باشرت القوات الإيرانية والعراقية، أمس، مناورات عسكرية مشتركة في العراق، بمشاركة دروع ومشاة على بعد 250 متراً فقط من حدود إقليم كردستان، فيما دعت الحكومة العراقية حكومة الإقليم إلى وقف «الاستفزاز» في المناطق المتنازع عليها، بينما أعربت الجامعة العربية عن استعدادها للمساهمة في حل أزمة استفتاء الإقليم. وفي التفاصيل، قال مدير جمارك معبر باشماخ في مدينة السليمانية، شاخوان أبوبكر، «بدأت القوات الإيرانية والعراقية مناورات على بعد 250 متراً من الحدود إقليم كردستان». وأكد المسؤول الكردي مشاركة أنواع مختلفة من الدروع والدبابات والمشاة في المناورات، وقال «أستطيع رؤية القوات العراقية وهم يرتدون الزي الأسود، وقوات إيرانية كبيرة ترافقها جرافات لفتح الطرق وشق الخنادق». والملابس السوداء تشير إلى أن الفرق المشاركة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب، وحدات النخبة التي تعد أفضل القوات العراقية تدريباً وتجهيزاً. من جهته، أعلن الجيش الإيراني على موقعه الرسمي تنظيم مناورات مشتركة، بمشاركة وحدات من القوات المسلحة الإيرانية والعراقية في المنطقة الحدودية، مشيراً إلى «مشاركة وحدات مدرعة ووحدة مدفعية وطائرات من دون طيار والطيران». ويفيد خبراء بأنها أول مناورات عسكرية مشتركة بين إيران والعراق منذ الثورة في إيران عام 1979. يأتي ذلك في وقت دعا المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، في بيان، أمس، السلطات الكردية إلى «إيقاف التصعيد والاستفزاز» في المناطق المتنازع عليها، التي سيطر عليها الأكراد بعد يونيو 2014، مجدداً الطلب من الإقليم إلغاء نتائج الاستفتاء، والدخول في حوار جاد مع بغداد. وقال الحديثي «على الإقليم إيقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها من قبل الإقليم». كما أكد المتحدث «ضرورة قيام الإقليم بإلغاء نتائج الاستفتاء المخالف للدستور، ومن ثم الدخول في حوار جاد لتعزيز وحدة العراق». من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، عن استعداد الجامعة للاضطلاع بأي دور ممكن لتسهيل نزع فتيل الأزمة في العراق، والعمل على إيجاد حلول لها في إطار احترام الدستور العراقي ووحدة العراق. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه أبوالغيط ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أول من أمس، حيث أكد أبوالغيط، خلال الاتصال، حرص الجامعة على وحدة العراق واستقراره، وتشجيع أبنائه على الحوار في ما بينهم من أجل حل أية مشكلات أو خلافات.
مشاركة :