من برامجنا: بي بي سي ترندينغ كان المصريون بمئات الآلاف يملأون شوارع القاهرة وميدان التحرير. كانت عيوننا شاخصة على صورة جامعة تأتينا عبر وكالات الأنباء. لكن الكثير كان يحدث على الأرض. صور لأحداث ينشرها نشطاء على ما بدأنا نسميه "وسائل التواصل الاجتماعي" كانت تأتينا وفيها كل الخبر. وكانت ثورةٌ تسير الى جانب الثورة من دون أن نشعر ولم نستوعب مداها كصحافيين الا بعد وقت. عام 2011 لم يكن مسموحا في قاموس بي بي سي نشر أخبار أو صور الا تلك التي تأتي من المراسلين أو من وكالات الأنباء المعروفة. لكنَ الواقع كان يتحدانا باستمرار فكان علينا أن نرضخ لتوجهات هذا الواقع وأن نفكر في كيفية التعامل مع الكم الهائل من المعلومات والأخبار والصور من دون مقايضة المبادئ التي قامت على أساسها بي بي سي في نقل الخبر. اليوم ، وبعد سنوات قليلة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في صلب عملنا الصحافي، فكان لا بد من استيعاب هذه الثورة بدلا من ان نتصدى لها. دخلت صناعة الاعلام شريكا في الثورة وبدأنا نشعر بالتحول الكبير في المهنة والتحديات. فبدلا من أن تكون مهمة الصحافي البحث عن المعلومات أصبح دوره انتقاء الخبر من بين هذا الكم الهائل بالإضافة الى تحدي مراجعة صحتها وتحويلها الى منتج إعلامي يفيد المشاهد أو القارئ ويساعده في معرفة الحقيقة. وبالنظر الى سرعة تحرك هذه الثورة من الواضح أن نشرات الأخبار التلفزيونية ستشهد في المستقبل تغييرا كبيرا في الشكل وطريقة العرض. من هنا كانت فكرة "ترندينغ": نشرة إخبارية تتناول ابرز ما يتم تداوله في العالم الافتراضي وأصبح يشكل سوقا قائما في ذاته. نشرة سريعة تخاطب الشباب بلغتهم وتستطيع الوصول الى كل مكان والى كل فئات المجتع العربي. أصرينا على تسميتها نشرة إخبارية لأنها تتناول الخبر وتتعاطى معه مثل كل النشرات الاخبارية واخترنا لها اسما نستعمله جميعا في يوميات بثنا عن الخبر. وسنراقب كيف سيتلقاها المشاهد ونستمع الى التعليقات وردود الفعل لكي نجعلها أقرب أكثر الى المشاهد ومرجعا لما يجب أن يعرفه مشاهد التلفزيون. "ترندينغ" منتج جديد في شبكة بي بي سي التلفزيونية قد يشكل خطوة أولى لما يمكن أن تكون عليه نشرات المستقبل. يبث البرنامج أيام الأسبوع من الإثنين إلى الجمعة الساعة الثالثة مساء بتوقيت غرينتش