القاهرة: سها الشرقاوي* مدير مهرجان القاهرة: الأزمة الحقيقية أن بانوراما الفيلم الأجنبي ومهرجان قرطاج قبل «القاهرة»… و«دبي» بعده بأسبوعين أسابيع قليلة ويبدأ العد التنازلي لانطلاق الدورة التاسعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يصنف ضمن أهم 14 مهرجاناً دولياً، حيث مر بالكثير من الأزمات طوال السنوات الماضية ولم يجد من يحنو عليه أو يسانده، فيقام بأقل الإمكانيات، ورغم ذلك ظل صامداً محافظاً على مكانته وشموخه الدوليين. والدورة المقبلة للمهرجان ينتظر أن تواجه أزمات مالية أكثر من الدورات السابقة، خصوصاً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه. في المقابل، تم رصد ميزانية كبيرة للدورة الأولى لمهرجان «الجونة» السينمائي الذي أعلن عن انطلاقه منذ أيام في أحد المنتجعات المصرية المملوكة لأحد أكبر رجال الأعمال المصريين، في الفترة من 22 وحتى 29 سبتمبر (أيلول)، حيث ينوي رعاة المهرجان أن يكون مهرجانا عالميا على غرار مهرجان كان. ومن المنتظر أن تتجاوز قيمة الجائزة الواحدة 200 ألف دولار، مما جعل الكثير من الأعمال الفنية تغير وجهتها من القاهرة السينمائي إلى مهرجان الجونة السينمائي، بخلاف ذلك يلقى الجونة السينمائي دعما من الجميع خاصة الفنانين المصريين، أما مهرجان القاهرة السينمائي المقرر إقامته خلال الفترة من 21 إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل فهو «يتسول» الدعم من جميع الجهات ماليا ومعنويا. وهو ما يطرح سؤالاً: هل يسحب مهرجان الجونة البساط من القاهرة السينمائي؟ ويجيب على هذا السؤال الكاتب يوسف القعيد الذي بدأ كلامه برفضه للسؤال لقدم المهرجان قائلا إن مهرجان القاهرة السينمائي يرمز لمصر والمرتبط باسمها ولن يأتي مهرجان ينافسه أو يسحب منه البساط، مشيرا إلى أن الجونة مهرجان من ضمن المهرجانات الموجودة بمصر. وأوضح أن مهرجان القاهرة بدأ قبل بناء مدينة الجونة واعتبره العلامة المميزة لمصر، وقال: «أناشد الدولة المصرية أن تهتم بمهرجان القاهرة، وأن تضع له ميزانية تليق بمكانته التاريخية وأيضًا أن يهتم به فنانو مصر، ويلتف حوله الجميع لكي ينجح، وأي نجم عالمي تتم دعوته يحصل على أجر كبير، كما يحتاج إلى عقل يفكر في رؤية جديدة في كل دوره تقام». ويتفق مع هذا الناقد كمال رمزي قائلا: «لا توجد منافسة مع مهرجان القاهرة السينمائي وهو الذي يعبر عن مصر أمام المهرجانات الدولية، أما مهرجان الجونة فيعتبر كأي مهرجان يقام داخل مصر ويوجد مهرجانات أخرى كثيرة منها مهرجان الإسكندرية والإسماعيلية وغيرهما، لكن سيظل القاهرة السينمائي هو المهرجان المعترف به دوليا، ورصد ميزانية كبيرة للمهرجانات لا يعطيه الحق في أن يكون لديه تاريخ ورغم أن الميزانية مهمة، لكنها ليست الأهم فيوجد معايير أخرى». أما الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ39 فيقول: «تاريخ مهرجان القاهرة يصل إلى 39 عاما، ويعد المهرجان الوحيد في الشرق الأوسط المعترف به من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين ويحمل الصفة الدولية إلى جانب 14 مهرجانا دوليا على رأسها (كان) و(برلين) و(فينيسيا) و(موسكو)، وغيرها من المهرجانات، وانطلاق مهرجان قبله لا يوثر بالتأكيد». وبسؤاله عن تغير وجهه أفلام من «القاهرة» إلى «الجونة» خصوصا أن مهرجان القاهرة كان يسعى لعرض فيلم «الشيخ جاكسون» ضمن المسابقة الرسمية، لكن تم اختياره كفيلم افتتاح لـ«الجونة»، رد قائلا: «شاهدنا فيلم (الشيخ جاكسون)، وتحدثنا مع المنتج محمد حفظي، نظرا للعلاقة الودية التي تربطنا به، وقال لنا حفظي إن تاريخ عرض الفيلم جماهيريا سيكون في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بناء على العقد المبرم مع الشركة الموزعة، ويسبق موعد مهرجان القاهرة، فكان موعد عرضه في (الجونة) مناسبا لمشاركه الفيلم، ويكون في صالحه، قبل عرضه في دور العرض. وسيحظى بالدعاية الكبيرة، وبالنسبة لفيلم (فوتوكوبي) فقد قرأت السيناريو وأعجبت به وتحدثنا مع القائمين عليه رغم أنه يعد أولى تجارب مخرجه، ولكنا فوجئنا بإرساله إلى (الجونة)، وقد يكون السبب من أجل الجوائز أو أسباب أخرى لا أعرفها». وأوضح رزق الله: «عانينا في هذه الدورة من مهرجان القاهرة السينمائي لعدم التزام وزارتي السياحة والشباب والرياضة بتسديد الدعم السنوي المعلن من جانبهما، والمبلغ قدره مليونا جنيه تنفقهما السياحة في البند المخصص لإقامة الضيوف، فيما امتنعت وزارة الشباب عن تقديم دعمها البالغ مليون جنيه، الأمر الذي ترتب عليه وقوعنا في أزمة كبرى نتيجة عدم قدرة المهرجان على الإيفاء بالتزاماته المادية تجاه الشركات المصرية التي قامت بمهام خاصة في إطار الدورة، حتى جاءت الانفراجة من وزاره المالية وموافقتها على الطلب المقدم من وزارة الثقافة للاهتمام بهذا الحدث الثقافي الدولي الكبير». ويكمل الناقد: «أما مهرجان القاهرة فيقام في العاصمة وجمهوره أهالي العاصمة ومفتوح لجميع الجمهور، لدينا لجنة مشاهدة تعمل منذ 3 شهور واستقرت على مجموعة من الأفلام واخترنا أفلاماً مرتبطة بالجمهور، والأزمة الحقيقية أنه سيقام قبل (القاهرة) بانوراما الفيلم الأجنبي ومهرجان قرطاج و(دبي) ينطلق بعد (القاهرة) بنحو أسبوعين، والمنافسة قوية، ومع ذلك استطعنا اختيار أفلام أجنبية وعربية مميزة تليق باسم مهرجان القاهرة السينمائي». وأضاف: «نحن نعمل على قدم وساق حتى يظهر المهرجان بالشكل الذي يليق بمصر، ولذلك قمنا بتكوين لجنة استشارية من مجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين وعقدنا 7 اجتماعات تقريبا لتبادل الآراء للوصول إلى دورة مميزة». وختم رزق الله حديثه متمنيا النجاح للجميع والعمل لصالح المشاهد في النهاية، وناشد الفنانين الحرص بالحضور في حفلتي الافتتاح والختام لمهرجان القاهرة.
مشاركة :