يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة خمس دول آسيوية في نوفمبر المقبل، فيما تبدو رحلة ماراثونية ستركز بشكل كبير على جهوده الرامية إلى مواجهة كوريا الشمالية، بسبب برامجها النووية وصواريخها الباليستية. ويظهر جدول رحلة ترامب مروره بقوى محورية في شمال شرق آسيا، تشمل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، والتي التقى الرئيس الأميركي زعماءها عدداً من المرات بالفعل منذ دخوله البيت الأبيض، في محاولة لوضع استراتيجية لزيادة الضغوط على بيونج يانج. وسيشارك الرئيس أيضاً في مؤتمرات أمنية واقتصادية إقليمية في كل من فيتنام والفلبين. ومن بين القادة الذين سيلتقيهم ترامب أثناء رحلته، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي من المتوقع أن يحضر منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في مدينة «دا ناج» الفيتنامية. وسيعقد الرئيس الأميركي أيضاً اجتماعات ثنائية مع الرئيس الصيني «شي جين بينج»، ورئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» والرئيس الكوري الجنوبي «مون جا - إن». ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيعقد اجتماعات ثنائية مع الزعيمين الفيتنامي والفلبيني، خصوصاً أن الرئيس الفلبيني «رودريجو دوتيريت»، الذي يستضيف قمة «رابطة دول جنوب شرق آسيا» في مانيلا، يتعرض لانتقادات دولية بسبب حملة بلاده القاسية على تجارة المخدرات، والتي أسفرت عن قتل الآلاف من دون محاكمة. وأثنى ترامب على حرب «دويتريت» على المخدرات في اتصال هاتفي بينهما أبريل الماضي، سعى خلاله الرئيس الأميركي إلى ضم نظيره الفلبيني لمجموعة ضغط على الصين لكي تمارس بدورها مزيداً من الضغوط على كوريا الشمالية. وأعلن البيت الأبيض في بيان إعلانه عن الرحلة، أن لقاءات ترامب من شأنها أن تعزز التصميم الدولي في مواجهة تهديد كوريا الشمالية، وضمان نزع الأسلحة النووية بشكل كامل وموثوق ولا يمكن الرجوع عنه من شبه الجزيرة الكورية. وأعلن ترامب الأسبوع الماضي، أنه وقع خطة عمل تنفيذية تمنح وزارة الخزانة الأميركية سلطة أكبر في فرض عقوبات على الشركات الأجنبية والأفراد الذين يقومون بأنشطة تجارية مع كوريا الشمالية، في محاولة لقطع التمويل الذي يمكن أن يستخدمه نظام «كيم جونج أون» في برامجه التسليحية. وجاءت تلك الخطوة في أعقاب خطاب ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي هدد فيه بتدمير الشمال تدميراً كاملاً إذا تطلب الأمر، وأشار بتهكم إلى كيم ب«الرجل الصاروخ». وفي خطاب مباشر نادر، انتقد كيم ترامب، وأوضح أن بيونج يانج تعتبر أن خطاب الرئيس الأميركي يرقى إلى إعلان الحرب، وهو اتهام رفضه البيت الأبيض. وفي رحلته إلى آسيا، من المتوقع أيضاً أن يركز ترامب على الاقتصاد والتجارة، وقد أوضح بالفعل أن إدارته تعتزم محاولة إعادة التفاوض على اتفاق تجاري ثنائي مع كوريا الجنوبية كان قد وقعه الرئيس باراك أوباما في عام 2011. ووصف وزير الخارجية في كوريا الجنوبية «كانج كيونج وا»، أثناء ظهور في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ذلك أن إعادة التفاوض على الاتفاق التجاري بأنه «أداة اقتصادية تعيق مستقبلاً مزدهراً ومسالماً». *صحفي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
مشاركة :