحاء العالم، وبالتزامن مع الأزمة الخليجية، المتمثلة بقرار دول الحصار في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، والتشكيك في قدرتها على الاستمرار في ضخ ونقل الغاز للعالم، فإن قطر تجاوزت هذه التشكيكات عبر ما تمتلكه الدولة من أسطول بحري ضخم يمكن أن يمد أي بقعة بالعالم بالغاز المسال، وهذا ما يمكن أن يُبقي قطر على عرش منتجي ومُصدّري الغاز المسال في العالم. وفي الحلقة التي ترأسها رئيس مجلس إدارة المعهد، أجاب سعادة العطية على عدد من الأسئلة. وحول الدور الذي تؤديه منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) في نظام النفط الجديد، قال العطية: إن المنظمة لعبت منذ نشأتها دوراً هاماً بحفاظها على التوازن في أسواق الطاقة من خلال العرض والطلب، وتفادي إغراق السوق بالنفط. وقد كانت المنظمة تعمل على إمداد السوق بحوالي 60% من الإنتاج العالمي، إلا أن وضع المنظمة الحالي لم يَعد زاهراً، إذ لم تعد تملك القدرة على التحكم بالسوق، حيث انخفضت نسبة قدرتها على إمداد السوق لنسبة تصل إلى أقل من 33%. وفي رد على سؤال رئيس الجلسة حول تنامي الطلب العالمي على مختلف أنواع الطاقة، قال العطية: إن هناك تزايداً في وتيرة الطلب العالمي على الطاقة بسبب النمو الاقتصادي والسكاني؛ خاصة في الاقتصادات الناشئة الكبيرة مثل الهند والصين. وأضاف العطية قائلاً: إن العالم في حاجة ماسّة لتنويع مصادر الطاقة من خلال استغلال الإمكانات المتاحة لاستخدام جميع أنواع الطاقة النظيفة والمتجدّدة وبنسب متفاوته والتي ستكون - بلا شك - البديل المستقبلي للوقود الأحفوري والمتمثلة في أنواع الطاقة التالية: الشمسية، النووية، والغاز المسال. وفي السياق ذاته استعرض العطية جهود مؤسسته غير الربحية المعنية بطرح رؤى مستقلة، حول القضايا التي تؤثر على صناعة الطاقة والتنمية المستدامة لتتماشى المؤسسة مع متغيّرات الطاقة ومفاهيم الاستدامة، كما تضطلع بدور بارز بتواصلها مع المؤسسات ذات العلاقة لوضع الحلول المقترحة سواء على شكل أبحاث أو دراسات أو مؤتمرات للمتغيّرات العالية في شؤون الطاقة وموضوعات الاستدامة. والجدير بالذكر، أن «الكانو» معهد خاص يتبع الرئاسة الملكية الإسبانية، وهو مركز بحوث «Think Tank» للدراسات الدولية والإستراتيجية، والذي يهدف إلى توفير وتجديد الأفكار لخدمة المسؤولين السياسيين ومديري المؤسسات العامة والخاصة، وتوجيه الرأي العام. ويتألف مجلس إدارته من شخصيات بارزة في المجتمع الإسباني ذات علاقة بالسياسة الخارجية، والشركات الكبيرة، إضافة إلى عدة وزارات منها وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع، ووزارة التعليم والثقافة والرياضة، ووزارة الاقتصاد والقدرة التنافسية، كما يتمتع المعهد بقسم خاص بالعالم العربي، حيث يقوم بدراسة آخر المستجدات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في العالم العربي والإسلامي. ووجهت الدعوة إلى سعادة العطية للمشاركة في الحلقة نقاشية التي ضمّت أيضاً شخصيات عالمية في مجال صناعة الطاقة. إذ يعتبر العطية من الشخصيات البارزة دولياً في شؤون الطاقة والاستدامة، حيث يتمتع بعضوية عدد من مجالس إدارات لعدد من الجهات الدولية المعنية بشؤون الطاقة والتعاون الدولي، كما أنه عمل في حقل الطاقة والصناعة لما يربو عن 40 عاماً تبوأ من خلالها العديد من المناصب القيادية بدولة قطر، من خلال عمله كنائب لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للطاقة والصناعة وكرئيس لمجلس قطر للبترول سابقاً. حفل غداء وعلى هامش الجلسة الحوارية، أقام السفير القطري لدى إسبانيا سعادة السيد محمد جهام الكواري حفل غداء على شرف سعادة عبدالله بن حمد العطية، وبحضور نخبة من الإعلامين الإسبان وممثلي المراكز البحثية المرموقة في إسبانيا.. وكالة الأنباء الإسبانية، جامعة إليكانتي للدراسات العربية والإسلامية، المركز الدولي للسلام بطليطلة، معهد ألكانو الملكي للدراسات والأبحاث، الإذاعة الدولية الإسبانية، وصحيفة إلماندو. وقد أجاب سعادة عبد الله العطية على العديد من الأسئلة التي تركزت حول الأزمة الراهنة التي يشهدها الخليج، وتطرّق العطية في حديثه لبدايات الأزمة التي اشتعل فتيلها في منتصف الليل باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ووضع حديث نُسب زوراً إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وبرغم التأكيدات من قبل الجهات الرسمية القطرية المعنية على أن التصريحات ملفّقة إلا أن دول الحصار واصلت في ترديد المعلومات المزورة وقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وغلق الحدود البحرية والجوية والبرية، فيما بدا أنه أمر مدبّر ومخطط له مسبقاً. وأشار سعادته إلى أن الاختراق أكدّته وكالة التحقيقات الفدرالية الأمريكية FBI، وقد طالبنا بالإضافة لأشقائنا في دولة الكويت وسلطنة عُمان دول الحصار بتقديم الأدلة التي تثبت صحة ادعاءاتهم حول تمويل قطر للإرهاب، إلا أن تلك الدول لم تقدّم سوى مزيد من الاتهامات التي لا تُبنى على أي دليل يسند صحة أقوالهم. وقد أدى هذا الحصار إلى العديد من الآثار السلبية التي طالت الشعوب، حيث قطعت الأواصر العائلية بين الأرحام، وأجبرت أصحاب جنسيات دول الأزمة على مغادرة قطر وإنهاء أعمالهم ودراستهم، بينما حرصت دولة قطر على عدم اتخاذ أي قرار من شأنه الإضرار بأفراد الدول المُحاصرة على جميع الصعد، وهو ما أكسب قطر تعاطفاً دولياً لعدالة قضيتها وعدالة الإجراءات التي اتخذتها. الإمارات وقال العطية: ومن الغريب أن الإمارات وهي إحدى الدول المُحاصرة التي تتهم قطر بالإرهاب ما زالت تتعاون معنا اقتصادياً وتستورد الغاز من قطر، فكيف تتهمون قطر بدعم وتمويل الإرهاب ثم تعطونها المال مقابل اتفاقيات اقتصادية؟. وأشار العطية إلى أن بإمكان كوريا الشمالية أن تتعلّم من أبو ظبي فنون إدارة العلاقات السياسية. وأضاف العطية أن السعودية والإمارات أصدرتا قوانين تجرّم إبداء التعاطف مع دولة قطر، وأن السعودية أصدرت قانوناً جديداً يقضي بالسجن لأي شخص يُخالف الأوامر الملكية، وهو ما ظهر جلياً في الاعتقالات الأخيرة التي طالت عدداً من الكتّاب والأكاديميين والدعاة، في دلالة واضحة على أن تلك الدول أصبحت دولاً قمعية تفرض رأياً واحداً، في حين تم استخدام قطر كبش فداء لاتهام أي شخص لا يسير على هوى السلطة، على أنه يسير في صف العدو قطر، وهي إشارات واضحة إلى أنه لا صوت يمكن أن يعلو في تلك الدول بغير ما تفرضه أو تقوله السلطة. ومضى يقول: وفي حين تتبدى العديد من الإشكاليات الداخلية التي تواجه التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية فإننا نجدها تصرف أموالاً طائلة، بشراء الأسلحة والدخول في دوامة الأزمة اليمنية عوضاً عن أن تستثمر تلك الأموال في تعزيز اقتصاديات التنمية في السعودية. وأكد العطية أنه من المؤسف أن تقوم السلطات السعودية بتسييس مدينة مكة التي تعد مكاناً مقدّساً للمسلمين، حيث يتم فرض عوائق على الجنسيات التي تختلف معها السعودية سياسياً، إلا أنه يجب أن تكون مكة بعيدة كل البعد عن جميع الخلافات السياسية، وأن لا يتم استخدامها كورقة تحكّم بمشاعر الشعوب الدينية، وتبدّى هذا التحكم من خلال طرد السلطات السعودية للمعتمرين القطريين، فما ذنب هؤلاء أن يتم منعهم وطردهم من هذا المكان المقدّس؟.
مشاركة :