سعاد عبدالله تقود «قافلة الفن» في مخيم الفاعور

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعربت الفنانة سعاد عبدالله عن سعادتها بزيارة الأطفال اللاجئين السوريين في مخيم الفاعور، وقالت إنها لن تتردد في زيارتهم ثانية. احتفلت مؤسسة لوياك بانتهاء الفصل الأول للأطفال السوريين اللاجئين في مخيم الفاعور، حيث انتظم عشرات الأطفال في ثلاثة فصول لتعليم فنون الدراما والرسم والموسيقى لمدة ثلاثة أشهر. أقيم الاحتفال بحضور الفنانة سعاد عبدالله، ورئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف، ضمن وفد كويتي ضم أكثر من عشرين عضواً من شباب «لوياك»، إضافة إلى عدد من الشخصيات المتطوعة. وقدم الأطفال خلال الاحتفال بعض الفقرات المسرحية التي شاركوا في تأليفها واستلهامها من القصص العالمي، مثل: «ليلى والذئب»، كما قدموا مجموعة من الأغاني لكبار الفنانين، وعلى رأسهم سيد درويش وفيروز، حيث شدا الأطفال بأغنيات، مثل: «قمرة يا قمرة» و»طلعت يا محلا نورها»، بمصاحبة أستاذ الموسيقى تمام، الذي شاركهم العزف على العود. وفي الختام، قام الحضور بجولة بمعرض الرسومات التي نفذها الأولاد بإشراف أحمد، كارول ومروى، واتسمت أعمالهم بالاحتفاء بموتيفات البيت والشجر والسماء والشمس واللون الأخضر، للتعبير عن أملهم بالعودة إلى الوطن، إضافة إلى بعض الأشغال الفنية واليدوية. وخلال الاحتفال، عبَّرت الفنانة سعاد عبدالله عن سعادتها بزيارة مخيم الفاعور على الحدود اللبنانية- السورية، وأكدت أن «هذا العمل الإنساني يعود على الإنسان نفسه بالراحة والشعور الإيجابي، لأنه أسعد أطفالا دمرتهم الحرب والبعد عن بيوتهم، وبعضهم فقد أبويه». وأضافت: «أؤمن دائماً بفكرة التطوع، وترسيخ القيم الإنسانية، عن طريق الفن، لذلك دائماً أدعم كل أنشطة لوياك، لأنها تشجع أولادنا على فعل الخير بالمطلق، ودون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين، فالبشر جميعا سواسية، وأي إنسان قد يمر بما مر به المواطن السوري». وتابعت: «هذه أول مرة أزور مخيما للاجئين، وفي اليوم الأول للزيارة تأثرت واختنقت بالدموع، وأنا أرى وأسمع قصص اللاجئين، مثل أم برهان، العجوز التي فقدت ابنها، وأصبحت قعيدة وتعيش مع سبعة أحفاد تركهم لها. والحمد لله، بفضل لوياك لم ينقطع الأمل، ورأيت بنفسي الجهد الجبار الذي قاموا به، كي يشعر الأطفال بالأمن والأمل والإيجابية، وتدربيهم على الرسم والموسيقى والتشكيل. وأعجبني ما قدموه في حفل الختام». وعما إذا كانت تفكر في زيارة المخيم مرة أخرى، قالت: بالتأكيد، ارتبطت عاطفيا بالأولاد، وعرفوا اسمي وعرفت أسماءهم، وسأكون حريصة على زيارتهم مرة أخرى، ومد يد العون لهم، ودعوة أصدقائي للمشاركة معي لإسعادهم، خصوصا أن الشتاء على الأبواب، وسيكون قاسيا عليهم. من جانبها، قالت رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف: «نعمل منذ شهور طويلة على هؤلاء الأطفال، وأشكر جميع المتبرعين والداعمين لنا في لوياك، لأنهم ساعدونا في تجهيز ثلاثة كرافانات، وتخصيصها للفصول الدراسية، وكذلك تجهيز مكان مغطى للعب والبروفات والأنشطة المختلفة». وأضافت: عندما بدأنا العمل هنا رأينا مدى السوء الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال المحرومون من كل شيء تقريبا، بما ذلك التعليم، وحاولنا مساعدتهم على تجاوز صدمة الحرب، وتعويدهم على الانتظام في دراسة لها طابع فني، كبداية، ونطمح في الفترة المقبلة إلى إضافة فصلين آخرين لتعليمهم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، بما يعينهم على مواجهة الحياة. وعن كيفية انطلاق العمل في المخيم، أوضحت مديرة «لوياك- لبنان»، سالي حمود: «عندما تعرفنا على المخيم لأول مرة شعرنا بالحزن، للوضع الذي تعيش فيه نحو 70 أسرة سورية وأكثر من 120 طفلا منذ أكثر من خمس سنوات. وقد ساعدت زينة فياض هؤلاء اللاجئين في إقامة الخيام بأرض تعود ملكيتها لأسرتها، وواجهنا صعوبات كبيرة في تدريب الأطفال وتشجيعهم على الانتظام في الدراسة». وأردفت: «من رأى هؤلاء الأطفال قبل ثلاثة أشهر لن يصدق الجهد الذي بذلناه، بمشاركة فريق كبير من المتطوعين من لبنان والكويت، ونطمح إلى تطوير المشروع، ليشمل تعليمهم القراءة والكتابة، وتوفير احتياجاتهم الإنسانية والصحية». وأكدت سالي أن الأطفال بالمناطق المنكوبة بالحروب يتعرضون لعنف نفسي لا يقل عن العنف الجسدي، مشيرة إلى دور الفنون وقدرتها على علاج ضحايا العنف النفسي، متمنية مساهمة المزيد من الداعمين والمتبرعين، لتوفير مناخ نفسي صحي للأطفال اللاجئين السوريين يساعدهم على تجاوز أزماتهم النفسية، وينشر البهجة في قلوبهم، ويمهد لهم محيطاً آمناً. وقد عبَّر الأهالي عن سعادتهم الكبيرة بما قامت به «لوياك»، ووجهوا الشكر للكويت وأهلها على مساندتهم ودعمهم الدائم لهم، وتمنوا أن تنتهي الحرب قريبا كي يعودوا إلى وطنهم.

مشاركة :