أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، أن اختيار الإمارات ضيف شرف بمعرض عمّان الدولي للكتاب، في الدورة السابعة عشرة والذي يقام تحت رعاية الملك عبد الله الثاني بن الحسين، شاهد على العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط والصلات الأخوية بين البلدين، وتعزيز لأواصر المحبة التي تجمع بين قيادتيهما الحكيمة وشعبيهما العزيزين، كما أن هذا الاختيار الذي نثمّنه من المملكة الأردنية الهاشمية يأتي نتيجة لما تشهده دولة الإمارات الآن من حراك ملحوظ ومميز بالقطاع الثقافي على الساحتين العربية والدولية، وتأكيد لمكانة الإمارات المتميزة عالمياً.وأضاف أن المشهد الثقافي في البلدين الشقيقين ينطلق من رؤية ترتكز على بث روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام والوئام، لافتاً إلى أن مشاركة الإمارات ضيف شرف، مناسبة طيبة لإطلاع الجمهور الأردني على جوانب مختلفة من ثقافة الإمارات في هذه التظاهرة السنوية، بجانب التعرف إلى المثقفين الإماراتيين، ومد مزيد من الجسور الثقافية بينهما.وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك أن استضافة الإمارات، يأتي امتداداً طبيعياً للثقافة العربية، وإبرازاً للمستوى المتميز لعلاقات التعاون والشراكة التاريخية والفريدة التي تجمع البلدين الشقيقين في مختلف الميادين، موضحاً أن الثقافتين الإماراتية والأردنية ليستا في معزل عن بعضهما بعضاً، بل تشتركان في مكوناتهما وتصدران من مشكاة واحدة، لافتاً إلى أن المشاركة في هذا العام ترسيخ ودعم للعلاقات القديمة بين البلدين لكل ما من شأنه الرفع من آفاق التعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين.ولفت وزير الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن عمق العلاقات الإماراتية الأردنية التاريخية، تجسدت في العديد من أوجه الشراكة والتعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية منذ عشرات السنين، وأن استمرار هذه العلاقات دلالة على أهميتها للبلدين، كما أن علاقات البلدين القديمة والحديثة تشهد منذ نشأتِها، تطورات إيجابية مستمرة، فقد توسعت العلاقات الاقتصادية، وتعمقت العلاقات السياسية، والحال كذلك في العلاقات الثقافية والتعليمية، بجانب التبادل المستمر بين البلدين، في النشاطات الثقافية والفنية على السواء، واليوم نضيف حلقة جديدة من سلسلة التعاون الثقافي المشترك.وأشار إلى أن معارض الكتاب الدولية أصبحت ملتقيات ثقافية، لا تقل أهمية عن المؤتمرات السياسية والاجتماعات الدولية التي تجتمع فيها مختلف النخب من دول متعددة وأمم مختلفة، لذا تحرص وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على المشاركة في أغلب المعارض الدولية لما تجده من دعم ورعاية كريمة من القيادة الرشيدة بالدولة في المشاركة، مؤكداً أن اختيار الإمارات ضيف شرف بأي معرض كتاب في العالم يعدّ مسؤولية كبيرة نحملها على عاتقنا، بل إنها تشكل ثقلاً ومسؤوليات متعددة يحكمها المكان والمكانة العالمية التي تتمتع بها الإمارات الآن على كافة المستويات والقطاعات.وقال الشيخ نهيان بن مبارك: إن معرض عمّان للكتاب يعد من ضمن أهم وأكبر الأحداث الأدبية والثقافية في المنطقة العربية، حيث يجمع مئات دور النشر من مختلف أنحاء العالم تحت سقف واحد، ويوفر فرصة ثمينة لعرض المنتج الثقافي من كتب وفكر وحضارة، تلعب دوراً بارزاً في التأثير في العالمين العربي والغربي وبالتأكيد فإن مشاركة الإمارات ضيف شرف في المعرض تعد إنجازاً جديداً يضاف إلى الإنجازات التي حققها القطاع الثقافي بالدولة، لأن المشاركة ليست مشاركة كتاب، وإنما مشاركة فكر وثقافة دولة، وإبراز للحركة الثقافية الإماراتية، بما يشمل ذلك الكتّاب والمبدعين الذين يشاركون في هذا التألق الثقافي في المجالات الإبداعية كافة، من رواية وفن وشعر وإصدارات للأطفال إلى غيرها من المجالات الأخرى في الإدارة والاقتصاد والسياسة والترجمة.ووصف المشاركة الإماراتية في المعرض بأنها نافذة لتطوير العلاقات بين البلدين في حدث ثقافي كبير ومهم، لتصبح الثقافة الإماراتية جزءاً من الوعي الفكري في المملكة الأردنية والعالم العربي، بجانب إتاحة الفرصة للناشرين الإماراتيين لترويج إصداراتهم في كافة أرجاء العالم من خلال تواجدهم في المعرض مع مئات الناشرين من مختلف دول العالم.ولفت الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن إدارة المعرض قرّرت تخصيص أيام للاحتفاء بالثقافة الإماراتية وإبراز مكامن قوتها وسعة تنوعها وتوجهاتها الإنسانية، ويتضمن البرنامج المخصص لذلك سلسلة من الندوات والنقاشات وورش العمل التي تهدف إلى فتح أبواب التعاون والتواصل بين الناشرين والمترجمين الإماراتيين والأردنيين.
مشاركة :