الوفاء لمن يستحق الوفاء في ذكرى الوفاء

  • 10/2/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

الرثاء السابع عشر..أجدد كل عام في اليوم الثاني من شهر أكتوبر الذي يصادف اليوم الاثنين الثاني من شهر أكتوبر لهذا العام 2017 حزني وألمي وحسرتي على راحلة غالية وعزيزة على نفسي راسخة في قلبي وذاكرتي أكتب رثاءها السنوي منذ انتقالها إلى رحمة الله بسعادة الحزن وهذه السعادة الحزينة التي لا يعرفها إلا من عاش سعادة الفرح في حياة من شاركته السعادة في حياتها لتتحول هذه السعادة المفرحة عندي إلى سعادة الحزن بعد الوفاة .إنني أسبح بأفكاري بسعادة الحزن لإبعاد سعادة الفرح عني في هذا الفضاء الواسع في هذه الحياة الفانية التي فقدت العيش في بريقها وجمالها وحلاوتها مثل عيش باقي البشر بسعادة الفرح في هذا العالم المترامي الأطراف الذي يعيش فيه السعيد والحزين .ونصيبي ورصيدي في هذه الحياة هبة السماء ورب العالمين ولدين صالحين تربيا على الوفاء والإخلاص في بر الوالدين فالحمد والشكر لك يا رب العالمين على هذه النعمة الأبوية .وأنا اخترت الحزن الذي يلازمني في جميع أوقاتي بأن يظل مخزون في قلبي وذاكرتي أحتفظ به لنفسي ولا أظهره للآخرين إلا مرة واحدة في السنة من خلال كتابة الرثاء السنوي ونشره إعلامياً لا لكي ألفت نظر الآخرين والقراء إليه ولا لكي يشاركوني حزني أبداً فمشاركتهم التي لا ترجع الغائب الأبدي ولا تخفف حزني ولكن ملتزم بالوفاء لأعبر عن وفائي لمن يستحق الوفاء من خلال تسجيل هذه الذكرى المؤلمة في دفتر ذكرياتي على مدى الأعوام السابقة فأرجو المعذرة من القارئ الكريم.  فلا الحزن يدني للعليل شفاءهولا الهم للمكلوم لو طال نافعوأنّى يفيد القول بعد وقوعها فكل مقال في المقادير ضائع ومع ذلك أنا مع هذا الشعر المعبر في أمور الحياة بالنسبة للبعض غيري أما أنا لي رأي في مفردات ومعاني هذين البيتين من الشعر برأيي الحزين  .إن الشعور بموت إنسان عزيز وغالٍ يمر قبل تأكيد انتقاله إلى رحمة الله تعالى بعدة مراحل أهمها على الإطلاق الحزن والألم والبكاء والإيمان بقضاء الله وقدره الذي يحيي ويميت .لذلك أن تسلحي بهذا الإيمان الرباني قد رافق الدمع الغزير المحبوس في عيوني ولا يظهر للآخرين والذي ينساب كالدم في عروقي وأردد دائما لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .إن الوفاء لمن يستحق الوفاء مصداقية لكل إنسان يقدر ويعترف بأن أجمل ما في الحياة لمن كان وفياً لك أن ترد له جميله بوفائه لك في حياته أن يظل وفاؤك له راسخاً في قلبك وذاكرتك بعد وفاته وهذا هو الوفاء الصادق الأمين الذي ليس مبنيا على المصالح والمجاملات في حياة من قدم الوفاء لك في حياته وتتناسى وفاءه بعد وفاته لأنه في نظرك لا يعرف إن كنت وفياً له أو انتهى وفاءك له لأنه غائب عن هذه الدنيا لتبين وفاءك له .إنني لست من هذا النوع من الناس وإن كانت الدنيا لا تخلو من الأوفياء الذين يظلون أوفياء لمن يستحق الوفاء بعد مماتهم .لذلك أنا أظل وفياً بكتابة الرثاء السنوي أسجل في ذاكرتي وفي دفتر سجل ذكرياتي ليكون شاهداً على وفائي الأبدي .وأنا هنا لا أعطي دروساً في الوفاء فهناك من أقدر مني بذلك ولكنني مجرد رأي أطرحه قد يقبله البعض أو يتحفظ عليه البعض الآخر أو يرفضه من لا يقتنع بكلامي عن الوفاء لأن في رأيه الذي رحل عن هذه الدنيا لا يعرف من كان ولا يزال وفياً له ولذلك لا ينفعه لمثل هذه الكلمات التي تدغدغ مشاعر القارئ ولا تفيده بشيء وهذه الآراء أحترمها وأقدرها .بس خلوني يا جماعة الخير أعيش مع ذكرياتي ووفائي بكتابة رثائي السنوي وهذا الكلام لمن يحب الانتقاد والذي لا يعنيه بشيء أبداً كتابة مثل هذا الرثاء وأنا لا أهذي بكتابتي ولا أقول إلا الكلمات التي ترضيني وأرتاح لها وتعودت عليها وهذا هو ديدني في حياتي منذ فراق رفيقة الدرب في صباح يوم الثلاثاء الثاني من شهر أكتوبر عام 2001.ولأدعهم يقولون ما يقولون فأنا ماضٍ في وفائي مع احترامي وتقديري لآرائكم قراء أعزاء وأصدقاء .فإلى جنة الخلد يا رفيقة الدرب أم عبد الله وفهد والرحمة الواسعة لك بإذن الله تعالى .وإنا لله وإنا إليه راجعونبدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com

مشاركة :