دبي:حمدي سعد أكدت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لمكتب مدينة دبي الذكية، أن زخم المبادرات الحكومية للتحول للاقتصاد الرقمي والحكومة والمدينة الذكية تجعل من الإمارات الوجهة الأولى للمهارات التقنية على مستوى المنطقة عامة ودول الخليج خاصة. وأضافت أن المبادرات الرقمية لمدينة دبي الذكية، التي تأتي في سياق التحول الرقمي التي تشهدها الإمارات جعلت من دبي أشهر مدن المنطقة في استقطاب أصحاب المهارات الرقمية في القطاعين الحكومي والخاص، مشيرة إلى استعداد «دبي الذكية» في العمل مع الشركات العاملة بقطاع التوظيف للمساعدة في إعداد دراسات عن سوق الوظائف في الإمارات. قالت عائشة بن نشر في تصريحات على هامش مؤتمر صحفي في دبي أمس للإعلان عن نتائج دراسة مشتركة أجراها مركز الفكر بشركة «ستراتيجي&» بالشراكة مع «لينكدإن»: إن الإمارات تعزز موقعها الإقليمي والخليجي في الطلب على الوظائف الرقمية بفعل مبادرات من بينها «X10» و«المسرعات الحكومية»، فضلاً عن العديد من المبادرات التي أطلقتها العديد من الجهات الحكومية تحت مظلة «دبي الذكية» التي تواكب تحول الإمارات للاقتصاد المعرفي. وأوضحت أن قطاع التعليم لديه العديد من المبادرات والمساقات الرامية إلى رفد سوق العمل بمهارات رقمية محلية وذلك للوفاء بالطلب المتنامي على هذه الوظائف في الإمارات.وأشارت بن بشر إلى أن القطاع الحكومي غير معادلة الطلب على الوظائف الرقمية كون القطاع الحكومي لديه استراتيجية واضحة للتحول الرقمي، مقارنة بالقطاع الخاص الذي كان يقود الطلب على الوظائف الرقمية سابقاً.وكشفت نتائج الدراسة أنه على دول مجلس التعاون الخليجي الارتقاء بمستوى الفعالية الاقتصادية بالاعتماد على الرقمنة سعيًا لتحقيق خططها الوطنية الطموحة، ولذلك، فهي تحتاج إلى بناء قوى عاملة رقمية ماهرة وقادرة على التكيف. ووفقًا للدراسة الصادرة بعنوان «تمكين القوى العاملة الرقمية في دول مجلس التعاون الخليجي: بناء مهارات قادرة على التكيف في العصر الرقمي»، تُعد نسبة الوظائف الرقمية من إجمالي القوى العاملة في دول الخليج منخفضة مقارنة بدول العالم. وأشارت الدراسة إلى أن سوق الوظائف الرقمية الخليجي حالياً لا تُمثل سوى 1.7% من إجمالي القوى العاملة في دول الخليج، مقارنة بنسبة 5.4% من إجمالي القوى العاملة في الاتحاد الأوروبي التي تعمل في وظائف مماثلة. وذكرت الدراسة أنه، في حال وصلت المنطقة بحلول 2025 إلى نفس النسبة من الوظائف الرقمية التي حققها الاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر، حينئذ يمكن خلق ما يقرب من 1.3 مليون وظيفة جديدة.وأوضحت الدراسة مدى ارتفاع وتيرة العمل الحر عالمياً، مدفوعًا بالعصر الرقمي الذي يمنح الأفراد قدرة أكبر على التحكم بوقت ووتيرة العمل، لذا فإن هناك نحو 3.9 مليون امرأة وشاب غير منتجين في دول الخليج، يُمكن لبعضهم الاستفادة من العمل الحر الرقمي. وأظهرت وجود فجوة خليجية في المهارات الرقمية الأكثر طلباً من قبل أصحاب العمل في جميع القطاعات مثل التحليل الإحصائي، واستخراج البيانات، وتصميم الخوارزميات، وبنية الإنترنت، فيما ذكرت الدراسة أن معظم الشباب الخليجي مازالوا يفضلون العمل التقليدي في القطاع العام لما يوفره لهم الأمن الوظيفي والرواتب العالية.وأكدت الدراسة حاجة دول الخليج لبناء قوى عاملة رقمية ماهرة، فضلاً عن تركيز جهودها على تطوير المهارات الرقمية داخل الأوساط الأكاديمية من خلال المناهج علاوةً على ذلك، ينبغي تحفيز مواطني دول الخليج، بدءًا من سن مبكرة، لاستكشاف المهن الرقمية.وقال علي مطر، رئيس حلول المواهب في لينكدإن لأسواق النمو، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا: بحسب تقرير «لينكدإن» عن توجهات التوظيف في المنطقة وشمال إفريقيا 2017 وبالنظر إلى أهمّ المهارات التي يكثر الطلب عليها حالياً من قبل أرباب العمل في الإمارات سنجد أنّ 6 من أصل 10 وظائف هذه السنة تتعلق بالتكنولوجيا فهذه الوظائف سيكثر الطلب عليها العام 2017. وأضاف مطر أن منصة «لينكدإن» وفرت العام 2016 في الإمارات نحو 16 ألف وظيفة 60% منها كانت تتطلب مهارات تقنية من المتقدمين للحصول على الوظائف.وأضاف مطر أن منصة لينكدإن في الإمارات تضم حالياً أكثر من 3 ملايين مهني من أكثر من 24 مليون مهني مسجل على المنصة في المنطقة ككل، ما يعني أن الإمارات وكما كشفت دراسة سابقة تعد الأولى إقليمياً في استقطاب الكفاءات المهنية. وأوضح مطر أن الدراسة كشفت عن أن المهارات الأكثر نموًا بين المحترفين الرقميين في دول الخليج تتركز على مبيعات التقنية وتوزيعها.تحديات السوق الخليجيذكرت الدراسة أن سوق العمل الرقمي الخليجي يواجه تحديات بين العرض والطلب، فمن منظور توفير الكفاءات الرقمية، لا يواكب نظام التعليم في الخليج التطورات التقنية.ومن حيث الطلب، أظهرت الدراسة وجود مستويات منخفضة من الرقمنة في المنطقة، فعلى سبيل المثال، تستخدم 18% فقط من الشركات تقنية الحوسبة السحابية، ما يُقيد فرص العمل للمحترفين الرقميين على الصعيد المحلي. وقالت ميليسا رزق، العضو في مركز الفكر، وهو المركز البحثي في ستراتيجي& الشرق الأوسط،: «إن الوظائف الرقمية أكثر قابلية للتكيف في مواجهة الابتكار التقني، ويمكن أن تدعم ثقافة عمل أكثر مرونة مما يسمح بالعمل الحر والعمل عن بعد.وقال سامر بحصلي، شريك في ستراتيجي & ورئيس قطاع الأعمال الرقمية والتقنية ومنصة الرقمنة بمنطقة الشرق الأوسط: «تحتاج دول الخليج إلى صقل مهارات القوى العاملة باستمرار لاستيعاب أحدث التقنيات في ظل تطور القطاع الرقمي بشكل دائم بفضل التقنيات الجديدة الناشئة التي تعيد تحديد آلية تنفيذ الأعمال، وهي حالة ليست سائدة في الوظائف التقليدية».
مشاركة :