نجح مهرجان بريدة للتمور أن يحرك اقتصاد منطقة القصيم خلال موسم الصيف، واجتذب اهتمام المستثمرين سواء في المنطقة أو خارجها، بعد أن بدأ في استقبال شحنات (طعام الشتاء والصيف)، وهو ما شد المتابعين لهذا السوق الفريد في منطقة الخليج العربي، فيحسب لمهرجان بريدة للتمور أنه فتح الأسواق المحيطة لمنتج محلي بعد أن كانت المنطقة تعتمد على زراعة القمح وكادت تفقد (نفسها الفلاحي). المهرجان شكّل منصة تسويقية اجتذب المزارعين والمستثمرين على صعيد واحد، و تمثل صفقات الشراء الكبرى لمزارع النخيل في المنطقة صورة واضحة عن حجم الاستثمار والتصاعد الاقتصادي، فضلا عن ضخ استثمارات أخرى في تحسين الجودة واستقطاب الأنواع المختلفة من التمور. التنافس الاقتصادي في سوق بريدة للتمور دفع كثيرا من الشباب إلى العمل في كل مجالات هذه السوق على أسس اقتصادية من خلال التركيز على تقليل التكاليف، وترشيد المياه، وابتكار طرق جديدة لمتابعة النخلة لمدة أكثر من عام لحين جني (خرف) محصولها. وعلى هذا عرف القائمون على المهرجان تنظيم عمليات الشراء والبيع وفق آليات واضحة ومشجعة، وتهيئة الأجواء للشباب للدخول في الأنشطة المساندة مثل السمسرة (الدلالة)، التبريد، الحفظ، التغليف، والنقل. في كل هذه الأنشطة برع شبان سعوديون تحولوا مع الوقت إلى رجال أعمال، فتح لهم المهرجان آفاق العمل والإنتاجية في مهن مختلفة. نجاح المهرجان السنوي المتواصل كل عام خلال فترة الصيف يحسب لإمارة المنطقة وأمانتها التي تشرف وتنظم هذا المهرجان، والتي استحدثت في هذا العام إدارة متخصصة لرصد وتحليل كل أنواع التمور التي تدخل السوق، وأوقات دخولها، ووسائل دخولها، وأسعارها، وحتى نوعيات المشترين، وتحفظ هذه المعلومات في بنك المعلومات في المهرجان، لتكون متاحة للمهتمين بهذا الاستثمار، ودارسيه، والجهات الحكومية والأهلية المعنية بذلك.
مشاركة :