ليسوا وحدهم الذين يحمون الفضيلة!!

  • 8/19/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

يحلو لبعض الناس وصف أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحماة الفضيلة، كناية عن كونهم يحمون الأخلاق الفاضلة من أن يخدشها سلوك خاطئ أو تصرف غير سليم، وهذا الوصف، فضلا عن كونه أصاب بعض العاملين في الهيئة بنوع من الغرور والتعالي واللامبالاة إلى حد أنهم صاروا يبررون تجاوزاتهم على حق الغير بحجة (حماية الفضيلة)، فضلا عن ذلك، هذا الوصف ضيق مجال الفضيلة فجعلها محصورة في الأعمال التي تقوم بها الهيئة فقط، فأعطى انطباعا أن غيرها من الأعمال يقع خارج حرم الفضيلة. ولا أدري إن كان أولئك الواصفون لرجال الهيئة بحماة الفضيلة، قد عرفوا مفهوم الفضيلة على حقيقته أم هم اكتفوا بمفهومها الخاص عندهم؟ فما هي الفضيلة التي يقصدون؟ هل يقصدون أن الفضيلة تنحصر في المهام التي يقوم بها أعضاء الهيئة مثل مكافحة البغاء والمتاجرة بالخمر، وإلزام النساء بالحجاب وحظر الاختلاط بين الجنسين ومطاردة الشباب الذين يضايقون النساء أحيانا في بعض الأماكن العامة، إضافة إلى ما استجد في الآونة الأخيرة من مهام كقضايا ابتزاز النساء، وأعمال (الحفر والتنقيب) واستخراج الأعمال السحرية المدفونة في قاع البحار والآبار وأعماق الأرض؟ لكن الفضيلة ليست محصورة في هذه المهام وحدها، الفضيلة أكبر من ذلك وأوسع وأعم. الفضيلة ضد الرذيلة، والرذائل عديدة لا حصر لها، الرذائل ليست محصورة فقط في الزنا وشرب الخمر والتبذل والسفور، الرذائل تتمثل أيضا في مسالك أخرى مثل غش الناس في الأسواق والمطاعم والمتاجر المختلفة، ومثل الاختلاس والسرقة والرشوة وجرائم القتل والظلم والتعدي على حق الآخر وتهريب المخدرات والأسلحة، وتسلل المجرمين والإرهابيين عبر الحدود، والإساءة إلى أمن الوطن وخيانته، وتأليب الناس ونشر الفتنة بينهم بإيقاظ الطائفية والعنصرية والمذهبية، وغيرها كثير من أشكال الرذيلة، التي هي ضد الفضيلة، أفلا تعد مكافحتها (هي أيضا) حماية للفضيلة؟ إن لم تعد حماية للفضيلة فماذا تعد إذن؟ قصر صفة (حماية الفضيلة) على الهيئة يجعل الرذائل المسندة مكافحتها إلى جهات غير الهيئة، تبدو كأنها لا علاقة لها بانتهاك الفضيلة أو مناقضتها. إن من بين أفراد الشرطة ومكافحي تهريب المخدرات وحماة الحدود ومراقبي البلدية من فقد حياته أو تعرض للأذى، في سبيل مكافحة تلك الرذائل، أفليس من النكران عدم إدراجهم ضمن حماة الفضيلة؟ أليس من الجحود حرمان العاملين في الشرطة والفرق الأمنية والداخلية والبلدية وأمثالهم من الذين يسهمون في حماية المجتمع من الرذائل بكل أشكالها، أليس من الجحود عدم إدراجهم ضمن حماة الفضيلة، وقصر ذلك اللقب على العاملين في الهيئة وحدهم؟

مشاركة :