فئة كبيرة من المغاربة مع حلول عاشوراء، على تزيين موائد الأكل المغربية بأصناف مختلفة ومتوارثة من الطعام، كالفواكه المجففة والحمص والتمور. ويتم استقبال الضيوف، كما تُوزع الأطعمة ذاتها على الأطفال في بعض الأحياء الشعبية تحت مسمى حق بابا عيشور. ولا يكتمل الاحتفال عند المغاربة دون طبق الكسكس المغربي بالقديد (لحم مملح) الذي يحتفظ به منذ عيد الأضحى خصيصا لطهيه في هذا اليوم، وطبق الرفيسة بالدجاج (طعام من خبز مفتوت ومرق). ويبرز في البوادي المغربية والأحياء الشعبية طقس احتفالي مبتهج، يتمثل في إيقاد شعالة (شعلة) عاشوراء. وللشباب طقوس أيضا، إذ يشعل بعضهم النار باستخدام أغصان الأشجار، على وقع ترديد أهازيج شعبية من قبيل “عيشوري عيشوري دليت عليك شعوري”، في جو احتفالي يجتمع فيه الأطفال بكثرة. ويشهد يوم عاشوراء الذي يسميه المغاربة بـ”يوم زمزم”، معارك مرحة لتبادل الرش بالماء، وينخرط فيها أهل الأحياء الشعبية؛ رجالا ونساء وأطفالا. ومياه زمزم عاشوراء عبارة عن مياه عادية، إلا أنها تقرن بهذا الاسم لإضفاء نوع من القداسة الدينية الخاصة. وتبرز في يوم عاشوراء شخصية بابا عيشور الأسطورية، ويختلف اسمها من منطقة إلى أخرى في المغرب دون أي معرفة لأصلها أو الشخص المقصود بها. ولوحظ في السنوات الأخيرة تجسيد هذه الشخصية التراثية الافتراضية في بعض المدن، إذ يرتدي أشخاص ملابس تقليدية يطغى عليها اللونان الأزرق والبرتقالي. ويرمز اللون الأزرق إلى الماء الذي يحضر بقوة في هذه المناسبة، بينما يرمز البرتقالي إلى النار المعروفة في احتفالات شعالة. وتتمثل ملابس شخصية بابا عيشور في سروال فضفاض يظهر أسفله الخف (حذاء) التقليدي، ويغطى بالقفطان فالسلهام الأنيق (العباءة)، في حين تعلو رأسه قبعة عالية مزركشة، إضافة إلى المحفظة والعكاز. ويبقى عاشوراء في المغرب يوما مميزا بالنسبة إلى الأطفال، بعد أن توارث المغاربة اقتناء الدمى والألعاب لأطفالهم كمظهر من مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة. وقال كريم الغندوري، بائع ألعاب أطفال بالعاصمة الرباط، إن غالبية الآباء يفضّلون اقتناء مسدّسات الماء لأطفالهم الذكور في هذه المناسبة. أما الإناث فيفضّلون الدمى، في حين تُقبل النساء على شراء الآلات الإيقاعية التقليدية، مضيفا أن “كل الآلات الموسيقية مصنوع محليا ويرغب الناس في شرائه خاصة في عاشوراء”.
مشاركة :