يؤكد مراقبون للأزمة الخليجية، أن الدول الأربع اليوم باتت تشكل صخرة صلبة على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصاً بعد أن انكشفت ألاعيب الدوحة ودورها في نشر التطرف والإرهاب في كل مكان. ويبين مراقبون أن السيناريو الأكثر واقعية في الحالة القطرية، هو العودة إلى الحوار الحقيقي من دون مراوغة، وكذلك قطع العلاقات مع كل من يستهدف أمن واستقرار المنطقة ودول الخليج، وفي مقدمتها إيران المتربصة بكل المنطقة. يقول الباحث والأكاديمي حسن حسن، المقيم في واشنطن، لـ«البيان» إن الأزمة القطرية باتت في عنق الزجاجة ولا بد من حسمها، ذلك أن الدول الأربع وصلت إلى قناعة أنه لا بد أن تغير قطر سلوكها الداعم التنظيمات الإرهابية التي تزعزع المنطقة، معتبراً أن تصميم هذه الدول على تغيير السلوك القطري أمر منطقي. وأضاف أن قرار الدول الأربع، لم يعد مرتبطاً بحل الأزمة القطرية بأية طريقة كانت، بل مرتبط بتجاوب قطر مع المطالب المطروحة، بمعنى أن عامل الوقت لحل الأزمة الخليجية مفتوح بالنسبة للدول الأربع. وأكد حسن بحسب معلومات «موثقة» أن الانفراج في الأزمة مرتبط بتغيير قطر بالكامل، مشيراً إلى أن الدول الأربع لن تقبل بأنصاف حلول في الأزمة، وأن لديها استراتيجية شاملة لمواجهة قطر. واعتبر أن الحل الوحيد في تلك الأزمة تغيير منهج قطر بالكامل، حتى يمكن التعايش مع هذه الدولة كجار يمكن الوثوق به في المستقبل، لافتاً إلى أن غياب قطر - من وجهة نظر الدول الأربع - لن يغير في الواقع الخليجي شيئاً، مؤكداً أن الدول الأربع أحرزت تقدماً في التعامل مع قطر وفق خطة ممنهجة ومدروسة وهي تؤتي ثمارها على أرض الواقع في العالم الغربي. ويرى مدير مركز السلام في جامعة أوكلاهوما د. جوشوا لانديس أن الحل الوحيد للأزمة، أن تعود قطر إلى الصف الخليجي من خلال الحوار على الطاولة والمصارحة في كل القضايا التي توقفت عندها الدول الأربع، خصوصاً فيما يتعلق بتمويل الإرهاب. وأضاف لانديس: لا بد للأزمة أن تنتهي، فهي ليست في صالح المنطقة وخصوصاً ليست في صالح قطر، لأنها في النهاية دولة صغيرة لا تستطيع مواجهة الدول الأربع التي ترى أن استقرار المنطقة بوقف تمويل الإرهاب، مؤكداً أن إيران لن تكون مفيدة لقطر بسبب طبيعة هذا النظام وعلاقته المتوترة مع الغرب. وشدد الباحث الأميركي في قضايا الشرق الأوسط على أن الحل يجب أن يكون ضمن الإطار الخليجي، لأن الدول الأخرى غير متضررة بالمعنى الاستراتيجي من هذه الأزمة، إلا أن خيارات قطر محدودة في هذه الأزمة. تحت الطاولة من جهته، رأى رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية د. محمد السلمي، أن العلاقات القطرية الإيرانية ليست حديثة عهد، بل قديمة وبتنسيق عالي المستوى عبر لجان عليا متبادلة، وكل ما في الأمر أن إجراءات الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب أظهرت هذه العلاقات فوق الطاولة بعد أن كانت تحتها، لافتاً إلى أن الحل الوحيد هو تجاوب قطر مع مطالب الدول الأربع. وأضاف إن النظام السياسي في قطر يجنح إلى إيران، وهي سياسة لا تريد مستقبلاً أفضل لقطر وأهلها، وأن إيران تفرح كثيراً بهذه السياسة القطرية، وستحاول من خلالها توسيع الهوة ولعب دور الشيطان، وتمجيد النظام السياسي في قطر لتحقيق غاياتها.
مشاركة :