تشهد محافظتنا الغالية (الأفلاج)، حالة غريبة، لا يوجد لها تفسير، فمع وقوع حادثة ناجمة عن أخطاء كارثية، يدفع الأبرياء، أروحهم ثمناً لها، نفاجأ في اليوم التالي بخروج المسؤولين، لتبرير هذه الأخطاء المميتة، بتبريرات غير منطقية، لا يمكن للعقل استيعابها. ومن بين تلك الحوادث المتعددة والمتكررة، توقفت أمام واقعتين، الأولى حدثت منذ عدة أشهر، عندما تسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى اﻷفلاج العام، في وفاة مسن، وتأثر عشرات المرضي، وهي الحادثة التي لا يمكن تبريرها، والتغاضي عن الإهمال التي تسبب فيها، إلا أن مسؤولي المستشفي لم يلتفتوا إلى كل ذلك، وصبوا كل اهتمامهم على إيجاد مبررات لخطئهم، فقالوا إن المسن ـرحمه الله عليه- توفي قبل انقطاع التيار بدقائق، دون أن يلتفتوا إلى دور انقطاع التيار وتوقف الأجهزة في الوفاة بعد قضاء الله وقدره، ولم يعترف أي منهم بتقصيره، وهو المنهج ذاته التي استخدمه المسؤولون خلال تعاطيهم مع العديد من الأخطاء المتكررة، في بعض الجهات الأخرى، وراحوا يرقعونها بمبررات واهية، وبعيدة كل البعد عن المنطق. الواقعة الثانية التي أثارت استغرابي، هي تعليق بلدية البديع، حول أسباب الحادثة الدامية التي وقعت مساء أمس اﻷول، مخلفة حالتي وفاة وثلاثة مصابين، حيث راحت البلدية تبرر الحادثة بتبريرات متناقضة، عندما قالت إنالحادثة وقعت عند المطبات، وإن سببها هو السرعة الزائدة، وبدلا من أن يكلفوا أنفسهم جهد الاعتراف، أن المطبات هي العائق اﻷول والمسبب الثاني، سارعوا بالتبرير وتبرئة أنفسهم بالتأكيد على أن هذه المطبات قديمة، في محاولة لإلصاق المسؤولية على من كان قبلهم، واكتفوا بتحميل السرعة الزائدة مسؤولية الحادثة، وهو الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات ومنها لماذا لم تقع الحادثة بالخرفة؟ ولماذا لم يجرؤ مسؤولو بلدية البديع ويقولوا طالبنا من الجهات المسؤولة كذا، وكذا، ولم تُنفِّذ؟ والسؤال الأهم: أليس من اﻷفضل أن يعترفوا بأن المطبات تفتقر لإرشادات السلامة؟ بدلا من التسبب في زيادة أعداد الضحايا، سواء كانوا آباءًينتظرهم أطفالهم، أو مغتربين يتلهفون لرؤية ذويهم، على طرق تفتقر لوسائل السلامة الرئيسية، ما زال المسؤولون يرونها وكأنها تتزين بجميع إرشادات السلامة اﻷساسية. بل إن السؤال الذي يجول بذهني، وأختتم به حديثي لعلي أجد إجابته عن المسؤولين هو، لماذا توارى أغلب تلك المطبات الصناعية عن اﻷنظار عند زيارة أحد كبار المسؤولين للمحافظة؟ إن الله يعلم أن ما ذكرته في هذه السطور، هي مجرد دق لأجراس الإنذار أمام المسؤولين، لا هدف آخر لي من ورائه، من تصفية حسابات أو حقد على أحد أو غير ذلك، وإنما هو هاجس سيطر على ذهني فحرك أناملي وخطه قلمي، ربما أكون فيه مخطئا أو مصيبا. مسلّم الهواملة رابط الخبر بصحيفة الوئام: مسؤولو الأفلاج.. ومبررات الأخطاء القاتلة
مشاركة :