بمناسبة اليوم الوطني، ووسط حضور مميز من المثقفين والفنانين والمهتمين، استضاف بولفار الذي يتميز بتصميمه المعماري الفريد من نوعه، المعرض التشكيلي للفنانة السعودية الرائدة صفية بن زقر. وتأتي هذه الخطوة في إطار الاحتفاء المتواصل بالفنانة صفية بن زقر التي نالت وسام الملك عبدالعزيز خلال مهرجان الجنادرية 2016. كما حازت على الكثير من الجوائز كجائزة كأس ودبلوم دي إكسيلانس من جرولادورا عام 1982 في إيطاليا، كذلك شهادات تقدير عدة ودروع تكريم لإنجازاتها الفنية الثرية. وتعتبر صفية بن زقر من الرواد في الفن التشكيلي السعودي، بل من المؤسسين للحركة التشكيلية السعودية. ولدت في عام 1940 بحارة الشام في جدة القديمة، واشتهرت بتوثيقها في رسوماتها للفلكلور، والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة، وأسهمت في نقل الثقافة والحضارة المميزة للمجتمع السعودي في شتى أنحاء العالم. وقد أعرب محمد السعيدي عن اعتزاز إدارة بولفار باستضافة هذا المعرض الذي تختزل رسوماته تاريخ الملابس التراثية في المملكة خلال العقود الماضية. وقال: «تم تصميم بولفار بحيث يكون الوجهة المثالية لاحتضان مختلف الملتقيات والفعاليات الثقافية والمعارض الفنية. ومن خلال مجموعة جاداته، يتيح بولفار تجربة فريدة من نوعها لكل الزوار، إذ إنه الوجهة الأولى لعشاق الأناقة والرقي والجمال ضمن ييئة خلاقة وملهمة تتوافق مع ألاسلوب الفاخر لحياتهم حتى في أدق التفاصيل». وسعت الفنانة صفية بن زقر، من أجل الحفاظ على التراث الاجتماعي عبر تأسيس الدارة التي تحمل اسمها لعرض أعمالها ومقتنياتها بشكل دائم، وإيجاد مكتبة فنية أدبية داخل الدارة، مجهزة بجميع التسهيلات والمستلزمات. وأعربت عن شكرها وتقديرها لإدارة بولفار على هذا الاحتفاء الجميل برسوماتها التي تحمل عبق التاريخ العريق، وإتاحة الفرصة للاطلاع على هذه الحقبة الجميلة لمدينة جدة وتراثها من خلال هذا المعرض الذي يتوافق تماماً مع تصميم بولفار مما أضفى البعد الجمالي على المعرض. وقالت صفية بن زقر: «نحو 50 عاماً ما بين معرضي الشخصي الأول الذي كان عام 1968 بجدة، وهذا المعرض اليوم. وخلال هذه العقود الخمسة تواصل العطاء الذي تم تتويجه بوسام الملك عبدالعزيز هذا العام 2017 وأنا سعيدة اليوم غاية السعادة وأنا أتلمس حب الناس لهذه الرسومات التي سجلت التاريخ وحافظت عليه من الاندثار». وتعتبر لوحة «الزبون» أحد أشهر اللوحات المعروفة للفنانة صفية بن زقر التي رسمتها لتعبر عن زي الزبون الذي ترتديه المرأة الحجازية في المنطقة الغربية. وقد أطلق على هذه اللوحة خلال عرضها في باريس عام 1980 اسم «موناليزا الحجاز»، وأصبحت أيقونة تمثل المرأة الحجازية خاصة والمرأة العربية عامة. وتم إطلاق هذا المعرض في حفلة خاصة يوم ٢٠ أيلول (سبتمبر) واستمر في استقبال الزوار إلى ٣٠ من سبتمبر، وكانت الدعوة عامة للجميع.
مشاركة :