تحول استفتاء كاتالونيا، أمس، إلى ساحة للمواجهات بين قوات الأمن الإسبانية والمتظاهرين المصوتين في الاستفتاء، مخلفاً ما لا يقل عن 460 جريحاً بينما أعلن رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوى، أنه لم يتم إجراء الاستفتاء فى كاتالونيا، مؤكداً أن استخدام القوة لم يكن مفرطا. واقتحمت شرطة مكافحة الشغب الإسبانية مراكز اقتراع في أنحاء الإقليم، وصادرت صناديق اقتراع وأوراق تصويت وحاولت منع إجراء الاستفتاء على الانفصال وإحكام سلطتها على الإقليم، حيث أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أنها أغلقت 92 مركز اقتراع، موضحة أنه تم اعتقال 3 أشخاص على خلفية الاشتباكات. وصادر عناصر مكافحة الشغب صناديق الاقتراع وهاجموا المتظاهرين الذين توجهوا إلى مراكز التصويت بينما أكد وأطلقت قوات مكافحة الشغب طلقات تحذيرية ثم دوى الرصاص المطاطي في أرجاء المدينة مؤذناً بتغير حاد في الأجواء. وأفاد عمدة برشلونة بأن 460 شخصاً أصيبوا في إقليم كاتالونيا خلال الاشتباكات مع الشرطة الإسبانية. وبدأ النهار في برشلونة، أمس، بتجمعات كبيرة لناشطين يريدون الدفاع عن الاستفتاء. وتجمع مئات من سكان برشلونة أمام مكاتب الاقتراع منذ الصباح الباكر، في حين كان آخرون يعودون من سهرة نهاية الأسبوع. وأعدت حكومة كاتالونيا سراً لمدة أربعة أسابيع لهذا الاستحقاق الذي حظرته المحكمة الدستورية الإسبانية، متجاهلة تحذيرات حكومة ماريانو راخوي. ومنذ الفجر طرح آلاف من سكان كاتالونيا من جيرونا إلى برشلونة ومن مانريسا إلى فيغويراس، تحدياً لا سابق له على الدولة الإسبانية. وهتفوا بصوت واحد «فوتاريم» (سنصوت). مصادرة الصناديق وفي ظل الموقف الحرج للشرطة الكاتالونية التي وجدت نفسها ممزقة بين واجب الطاعة للسلطة المركزية وقربها من الأهالي، تولت قوات الشرطة الوطنية والحرس المدني الأمر. ومن برشلونة إلى جيرونا معقل رئيس كاتالونيا كارلس بيغديمونت التي تقع على بعد 70 كيلومتراً شمالاً، تدخلت قوات الأمن لمنع التصويت. وحاصر الحرس المدني المركز الرياضي الذي كان من المقرر أن يصوت فيه رئيس كاتالونيا، ودفعت الناس ثم كسرت الأبواب وصادرت صناديق الاقتراع. وفي برشلونة كانت مشاهد مشابهة تدور بحسب رواية مارك كاراسكو (52 عاماً) المكلف مكتب الاقتراع في رامون لول، والذي بدا عليه الغضب. وقال كاراسكو: «أخذوا معهم ستة أو سبعة صناديق اقتراع.. دخلوا بعد أن هشموا الباب.. كنا في الداخل نردد النشيد الكاتالوني حين سمعنا قرعاً قوياً على الباب». بدوره، قال جون ماروري (22 عاماً-مسعف)، إن الشرطيين حاولوا تفريقهم بطلقات تحذيرية «وحين رؤوا أن ذلك لم ينفع استخدموا هذا»، مشيرا إلى رصاص مطاطي. وأضاف أن الشارع كان يغص بالناس، نحو 500 شخص. الرئيس يندد في هذه الأجواء، ندد رئيس كاتالونيا كارلس بيغديمونت، بما وصفه «العنف غير المبرر». وقال «إن الاستخدام غير المبرر وغير المعقول وغير المسؤول للعنف من جانب الدولة الإسبانية، لن يوقف إرادة الكاتالونيين». وأكدت أجهزته أن 73 في المئة من مكاتب الاقتراع ظلت مفتوحة. وصوت نجم فريق كرة القدم ببرشلونة جيرار بيكي، وأعلن ذلك في تغريدة. وعند مشارف حرم ثانوية مهنية، حيث استمر تصويت مئات من سكان برشلونة من كافة الأعمار، أقام متظاهرون حاجزاً من الأسيجة وألواح الخشب وأكياس الإسمنت.
مشاركة :