تحدّث موقع FIFA.com مع موراي وسأله عن رأيه بخصوص المرشحين لنيل جوائز The Best من FIFA، وعن حبّه لكرة القدم، ومشواره لاحتلال المركز الأول في كرة المضرب. موقع FIFA.com: إلى أي مدى كنت على وشك أن تصبح لاعب لكرة القدم؟ آندي موراي: ليس للدرجة التي يتخيلّها البعض! طُلب مني العودة بعد الفترة التدريبية في صفوف رينجرز، إلا أنه كان من الصعوبة بمكان لعب كرة القدم والتنس في الوقت نفسه. فالرياضتان كانتا تفرضان معايير مختلفة بالنسبة إلى جسدي، وفي النهاية توجّب عليّ اختيار الرياضة الأكثر متعة بالنسبة لي والتي أقدّم فيها أداءاً أفضل. وبعد مناقشات مستفيضة، قررتُ أن كرة المضرب هي الرياضة التي أمتلك موهبتها فطرياً، وانتقلتُ إلى أسبانيا لخوض مسيرتي في هذه اللعبة، ولحسن الحظ، تبيّن أن ذلك كان القرار الصحيح! عندما قلتَ مؤخراً إنك تودّ "القيام بأمر ذي صلة بكرة القدم" عند اعتزالك كرة المضرب، هل هناك أي شيء محدّد يدور في ذهنك؟ليس لديّ أدنى فكرة! إني أجد الرياضة أمراً مثيراً للإهتمام حقاً، أحب المطالعة ومشاهدة كرة القدم والحديث عنها. ولذلك فإني في حال رغبتُ بالقيام بأمر آخر مختلف عن كرة المضرب وأشعر بشغف كبير إزاءه، فإني لربما أبحث عن شيء متعلّق بكرة القدم. إني مشجع لكرة القدم بخيال جامح، ولذلك ربما أحلم بأن أصبح مدرباً، لكن القيام بذلك على أرض الواقع هو أمر مختلف تماماً، وبطبيعة الحال ليس ذلك بالأمر السهل كما يظنّ الجميع. نشأتَ في برشلونة، هل زرت ملعب كامب نو كثيراً في صغرك؟ الإبتعاد عن الديار وأنا صغير، كان أمراً صعباً بالتأكيد، إلا أن الإقامة في مدينة مثل برشلونة، المشهورة بكرة القدم، إنما يجعل الأمور أكثر سهولة. كنتُ أنا وأصدقائي نذهب (إلى كامب نو) كثيراً، وقد حضرنا العديد من المباريات العظيمة. لا تزال إحداها حاضرة في ذاكرتي، وهي مواجهة برشلونة وإي سي ميلان في دوري أبطال أوروبا في موسم 2004-2005. سجّل رونالدينيو أحد أجمل الأهداف التي شاهدتها في حياتي من المدرجات، لا يزال الناس يتحدثون عن ذلك الهدف إلى الآن. قلت إنك لاعب لكرة القدم بخيال كبير، ما هي تشكيلة World11 بالنسبة لك لموسم 2016-2017؟جيانلويجي بوفون؛ وداني ألفيش، وسيرخيو راموس، وجورجيو كييليني، ومارسيلو؛ ونجولو كانتي، وتوني كروس، ولوكا مودريتش؛ وباولو ديبالا، وكريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي. جوائز The Best المرشحون لجائزة أفضل لاعب 2017 - كريستيانو رونالدو - ليونيل ميسي - نيمار pic.twitter.com/MUJAseTLvK — عربي - FIFA.com (@fifacom_ar) September 22, 2017 من برأيك يستحق الفوز بجائزة The Best من FIFA لأفضل لاعب، ولماذا؟يجب أن يكون كريستيانو رونالدو في المركز الأول، فقد فاز بالدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا، وسجّل عدداً مذهلاً من الأهداف في البطولتين بحيث ساعد فريقه على نيل تلك الألقاب. أعتقد أنه سجّل عشرة أهداف منذ الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا، وهو أمر لا يُصدّق. وماذا عن جائزة The Best من FIFA لأفضل مدرب للرجال؟من الصعب تجاوز زين الدين زيدان مع ريال مدريد: فقد فاز بلقب الدوري ودوري أبطال أوروبا، كما أنه النادي الأول الذي نال اللقب القاري في موسمين متعاقبين. مثل هذا المستوى من الأداء لا يحصل بالصدفة، ويتطلّب مدرباً استثنائياً يكون قادراً على تحفيز اللاعبين أسبوعاً تلو الآخر للحفاظ على هذا المستوى من الأداء. ومن ينال تصويتك على جائزة بوشكاش FIFA؟باعتباري أحد مشجعي نادي آرسنال، يجب أن يذهب صوتي لأوليفييه جيرو من تسديدة العقرب في مرمى كريستال بالاس. سجّل هنريك مخيتاريان هدفاً مشابهاً في الأسبوع السابق، إلا أني أعتقد أن زاوية وإيقاع الكرة عندما وصلت إلى جيرو جعلتا من هدفه أكثر إدهاشاً. بالنسبة إلى أولئك الذين بلغوا قمّة عطاءهم، هل لك أن تقدّم بعض الإضاءات عما يتطلّبه الأمر لكي يتبوأ المرء الصدارة، وتشرح التضحيات التي يتوجب القيام بها لبلوغ ذلك المركز؟تعيّن عليّ التضحية بالكثير لكي أبلغ القمة، فالأمر يتطلّب كمّاً هائلاً من التفاني والجهد الدؤوب، كما يتوجب أن يكون المرء شغوفاً بالرياضة التي يختارها ويحبّ ما يقوم به. عندما أعود بالذاكرة، ألاحظ أن والديّ قاما بالكثير من التضحيات لكي يجعلا من شقيقي ومنّي ما نحن عليه اليوم، سواء تعلّق الأمر بقيادة السيارة وقطع مسافات طويلة للوصول إلى منطقة من البلاد تشهد إقامة بطولة صغيرة، أو العمل لساعات طويلة من أجل تأمين الموارد الكافية لتدريبنا. كان من السهل بالنسبة لهما القول "ليس اليوم" أو "استقلّا الحافلة"، ولكنهما لم يقوما بذلك. بفضلهما أحتلّ اليوم هذه المكانة المميزة. هل تعتقد أن اعتلاء الصدارة في رياضات أخرى يتطلّب نفس الذهنية والحماس؟بالتأكيد، لكي يكون المرء هو الأفضل يتوجّب أن يؤمن بنفسه بغضّ النظر عن أي عامل آخر، ويتوجب كذلك أن يكون في قمّة التفاني. يتعيّن أن يستمر في تحسين الأداء، وألا يستكين بأنه وصل إلى القمّة. وحتى الآن، هناك جوانب أدائي يتوجّب عليّ تحسينها. ما هي النصيحة التي يمكن أن تتوجه بها إلى فتى أو فتاة عازمين على أن يكونا الأفضل في العالم في إحدى الرياضات، وكرة القدم أو كرة المضرب أو أي لعبة أخرى؟تحلّى دائماً بالإيمان أن في وسعك تحقيق أي هدف إن كرّست نفسك له. احرص على بذل 100 في المئة من طاقتك، والعمل بأقصى مستوى طاقة في كل ما تقوم به، ليس فقط بما يُمتعك، بل بكل شيء في الحياة. وتذكر دائماً أن الموهبة توصل المرء لمستوى معيّن، أما التدريب فلا غنى عنه أبداً.
مشاركة :