«بي بي سي» في كواليس صناعة السينما

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

يُعرض برنامج السينما التلفزيوني الجديد لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، والذي يحمل عنوان «فن الإخراج»، على شاشة قناتها الإخبارية العالمية باللغة الإنكليزية، في تجربة جديدة للقناة التي تتميز بجمهورها الواسع المتوزع على بلدان حول العالم مقارنة بالمتابعين القليلين لها في بريطانيا. القناة تجرب أيضاً على مستوى محتوى البرنامج السينمائي الجديد، حيث تبتعد فيه عن الأنماط الشائعة في هذا النوع من البرامج، وتقدم في كل حلقة تجربة مخرج أو مخرجة، مستعيدة سيرته المهنية، مع تسليط الضوء على جديده. يرتكز بناء كل حلقة من البرنامج على حوار طويل مع المخرج او المخرجة موضوع الحلقة. يقطع هذا الحوار استعادة لمسيرة الضيف السينمائية، وعرض لقطات لأعماله السابقة، مع تعليقات للمذيعة والممثلة الشابة كوش جمبو، التي تحلل بفهم وثقافة واسعين عوالم الضيف السينمائية، مبرزة أبرز العناصر والثيمات التي تعاود الظهور في أعماله، والجماليات المدفونة والظاهرة، والتأثيرات والاستعارات. ما يميز هذا البرنامج إلى جانب الحوارات الطويلة التي يجريها مع ضيوفه، هو السبق الذي يحققه بتصوير كواليس أفلام كان العمل يجري فيها وقت تصوير البرنامج، مثل المشاهد النادرة لجديد المخرج الإيطالي المعروف باولو سورنتينو، والذي يقدم رئيس الوزراء الإيطالي الجدليّ سيلڤيو برلسكوني، في فيلم يتوقع أن يكون حديث الأوساط السينمائية والجمهور عند عرضه قريباً. كما صور البرنامج مشاهد من آخر أفلام المخرج الإنكليزي جيمس مارش، والذي يضم حفنة من نجوم السينما البريطانية. يكشف الإيطالي سورنتينو (مخرج فيلم «الجمال العظيم»)، عن رعبه أمام المهمة التي يقوم بها بتقديم شخصية شديدة الجدليّة مثل برلسكوني، وأيضاً بسبب الموازنة الكبيرة التي توفرت له لإخراج هذا الفيلم والمسؤوليات المترتبة على عاتقه، وهذا ما بدا واضحاً من اللقطات التي قدمها البرنامج التلفزيوني لكواليس أحد أهم مشاهد الفيلم المنتظر، والذي يصور احدى الحفلات الماجنة للسياسي الإيطالي السابق، حيث تمت الاستعانة بأكثر من مئة من الجميلات الايطاليات لأداء أدوار ثانوية في المشهد ذاك. فيما رفض المخرج أن يصور البرنامج الإنكليزي ممثله المعروف توني سيرفيلو أثناء التحضر للعب شخصية برلسكوني، وفضل أن يحتفظ بالشكل النهائي للممثل كما سيـــظهر في الفيلم إلى زمن عرض الفيلم اــلذي لم يُحدد بعد. في حلقة المخرجة الهندية الاميركية ميرا ناير (فاز فيلمها «زفاف مانسون» بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينسيا في عام 2001)، ذهب برنامج «فن الإخراج» إلى أوغندا حيث تعيش المخرجة منذ سنوات، ليصور ناير التي تعمل إضافة إلى إخراج الأفلام، في تنظيم دورات لأفارقه شباب في فنون السينما، لتشجيعهم على تقديم قصص من حياتهم. تشرح المخرجة التي حافظت دائماً على نفس تسجيلي في القصص التي قدمتها سواء من الهند او أفريقيا، أن السينما هي موقف وفعل ضد غياب العدالة وقمع الحريات ومع حقوق الأقليات والمرأة، وأن فوضى الشوارع الأفريقية حيث تعيش، مُلهمة لها للغاية، على خلاف الاستوديوات الغربية المنظمة التي تشعـــرها بالخوف الشديد. يقدم البرنامج الجديد مزيجاً ناجحاً بين المقابلة الطويلة المعمقة لضيوفه، والتحليل النقدي الذي نسمعه في الخلفية، وبين الاستعادة الجيدة لسير سينمائيين ضمن الوقت المخصص للبرنامج. يستفيد البرنامج من أرشيف «هيئة الإذاعة البريطانية» الضخم، ويعوض قلة المشاهد السينمائية من الأفلام التي يتعرض لها (بسبب حقوق العرض الغالية كثيراً)، بمشاهد تصوير كواليس الأفلام الجديدة لضيوفه، والتي ستتحول مع الزمن إلى أرشيف مهم، تستفيد منه المؤسسة الإعلامية البريطانية ذاتها، وهي تحضر لبرامج سينما مستقبلية.

مشاركة :