جيمس كوك.. أول مستكشف يصل إلى أطراف ألاسكا

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:عبير حسين لم يستسلم طفلاً، لضيق حال أسرته وفقرها، ولم يقنع، صبياً بالعمل في محل بيع للخردوات، وطارد شاباً حلمه الإبحار حول العالم، فتطوع لدى البحرية الملكية البريطانية، وأظهر نبوغاً وعبقرية في مسح المسطحات المائية ورسم خرائط دقيقة لها، إضافة إلى شغفه الفطري بحركة الكواكب وموقع الأرض منها، ليصبح بعدها جيمس كوك أحد أهم وأشهر المستكشفين البريطانيين في عصر التوسع الاستعماري منتصف القرن الثامن عشر، وليصبح أول إنسان يصل في مثل هذا اليوم من العام 1776 إلى أطراف آلاسكا بالقرب من المحيط المتجمد الشمالي، ولتكتب هذه الرحلة نهاية غير متوقعة لمستكشف وعالم ورسام خرائط وبحار محترف سجلت باسمه أهم الاكتشافات في المحيط الهادي. انطلق كوك في أولى رحلاته البحرية 1768 معتمداً على حركة كوكب الزهرة ومروره بين الأرض والشمس، فنجح خلالها في رسم أولى الخرائط الدقيقة لسواحل شرق أستراليا ونيوزيلند، وأثبت أنهما غير متصلتين بالقارة الجنوبية الأسطورية التي كان العثور عليها حلم كل المستكشفين. وفي رحلته الثانية في العام 1772 أبحر كوك لجمع المزيد من المعلومات عن القارة الجنوبية، وتوغل كثيراً داخل المحيط المتجمد الجنوبي، وأصبحت بعثته هي أول سفن في العالم تعبر الدائرة القطبية الجنوبية قبل أن يجبرها الضباب والجليد على العودة، وعلى الرغم من أن قدم كوك لم تطأ أرض «انتاركتيكا» إلا أنه كان أول من استنتج بشكل صحيح أنها القارة الجنوبية التي يبحث عنها الجميع.أما بعثته الثالثة فقد التمست طريقها عبر أمريكا الشمالية إلى الأطلنطي منتصف العام 1776 ومعه السفينتان «رزوايوشن» و«ديسكفري»، وطاف حول رأس الرجاء الصالح، ووصل بر تاهيتي، وانطلق شمالا حتى وقع على أعظم كشوفه، وهي جزر هاواي التي كان الملاح الإسباني خوان جيتانو قد شاهدها من قبل في 1555، ولكن أوروبا تجاهلتها بعد ذلك لأكثر من قرنين. واصل كوك الرحلة إلى الشمال الشرقي ووصل إلى ما يعرف اليوم بولاية أوريجون، ومسح ساحل أمريكا الشمالية إلى «مضيق بيرنج» وحتى الحدود الشمالية لآلسكا. واستمر كوك في تقدمه حتى أعاقه جدار جليدي يرتفع اثني عشر قدماً فوق البحر ويمتد إلى آخر ما يصل إليه بصره فأعتبره حاجزاً جليدياً لا يمكن اختراقه. عاد كوك إلى هاواي بعد أن أخفق في بحثه عن ممر شمالي شرقي عبر أمريكا. وهناك لقي مصرعه بعد سرقة السكان المحليين لقارب من قوارب السفينة «ديسكفري»، فخرج بعدها وعدد من رجاله ليسترده، فنجحوا في استرداد القارب، ولكن الأهالي الحانقين أحاطوا بكوك وأوسعوه ضرباً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة (14 فبراير/‏ شباط 1779)، وكان في الحادية والخمسين من عمره.تعرفت قارة أوروبا بعد ذلك بسنوات إلى «آلاسكا» عبر حملة للقوات البحرية الروسية بقيادة فيتوس بيرنغ وتأسست أول مستعمرة أوروبية هناك في العام 1784.

مشاركة :